«تحذيرات مخيفة» اقتصاد أمريكا يواجه مخاطر التضخم بعد الهجوم على إيران

اقتصاد أمريكا يواجه مخاطر التضخم بعد الهجوم على إيران، وهو ما ورد في تقرير لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، حيث حذرت من أن الضغوط الاقتصادية الناتجة عن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية قد تؤدي إلى تصاعد التضخم في الولايات المتحدة، خاصة مع التوقعات بارتفاع أسعار النفط بنحو 5 دولارات للبرميل عند افتتاح الأسواق، مما يثقل كاهل المستهلكين.

ما تأثير الهجوم على إيران على اقتصاد أمريكا؟

يشير الخبراء إلى أن ارتفاع أسعار النفط والغاز يعد تأثيرًا شبه مؤكد للهجوم على المواقع الإيرانية، حيث توقع آندي ليبو من مؤسسة “ليبو أويل أسوشيتس” أن يصل سعر النفط عند الافتتاح إلى 80 دولارًا للبرميل، وهذا يعني أن المستهلكين سيواجهون آثارًا ملموسة على حياتهم اليومية من خلال زيادة تكلفة البنزين، خاصة في الوقت الذي تنخفض فيه الأسعار إلى أقل من 3 دولارات للجالون في بعض المناطق.

بالإضافة إلى ذلك، إذا تأثر مضيق هرمز -الذي يمثل حوالي 20% من حركة النفط الخام عالميًا- فقد ترتفع أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل، وهذا لا يقتصر على النفط فقط، بل سيمتد ليشمل الغاز والديزل أيضًا، مما يؤدي إلى زيادات تتراوح بين 50 إلى 75 سنتًا للجالون، ما ينذر بتأثيرات كارثية على المستهلكين الذين يواجهون بالفعل ضغوطات تضخمية متزايدة.

مخاطر التضخم وأبعاده الاقتصادية

تعتبر الأسعار المنخفضة نسبيًا للنفط والبنزين أحد أدوات التخفيف الرئيسية من حدة الضغوط الاقتصادية، إلا أن أي ارتفاع مفاجئ في الأسعار، خاصة نتيجة للتوترات الجيوسياسية، يعيد إشعال شرارة التضخم. ومع توقع ارتفاع أسعار الطاقة، هناك إمكانية أن تتوسع دائرة هذا التأثير لتشمل صناعات أخرى تعتمد على الوقود لعملياتها التشغيلية، بدءًا من النقل والشحن وصولًا إلى التصنيع.

• ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري يؤثر سلبًا على تكاليف الإنتاج
• زيادة تكلفة النقل والشحن يؤدي إلى رفع أسعار السلع الاستهلاكية
• الضغوط التضخمية تضرب القدرة الشرائية للأسر الأمريكية

بالنظر إلى أهمية الطاقة في الاقتصاد، فإن الموجة التضخمية المحتملة قد تؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي على المدى الطويل، خاصة مع اعتماد العديد من الصناعات الأمريكية على النفط الخام كمورد رئيسي.

التوترات الجيوسياسية ومستقبل أسعار النفط

لم يكن الهجوم على المنشآت الإيرانية مجرد ضربة عسكرية، بل أطلق سلسلة من الردود السياسية والاقتصادية التي أثرت بشكل مباشر على الأسواق العالمية، فوفقًا لتقديرات شبكة “سي إن إن” وخبراء النفط، فإن الأوضاع قد تزداد تعقيدًا إذا تصاعدت الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع إعلان إيران عن ردها العسكري المحتمل.

وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن الوقت اللازم للتوصل إلى اتفاق مع إيران حول الملف النووي يبدو طويلًا وغير مضمون، واستشهدت بتجربة إدارة أوباما التي تطلبت عامين للتوصل لاتفاق مماثل. في المقابل، فإن غياب أي مسار تفاوضي واضح يساهم في خلق بيئة من عدم الاستقرار، قد تدفع بأسعار النفط العالمية إلى مستويات غير مسبوقة خلال الفترة القادمة.

إن التصعيد في الشرق الأوسط قد يعني المزيد من الضغط على الأسواق العالمية، وهو ما يعزّز مخاوف تضخم قد تؤثر على مختلف القطاعات الاقتصادية، خاصة وسط الجهود المستمرة لتحقيق استقرار السوق وضبط الأسعار.