«عاجل» مصر تعلن موقفها الرسمي بعد الهجوم الإرهابي على كنيسة مار إلياس

في تصريح رسمي يحمل رسالة قوية، أكدت جمهورية مصر العربية موقفها الثابت ضد كافة أشكال الإرهاب، حيث أصدرت وزارة الخارجية بيانًا شديد اللهجة تدين فيه التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في دمشق. الهجوم الذي وقع في العاصمة السورية أسفر عن سقوط ضحايا أبرياء وإصابات بين المصلين، في مشهد أثار الحزن والغضب على حد سواء وأعاد من جديد تسليط الضوء على معاناة المنطقة من الهجمات التي تستهدف الرموز الدينية والمجتمعات الآمنة.

موقف مصر الواضح من حادثة كنيسة مار إلياس

مصر لم تتأخر في التعبير عن رفضها الشديد لهذا العمل الإجرامي، مؤكدة دعمها الكامل لسوريا حكومة وشعبًا لتجاوز آثار الهجوم. البيان الصادر عن وزارة الخارجية حمل مشاعر الحزن والتضامن مع الشعب السوري وأسر الضحايا، إلى جانب تمني الشفاء العاجل لجميع المصابين. في الوقت ذاته، شددت القاهرة على أن استهداف دور العبادة بأي شكل من الأشكال هو اعتداء مباشر على قيم الإنسانية والمحبة، مؤكدة أن التعايش بين الأديان يبقى أساسًا متينًا تتحدى به المجتمعات قوى التطرف.

التزام مصر الراسخ بمكافحة الإرهاب

من الجوانب التي أبرزها البيان أيضًا هو تجديد مصر لموقفها المبدئي الرافض للإرهاب بكافة أنواعه وأشكاله دون استثناء، مشيرة إلى أن هذه الهجمات لا تمثل فقط تهديدًا لأفراد بعينهم، بل تستهدف أيضًا زعزعة الاستقرار وبث الخوف في قلوب المدنيين. مصر أكدت كذلك أنه لا مجال للتسامح مع أي جهة تسهم في دعم هذه الأعمال، سواء من خلال التمويل المالي أو الإيواء أو حتى الدعم المعنوي.

فيما يخص آليات مواجهة الإرهاب، ترى الحكومة المصرية أن التعامل مع هذه الظاهرة لا يمكن أن يقتصر على الردود العسكرية وحسب، بل يتطلب اتخاذ خطوات جماعية مدروسة.

ما المطلوب من العالم في مواجهة التهديدات الإرهابية؟

من الركائز التي سلط عليها البيان الضوء هي أهمية التعاون الدولي في التصدي للإرهاب. شملت دعوة مصرية واضحة لتكثيف الجهود بين الدول والمنظمات المختلفة من أجل مواجهة هذه الظاهرة المتنامية، سواء من خلال تجفيف منابع التمويل أو تحسين تبادل المعلومات الأمنية للحد من تنفيذ مثل هذه الجرائم. كما تحدثت مصر عن ضرورة وجود أبعاد فكرية وثقافية واجتماعية ضمن هذه المعركة، من أجل التصدي للأيديولوجيات المتطرفة قبل أن ترسخ جذورها داخل العقول.

ولتوضيح أهم أبعاد التعاون المطلوبة، نستعرض التالي:

  • تعزيز التبادل الدولي للمعلومات عن الجماعات الإرهابية وتحركاتهم.
  • وضع نظم مراقبة فعالة لمنع تمويل الأنشطة الإرهابية ومعاقبة الممولين.
  • تطوير حملات توعية تهدف إلى دحض الفكر المتطرف وترسيخ التسامح.
  • تعميق الدعم اللوجيستي والتقني بين دول العالم لمكافحة الإرهاب.

قائمة بعدد الهجمات على دور العبادة: دلالات مقلقة

تأتي حادثة كنيسة مار إلياس في سياق سلسلة من الهجمات التي استهدفت دور العبادة والمجتمعات الآمنة في السنوات الأخيرة. لتوضيح الأثر المتصاعد لهذه الظاهرة، يمكن مقارنة البيانات التالية:

الموقع العام التفاصيل
نيوزيلندا 2019 الهجوم على مسجدين خلال صلاة الجمعة
سريلانكا 2019 تفجير كنيستين في عيد الفصح
سوريا 2023 تفجير كنيسة مار إلياس بدمشق

ما يلفت الانتباه هو أن الإرهاب الذي يستهدف دور العبادة يعتمد على إثارة الانقسام وتشويه صورة التسامح الديني، وهو تحدٍ يفرض على الجميع أن يكونوا يقظين ويعملوا من أجل وقف هذا النزيف الإنساني.

مصر تعطي مثالًا حيًا على الحزم والإصرار، ليس فقط ببياناتها التضامنية، ولكن بدعوتها المستمرة لمعالجة جذور هذه الهجمات المروعة. هذا البيان الذي صدر ربما ليس مجرد رد فعل على الحادث الأخير، بل هو صيحة استنفار للعالم بأكمله ليبقى متحدًا في مواجهة هذا العدو الذي يهدد حياة الأبرياء وكل ما تمثله الإنسانية من قيم.