«فرصة ذهبية» أسعار الذهب الفورية تقفز بعد التحركات العسكرية الأمريكية

الذهب العالمي يشهد ارتفاعًا ملحوظًا مع بداية الأسبوع، حيث سجلت أسعاره الفورية زيادة بنسبة 0.5% لتصل إلى 3385 دولارًا للأونصة، هذا الارتفاع جاء نتيجة لتزايد المخاوف الجيوسياسية التي تعصف بالأسواق العالمية بعد الهجمات العسكرية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، مما زاد من جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن في أوقات الاضطراب والتوتر.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب العالمي مؤخرًا

يشهد الذهب العالمي اتجاها تصاعديًا مدفوعًا بعدد من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية التي أدت إلى تحول المستثمرين نحو الأصول الآمنة، خاصة بعد التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، فقد أدى الهجوم الجوي الأمريكي الذي استهدف منشآت نووية في مناطق مثل فوردو ونطنز، وما تلاه من تهديدات إيرانية بالتصعيد، إلى زيادة حدة القلق في الأسواق المالية، ومن ثم دفع الطلب نحو الذهب من قبل مستثمرين يبحثون عن فرص مستقرة في ظل الأجواء المشحونة.

تعتبر الملاذات الآمنة مثل الذهب الخيار الأمثل في مثل هذه الأوقات، حيث يوفر الحماية للمستثمرين من تقلبات الأسواق، وما يميز الذهب عالميًا هو نشاطه خلال الأزمات الذي يسهم في تحقيق أداء قوي للأسعار مقارنة بالاستثمارات الأخرى مثل الأسهم أو السندات.

تأثير التوترات الجيوسياسية على أسواق النفط والذهب

التوترات الجيوسياسية تؤثر مباشرة على سوقي الذهب والنفط، فيما ارتفعت أسعار النفط بشكل حاد خوفًا من تعطيل الإمدادات، ظل الذهب الوجهة المفضلة للمستثمرين كوسيلة للتحوط من المخاطر، وقد جاءت الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط لتزيد من حالة عدم اليقين لدى المستثمرين، فأي تصعيد إضافي يمكن أن يؤدي إلى زيادة كبيرة في الطلب على المعدن النفيس.

المراقبون يتوقعون أن تظل أسعار الذهب العالمي في حالة صعود إذا توسعت رقعة الصراع، حيث تُعتبر الضبابية السياسية والاقتصادية المهيمنة الآن بيئة خصبة لدعم أسعار الذهب، وحتى إذا كان التصعيد أقل خطورة مما يتوقعه البعض، فإن الذهب يواصل استقطاب المستثمرين الذين يسعون لحماية استثماراتهم من انخفاض العملات المحلية أو التضخم المتزايد.

لماذا يعتبر الذهب الخيار الأكثر أمانًا عالميًا؟

يُعد الذهب من أهم الأصول الآمنة التي يلوذ بها المستثمرون خلال الأزمات، سواء كانت اقتصادية أو سياسية، وهذه بعض الأسباب الرئيسية لزيادة أهمية الذهب العالمي في تلك الفترات:

• استقراره النسبي كقيمة حقيقية بعيدًا عن التقلبات الحادة التي يواجهها سوق العملات.
• إيجابيته أداءه حتى خلال فترات الركود أو التضخم المرتفع، بفضل انخفاض مخاطره الاستثمارية.
• كونه أصل ملموس لا يتأثر بالتغيرات السياسية بنفس الطريقة التي قد تؤثر على الأسهم وسندات الدين.
• اعتماده كحماية طويلة الأمد للثروة، حيث يحافظ على قيمته عبر الزمن ويوفر عائدا للمستثمرين في ظل الأزمات المتلاحقة.

يبقى الذهب العالمي الملاذ الأول للمستثمرين، خاصة في ظل تصاعد المخاوف الجيوسياسية، وتظل تحركاته محكومة باتجاهات الأوضاع الدولية ومدى رغبة المستثمرين في البحث عن الأمان بدلًا من المخاطرة بالأصول الأخرى.