ما مصير العالم إذا أغلق مضيق هرمز وتأزمت إمدادات الطاقة؟

ماذا سيحدث لو تم إغلاق مضيق هرمز؟ ذلك السؤال الذي يؤرق الجميع منذ ظهور التهديدات المتزايدة المتعلقة بذلك الممر المائي الحيوي. مضيق هرمز ليس مجرد نقطة عبور عادية وإنما يمثل شريانًا رئيسيًا لتداول الطاقة عالميًا، ولذلك فإن إغلاقه قد تكون عواقبه وخيمة على كافة الأصعدة، بدءًا من نقص موارد الطاقة وصولًا إلى اضطرابات اقتصادية وسياسية جدّ عميقة.

### ما هو مضيق هرمز وأهميته؟

مضيق هرمز هو ممر مائي ضيق يربط الخليج العربي بخليج عمان وبحر العرب، ويُعتبر واحدًا من أكثر المعابر البحرية أهمية في العالم. تمر من خلاله حوالي 20% من صادرات النفط العالمي، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال القادمة من دول مثل الكويت، العراق، إيران، قطر، والإمارات. يطل على المضيق من جهة الشمال إيران ومن جهة الجنوب سلطنة عمان، ويعد بوابة لا غنى عنها لربط الطاقة بين الشرق والغرب. ببساطة، يمكن اعتباره رئة أساسية تستنشقها الأسواق العالمية لتلبية احتياجاتها من الطاقة.

### مخاطر إغلاق مضيق هرمز على مستوى الطاقة

إغلاق مضيق هرمز يعني أن إمدادات ضخمة من النفط والغاز لن تصل إلى الدول المستهلكة، وبذلك سيُصيح العالم فجأة على أزمة طاقة خانقة. تعتمد الدول الكبرى مثل الصين، الهند، واليابان بشدة على النفط القادم من هذا الشريان، وأي اضطراب هنا يعني ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الطاقة عالميًا. الأمر لا يتوقف فقط عند الطاقة، إذ تتأثر الزراعة والنقل والصناعات المختلفة والتي تعتمد على مشتقات النفط، مما قد يؤدي إلى تضخم عام يعيشه العالم.

من هنا يمكننا تخيّل السيناريوهات الصعبة التي قد تواجهها أي دولة تعتمد على استيراد الطاقة، فقد ترتفع تكاليف الوقود بدرجات جنونية، وأيضًا تكلفة السلع والخدمات المرتبطة بها، ما سيؤدي إلى حالة اقتصادية لا يُحسد عليها.

### مواقف الأطراف المختلفة وتوقعات التصعيد

لإيران تاريخ طويل من التهديدات بإغلاق مضيق هرمز كوسيلة ضغط على المجتمع الدولي، خاصة مع تصاعد العقوبات المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى. أهم ما يزيد الموقف تعقيدًا هو أن هذه التصريحات ليست مجرد تهديدات فارغة، بل يتم مناقشتها رسميًا داخل البرلمان الإيراني، وسط أجواء متوترة عالميًا.

أما بالنسبة للدول الغربية ومعظم دول المنطقة، فإنها بالتأكيد لن تقبل بإغلاق المضيق. أي تحرك في هذا السياق سيُقابل بردود أفعال عسكرية ودبلوماسية قوية، لرغبة الجميع في تأمين الممر وفقًا للقوانين الدولية. يلي المخاوف الدبلوماسية خطرٌ آخر، وهو اندلاع مواجهات عسكرية قد تنجر إلى حرب طويلة تُهدد استقرار الشرق الأوسط بأكمله.

### كيف يمكن أن يتأثر الاقتصاد العالمي؟

إذا ما استعرضنا السيناريوهات التي قد تقع مع إغلاق مضيق هرمز، نجد أنها تنذر بأزمة عالمية طاحنة، سواء في مجال الطاقة أو في الأسواق المالية والاقتصادية. إليك أبرز التأثيرات:

• ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات غير مسبوقة، مع نقص شامل في موارد الطاقة الأساسية.
• تضرر التجارة الدولية، لكون المضيق يُعد معبرًا إستراتيجيًا ليس فقط للنفط، بل أيضًا للعديد من البضائع الأخرى.
• تصاعد وتيرة التضخم العالمي، مما قد يؤدي إلى إضعاف الاستقرار الاقتصادي في عدة دول.
• تهديد مباشر للأمن الغذائي العالمي، إذ تعتمد الزراعة الحديثة بشكل مكثف على منتجات الطاقة.

لحساب مدى تأثير إغلاق المضيق، يمكن النظر إلى الجدول البسيط التالي:

| الجانب | التأثير المتوقع |
|——————————-|——————————————————-|
| أسعار النفط | ارتفاع حاد، قد يصل السعر عالميًا إلى أرقام قياسية |
| الاقتصاد العالمي | انكماش اقتصادي، خاصة للدول المستوردة للطاقة |
| الاستقرار السياسي | تصاعد التوترات بين الدول المنتجة والمستهلكة للطاقة |

### العالم أمام خيارين لا ثالث لهما

على ما يبدو، العالم أمام خيارين، إما التفاوض والتوصل إلى حلول تخفف من حدة التصعيد، أو مواجهة تبعات لا تُحمد عقباها على المستويين السياسي والاقتصادي. فالاعتماد على مضيق هرمز كان وما زال جزءًا من المعادلة العالمية التي من الصعب تجاوزها بين ليلة وضحاها، وهو ما يجعل التفكير في أي سيناريو بديل أمرًا شبه مستحيل بالنسبة للدول الكبرى.

النقاش لا يزال مفتوحًا، والعالم يترقب بقلق بالغ أي خطوة قد تزيد من تعقيد الوضع، فهل يُمكن أن تنتصر لغة الحكمة والتهدئة، أم أننا سنكون على موعد مع أزمة طاقة غير مسبوقة؟