ماذا يحدث لجسمك إذا اكتفيت بتناول وجبة واحدة يوميًا؟

ماذا يحدث للجسم عند تناول وجبة واحدة؟.. يُثير هذا السؤال فضول الكثيرين، خاصة مع تصاعد شعبية نظام الوجبة الواحدة يوميًا أو ما يُعرف بـOne Meal A Day، يهدف الكثيرون إلى تجربة هذا النمط الغذائي لفقدان الوزن وتحسين حساسية الجسم للسكر أو لدعم الصحة العامة، إلا أن هناك تحذيرات من الخبراء حول تأثيراته السلبية إذا لم يتم اتباعه بحذر وتوجيه صحيح.

ماذا يحدث للجسم عند تناول وجبة واحدة؟

نظام الوجبة الواحدة يعتمد على الاكتفاء بوجبة واحدة فقط خلال 24 ساعة، وعادة ما يتم تناولها في غضون ساعة واحدة، يُسمح خلال باقي اليوم بشرب الماء أو المشروبات الخالية من السعرات، يُعد هذا النظام شكلًا متطرفًا من الصيام المتقطع الذي يُعرف بمدى تأثيره على الجسم بطرق عديدة، ولكن ما الذي يحدث فعليًا للجسم عند الالتزام بوجبة واحدة يوميًا؟

انخفاض مستوى السكر والأنسولين

الاعتماد على الصيام لفترات طويلة يؤدي إلى انخفاض مستويات الجلوكوز في الدم، وهو ما يقلل بالتبعية مستويات الأنسولين المُفرزة، تساعد هذه التغيرات في تحسين حساسية الأنسولين، خاصة عند الأشخاص المعرضين للإصابة بمرض السكري، يُلاحظ أن هذا التأثير مفيد لبعض الأشخاص الذين يسعون إلى ضبط مستويات السكر لديهم بفعالية.

الدخول في حالة حرق الدهون

عندما تمر 12 إلى 16 ساعة دون تناول أي مصدر للسعرات الحرارية، يبدأ الجسم في البحث عن مصدر بديل للطاقة، فيلجأ إلى الدهون المخزنة ويعمل على تفكيكها لاستخدامها كوقود، هذا الوضع يدعم أيضًا فقدان الوزن إذا كانت الوجبة الوحيدة تحتوي على سعرات حرارية منخفضة ومتوازنة، الأمر الذي يُعتبر جذابًا لمن يسعى للرشاقة.

تباطؤ عملية الأيض على المدى الطويل

بالرغم من الفوائد المحتملة، يُحذر المختصون من الآثار السلبية لهذا النظام على المدى البعيد، قد يتكيف الجسم مع هذا النمط الغذائي لكن يؤدي ذلك إلى تباطؤ في عملية الأيض (التمثيل الغذائي)، مما يجعل الجسم أقل كفاءة في حرق السعرات الحرارية بمرور الوقت، وهو ما يُعد تحديًا للأشخاص الذين يستهدفون فقدان الوزن طويل المدى.

نقص العناصر الغذائية

توفر وجبة واحدة مهما كانت متزنة غالبًا ما يكون محدودًا من حيث الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم يوميًا، يترتب على ذلك العديد من المشكلات الصحية مثل ضعف جهاز المناعة، الشعور بالإرهاق العام، تساقط الشعر، وقد تظهر أعراض متعلقة بمشاكل هضمية مع مرور الوقت، ما يجعل من الصعب الحفاظ على هذا النظام لفترات طويلة دون آثار جانبية.

اضطرابات في الجهاز الهضمي

يؤكد بعض الأفراد أنهم يلاحظون راحة في الجهاز الهضمي نتيجة قلة الطعام المُستهلك، بالمقابل قد يعاني آخرون من مشكلات تتعلق بالانتفاخ أو التقلصات أو عسر الهضم، خاصة عند تناول كميات كبيرة دفعة واحدة لجمع العناصر الغذائية في وجبة واحدة فقط، ما قد يُشكل تحديًا إضافيًا.

تقلبات المزاج والتركيز

النقص في الطاقة والسعرات الحرارية قد يؤثر على الحالة المزاجية، حيث يواجه البعض صعوبة في الحفاظ على هدوء الأعصاب والتركيز على المهام اليومية نتيجة للتغيرات في مستويات السكر والطاقة، خاصة إذا لم تكن وجبتهم غنية بالعناصر الغذائية الأساسية مثل الكربوهيدرات المعقدة والدهون الصحية.

من يمكنه تجربة نظام تناول وجبة واحدة؟

بعض الفئات قد تستفيد من هذا النظام الغذائي إذا كان مناسبًا لحالتهم الصحية وتحت إشراف طبي، وعلى وجه الخصوص:

  • الأشخاص الأصحاء البالغون الذين يهدفون إلى خسارة الوزن.
  • من لديهم صعوبة في تنظيم عدة وجبات خلال اليوم ويبحثون عن بديل بسيط.

من لا يُنصح له بتجربة نظام الوجبة الواحدة؟

هناك فئات يجب أن تتجنبه لتفادي أي أضرار صحية محتملة:

  • النساء الحوامل أو المرضعات.
  • الأطفال والمراهقون الذين ما زالوا في مرحلة النمو.
  • مرضى السكري من النوع الأول أو من يعانون من اضطرابات سكر مستمرة.
  • الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي في اضطرابات الأكل.
الفئة مناسب لهم
البالغون الأصحاء نعم، بحذر
النساء الحوامل لا
الأطفال والمراهقون لا
مرضى السكري النوع الأول لا

إذا كنت تفكر في تجربة هذا النظام الغذائي، من الضروري دراسة احتياجات جسمك بعناية واستشارة طبيب مختص لضمان تحقيق أقصى الفوائد دون التعرض لمضاعفات صحية.