كيف يتغير جسمك عند التوقف عن التدخين رحلة استشفاء تبدأ فورًا

ماذا يحدث للجسم عند الإقلاع عن التدخين؟ يُعتبر الإقلاع عن التدخين من أعظم القرارات التي يمكن أن يتخذها الإنسان لتحسين صحته، فالتدخين من أكثر الأخطار التي تهدد حياة الإنسان وتتسبب في أمراض مزمنة مثل القلب والسرطان، لكن مع التوقف يبدأ الجسم في رحلة التعافي وهي رحلة تحدث فيها تغييرات إيجابية مذهلة تبدأ من الدقائق الأولى للتوقف.

ماذا يحدث للجسم عند الإقلاع عن التدخين؟

حينما يتوقف الشخص عن التدخين، يبدأ الجسم فورًا في إصلاح الأضرار الناتجة عن التعرض للمواد السامة، حيث تبدأ آلياته الطبيعية في التخلص من السموم وإعادة بناء الأنسجة المتضررة، وتشير الدراسات إلى أن التغيرات الإيجابية تبدأ خلال الدقائق الأولى، وتمتد آثارها على مدى سنوات، مما يساهم في تحسين الصحة العامة بشكل ملحوظ.

ماذا يحدث للجسم في أولى مراحل الإقلاع عن التدخين؟

خلال العشرين دقيقة الأولى من الإقلاع، يستعيد معدل ضربات القلب وضغط الدم حالتهما الطبيعية، وتتحسن تدفق الدورة الدموية، ويبدأ الجسم في تنقية بعض التأثيرات السلبية للنيكوتين. بعد ذلك، ومع مرور 8 ساعات، تنخفض مستويات أول أكسيد الكربون السام في الدم، ويرتفع مستوى الأكسجين لتدعيم وظائف الأعضاء الحيوية كالقلب والدماغ. وفي اليوم الأول، يقل خطر التعرض لنوبة قلبية مفاجئة، حيث تساعد هذه الفترة الجسم على التخلص من سموم موجودة في الجهاز الدوري.

ما التغييرات التي تحدث للجسم بعد أيام من الإقلاع عن التدخين؟

بعد مرور يومين فقط على التوقف، تحدث تغييرات واضحة تتمثل في تحسن حاستي الشم والتذوق بسبب بداية تعافي نهايات الأعصاب المتضررة، كما يتخلص الجسم تقريبًا من أغلب ما تبقى من النيكوتين، وتبدأ المسالك الهوائية في التنفس بحرية بعد 3 أيام فقط، مما يمنح شعورًا بزيادة الطاقة وسهولة التنفس. ويمكن توضيح الجدول الزمني لهذه الفترة كما يلي:

كيف يستفيد الجسم في الأشهر الأولى بعد الإقلاع عن التدخين؟

مع مرور الأسابيع والأشهر الأولى، تزداد التحسينات في وظائف الرئتين بنسبة تصل إلى 30%، كما تتخلص من البلغم المتراكم، ما يقلل من نوبات الكحة، ويصبح الجسم أكثر قدرة على الحركة وممارسة الأنشطة البدنية بسهولة، حيث يبدأ الشخص يشعر بمزيد من الحيوية والقدرة على الحياة بشكل أفضل خالٍ من التداعيات المزعجة للتدخين.

ومع نهاية الشهر التاسع، يكون الشخص قد أكمل عملية تنظيف الرئتين من المخاط والسموم، وتعود الشعيرات الدقيقة في الرئتين للعمل بكفاءة مما يساهم في زيادة المناعة ضد العدوى التنفسية مثل الالتهابات الشعبانية، الأمر الذي يجعل الجهاز التنفسي أكثر قوة.

الإقلاع عن التدخين طويل الأمد: ماذا يحدث للجسم؟

بعد مرور عام كامل، يتم تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالمدخنين، ويرى الشخص تحسنًا كبيرًا ليس فقط في صحته، وإنما أيضًا في جودة حياته بشكل عام. أما بعد خمس سنوات، يصبح خطر السكتة الدماغية والشعور بمشكلات مثل سرطان الفم والحنجرة متقاربًا جدًا مع غير المدخنين، مما يدل على أن الإقلاع عن هذه العادة يعيد الجسم تدريجيًا إلى حالته الطبيعية.

الإقلاع عن التدخين هو قرار ذو فوائد قريبة وبعيدة المدى، تبدأ تحسينات الجسم من أول دقيقة وتستمر إلى أعوام عديدة، مما يعزز من جودة الحياة بشكل ملحوظ.