ارتفاع جديد للذهب عقب الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية في إيران

ارتفع الذهب بعد تصاعد التوترات الجيوسياسية بسبب انضمام الولايات المتحدة للهجوم الإسرائيلي على إيران، ما أدى إلى مخاطر متزايدة لنشوب صراع إقليمي أوسع يهدد بارتفاع أسعار الطاقة، وسجل المعدن الأصفر مكاسب وصلت إلى 0.8% بعد ضرب أهداف نووية رئيسية في إيران، مما حفز المستثمرين على الاتجاه نحو أصول الملاذ الآمن مثل الذهب.

كيف تصاعدت أسعار الذهب بفضل التوترات الجيوسياسية؟

تبعات الهجوم الأمريكي على إيران لم تقتصر على الجوانب السياسية فقط، بل امتدت لتأثر الأسواق العالمية بشكل كبير، حيث شهد الذهب قفزة كبيرة مع تخوف المستثمرين من المخاطر المحيطة بزيادة التصعيد، وقد دفعت تلك التوترات إلى تسارع ملحوظ في شراء المعدن النفيس باعتباره ملاذًا آمنًا، وجاءت هذه التحركات مواكبة لقفزة في أسعار النفط التي تعد مؤشرًا رئيسيًا لتأثير الأحداث العالمية.
وتفاقم الأمر بعد ترقب العالم رد إيران المتوقع، وسط مخاوف من استهداف منشآت الطاقة الحيوية في الشرق الأوسط أو تعطيل حركة الشحن البحرية في مضيق هرمز، وهو ما يعزز الضغوط الاقتصادية عالميًا؛ حيث يُنتظر أن تشهد تكلفة السلع الأساسية زيادات ترتبط بدفع مؤشرات التضخم نحو مزيد من الارتفاع.

العوامل الداعمة لارتفاع الذهب في الأزمات

ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 30% منذ بداية العام، وشهد الأسبوع الأخير بوتيرة متسارعة مستويات قياسية جديدة نتيجة التصعيد الأخير، وجاء ذلك مدفوعًا بالعوامل التالية:

• زيادة الاعتماد على الذهب كمصدر حماية من المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية.
• التصاعد المستمر في أسعار الطاقة بفعل الأزمات في الشرق الأوسط.
• ترقب الأسواق لدعم الذهب على المدى القصير كأصل لا يفقد قيمته في الظروف الحرجة.
• تردد البنوك المركزية في خفض أسعار الفائدة بسبب احتمالية تسارع التضخم.

لكن على الرغم من تلك الظروف المؤاتية للمعدن النفيس، فإن أي ارتفاع كبير ومطول في أسعار الطاقة قد يسبب ضغطًا أكبر على أسواق المال بشكل عام، مما قد يعيق النمو الاقتصادي في بعض الدول، ويؤدي إلى خلق حالة غير مستقرة تضيّق المجال أمام اتخاذ قرارات استثمارية طويلة الأمد في الذهب.

تأثير الدولار والفضة على أسواق الذهب

بالتزامن مع تقدم الذهب بنسبة 0.3% ليصل إلى سعر 3,377.13 دولار للأونصة في سنغافورة، سُجل أيضًا ارتفاع بسيط في مؤشر بلومبرغ للدولار بنسبة 0.2%، ما يعكس وضعًا متباينًا للمستثمرين بين الاستثمار في الذهب والعملات الأجنبية، وكان للفضة نصيب من المكاسب ولكن بدرجة محدودة، في حين شهدت معادن أخرى مثل البلاتين والبلاديوم انخفاضات طفيفة، ويعود هذا الاختلاف إلى اختلاف العوامل المحركة لكل سوق على حدة، مما يظهر أهمية الذهب كخيار آمن في ظل السيناريوهات الحرجة.

التصعيد الأخير قد يجلب المزيد من التقلبات لأسواق الذهب والطاقة، لكن في الوقت ذاته، يُبرز أهمية الذهب كأصل لا يستند لتقلبات العوائد المالية المباشرة، بل لقيمته الحقيقية المتماسكة عبر الزمن.