«فرصة ذهبية» بورصة الذهب تواصل التداول وسط توقعات بخسائر جديدة

تراجعت أسعار الذهب العالمية بشكل طفيف اليوم الإثنين 23 يونيو، إذ سجلت خسائر للأوقية بنحو 10 دولارات في البورصة العالمية، لتستقر عند 3358 دولاراً مقارنة بمستوى الإغلاق السابق عند 3368 دولاراً، فيما جاءت حركة التداول اليومية للأوقية بين 3348 و3388 دولاراً. وتنتظر الأسواق بيانات التضخم الأمريكية المتوقعة خلال الأسبوع.

تراجع أسعار الذهب وتأثير التوترات العالمية

شهدت أسعار الذهب انخفاضاً بعد أن سجلت ارتفاعات متقلبة في الفترة الأخيرة، حيث أوضحت وكالة بلومبرج تراجع الذهب بعد أن كان قد حقق نسبة ارتفاع بلغت 0.8% في وقت سابق من التداولات، ويبدو أن هذا التراجع جاء على خلفية التوترات السياسية بالشرق الأوسط، عقب الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية، مما أدى إلى تعزيز قيمة الدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى، وعادة ما تؤدي قوة الدولار إلى تأثير مباشر على أسعار الذهب، إذ يُعتبر الذهب استثماراً بديلاً.

وتسببت هذه التوترات أيضاً في قفزة كبيرة بأسعار النفط العالمية، ما أضاف عوامل ضغط على أسواق الذهب، مع احتمالية ارتفاع أسعار الطاقة، وكلما ارتفعت معدلات التضخم تقل فرص تخفيض الاحتياطي الفيدرالي للفائدة، مما ينتج عنه تأثير سلبي للغاية على المعدن الأصفر الذي لا يولد توزيعات نقدية.

تحليل حركة أسعار الذهب وأسواق الأوقية

يتراوح سعر الأوقية اليوم بين مستوى 3348 و3388 دولاراً، مما يُبرز استمرار التقلبات الحادة التي تشهدها الأسواق، ويعود السبب في ذلك، وفقاً للتقارير، إلى القلق من توسع التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، إضافة إلى ترقب الأسواق لصدور بيانات التضخم الأمريكية التي تُعد مؤشراً محورياً بتحولات أسعار الفائدة.

كما سلطت بلومبرج الضوء على أن أسعار السبائك تواصل التداول قرب 3360 دولاراً للأونصة، وسط مخاوف من أن تؤدي التوترات الإيرانية الأميركية إلى تعطيل حركة النقل والشحن بمضيق هرمز، وهو ممر حيوي لصادرات النفط العالمية، إضافة إلى إمكانية تأثر البنية التحتية للطاقة في المنطقة.

إجمالاً، تعكس هذه التحركات أن المضاربة في أسعار الذهب لا تقتصر فقط على العوامل الاقتصادية التقليدية كالتضخم والفائدة، بل تتأثر أيضاً بالعوامل الجيوسياسية، خاصة مع زيادة ارتباط الأسواق بما يحدث في الشرق الأوسط.

هل تدعم التوترات توقعات المكاسب المستقبلية؟

رغم ارتفاع أسعار الذهب حوالى 30% منذ بداية العام، توجد تساؤلات حول استمرار تلك المكاسب في ظل الظروف الحالية، تشير التقارير إلى أن احتمال توسع نطاق الصراع في الشرق الأوسط يحمل تأثيرات مزدوجة، فمن جهة، يعزز الذهب باعتباره ملاذاً آمناً، ومن ناحية أخرى، ارتفاع أسعار النفط قد يضاعف من أزمة التضخم، مما يجعل تعديل السياسات النقدية تدريجياً أمراً أقل وضوحاً.

جدير بالذكر أن سعر الذهب يظل قريباً من أعلى مستوى قياسي له الذي سجله في أبريل الماضي، حيث يُظهر الجدول التالي معدل التغير الواضح بين الفترات:

الفترة السعر
الإغلاق السابق 3368 دولاراً
السعر الحالي 3358 دولاراً
الحد الأعلى اليومي 3388 دولاراً
  • زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن في المدى القريب
  • توقع تقلبات واسعة فور صدور بيانات التضخم الأمريكي
  • تأثير مباشر للتوترات الجيوسياسية على تعزيز قيمة الدولار
  • تحييد المكاسب مع اقتراب السعر من مستويات قياسية

مع ذلك، تزداد التحديات أمام أسواق الذهب مع ارتفاع تكلفة الطاقة وتباطؤ السياسة النقدية التيسيرية، لذا فإن المستقبل القريب يعتمد بشدة على نتائج الأوضاع الجيوسياسية ومدى استقرار العلاقات العالمية.