«خطوة مفصلية» الانتقالي الجنوبي باليمن يرسخ مكانته كعنصر حاسم في التسويات المقبلة

كيف استطاع الانتقالي الجنوبي باليمن أن يفرض حضوره كطرف رئيسي لا يمكن تجاوزه في أي تسوية مستقبلية؟ تظهر أهمية التجربة الجنوبية بأنها ليست مجرد رؤية سياسية عابرة، بل انعكاس لقوة متماسكة بنيت على أساس سياسي وعسكري قوي، مدفوعة بإرادة جماهيرية تسعى لاستعادة دولة جنوبية ذات سيادة، وهو ما يضعها كفاعل حاسم في المشهد اليمني.

دور الانتقالي الجنوبي في تعزيز القضية الجنوبية سياسيًا

يمكن القول بأن الانتقالي الجنوبي استثمر الرؤية السياسية الواضحة التي تبناها منذ تأسيسه ليكون حاملًا قويًا للقضية الجنوبية. فلم يكن الجنوب يومًا جزءًا يُلحق بالحلول الجاهزة بل تمسك المجلس منذ اللحظة الأولى بشعار أن الجنوب شريك فاعل وصاحب قضية عادلة.
نجح الانتقالي الجنوبي في تحقيق ما لم تحققه الكثير من القوى الجنوبية الأخرى على مدى سنوات ماضية، حيث استطاع تأطير القضية الجنوبية ضمن قنوات الحوار الدولية ومفاوضات السلام، كما أقام علاقات استراتيجية قوية مع الفاعلين الإقليميين والدوليين لتعزيز حضوره في كل تسوية مقبلة.

الإمكانات العسكرية للانتقالي الجنوبي وتأثيرها على الواقع الميداني

لم يقتصر تمكّن الانتقالي الجنوبي على الأبعاد السياسية فحسب، بل استطاع أن يخلق منظومة عسكرية صلبة جعلت منه فاعلًا لا يمكن تجاوزه. من خلال بناء قوات الحزام الأمني وقوات النخب، تمكن من إنشاء جيش متماسك يمتاز بمهارات احترافية عالية. هذه القوات أصبحت قوة أساسية لحفظ الأمن في مختلف المحافظات الجنوبية، وكانت قادرة على مواجهة التهديدات الأمنية ومكافحة الإرهاب بفعالية واضحة.
فضلاً عن ذلك، حمل أبناء الجنوب على عاتقهم تضحيات كبيرة على مدار السنوات الأخيرة، حيث قدموا دماءهم لإرساء حدود مشروعهم الوطني المبني على هويتهم وسيادتهم، متحدّين محاولات طمس قضيتهم.

أبعاد الدعم الإقليمي والدولي لقضية الجنوب

موقع الجنوب العربي كحلقة وصل بحرية وتجارية دولية قد عزز من أهمية الانتقالي الجنوبي على الصعيد الدولي، حيث يؤدي الجنوب اليوم دورًا مهمًا في ضمان الاستقرار البحري وحماية أهم الممرات التجارية. هذا الدور يمكن أن يجذب دعمًا دوليًا مستمرًا لإعادة بناء دولته كمصدر للاستقرار الإقليمي والدولي.
في هذا الإطار، تتقاطع مصالح الجنوب مع مصالح الدول الكبرى، وهو ما أكسب القضية الجنوبية زخمًا دوليًا يعزز مطالبها المشروعة.

• موقع استراتيجي يمنح الجنوب قيمة جيواستراتيجية عالية.
• قوات عسكرية فعالة في مواجهة الإرهاب والجماعات المسلحة.
• تمثيل سياسي رسمي ضمن المفاوضات الدولية.
• علاقات استراتيجية متينة مع القوى الإقليمية والعالمية.

القضية الجنوبية اليوم أصبحت محط الأنظار، ليس لأنها تتعلق بمطالب تاريخية عادلة فحسب، بل لأنها مستندة إلى قوة سياسية وعسكرية مؤهلة لتحديد مستقبل المنطقة، وهو ما يؤهل الانتقالي الجنوبي للعب دور رئيسي في كل تسوية قادمة تضمن استقرار اليمن والإقليم.