عاصفة غير مسبوقة في الإسكندرية بسبب انفجارات شمسية هائلة

تشهد شمال مصر حالة غير مسبوقة من الطقس القاسي، مما أثر بشكل واضح على محافظة الإسكندرية، حيث تعرضت المدينة لعاصفة شديدة خلال ليلة الجمعة واستمرت حتى السبت، ولعل أكثر ما أثار دهشة السكان هو الأمطار الغزيرة المصحوبة برعود وتساقط للثلوج، إلى جانب الرياح العاتية التي تخطت سرعتها 50 كيلومترا في الساعة، وهي ظاهرة غير معهودة ضمن الأجواء المحلية.

أسباب الطقس السيئ في شمال مصر

تشير التقديرات العلمية إلى أن الطقس الحالي في شمال مصر يعود إلى عدة عوامل مترابطة، حيث أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن السبب الأبرز في اضطراب الجو هو النشاط الشمسي المتزايد، بما يشمل انفجارات شمسية قوية تؤثر على الغلاف الجوي، وأضاف أن منطقة شرق البحر المتوسط، بما في ذلك السواحل الشمالية لمصر، أصبحت أكثر تأثرًا بحالات عدم الاستقرار الجوي. هذا النوع من الطقس ارتبط بحركة منخفض جوي قادم من مرسى مطروح والذي يمتد نحو محافظة الإسكندرية، مما تسبب في هطول أمطار متفاوتة الشدة على الدلتا والمناطق الساحلية.

الانفجارات الشمسية وتأثيرها على الطقس

ساهمت الانفجارات الشمسية التي شهدتها الأرض مؤخرًا في زيادة العوامل المسببة للطقس السيئ، حيث تطلق الشمس أشعة كونية وجسيمات مشحونة تؤثر على الغلاف الجوي عند تفاعلها مع طبقاته المختلفة، ووفقًا لتقارير علمية فإن يوم الجمعة شهد حدوث اثنين من الانفجارات الشمسية القوية، مع توقع استمرار تلك الظاهرة يوم السبت، وتكمن أهمية هذه الانفجارات في التأثير الذي تتركه على قوة وشدة العواصف الجوية والاضطرابات الجوية بشكل عام، ويزداد الأثر تبعًا لقوة هذه الظواهر ومدتها الزمنية، فضلًا عن السرعة التي تصل فيها إلى الكوكب.

التغيرات المناخية ودورة النشاط الشمسي

يتفق الخبراء على أن العالم يمر بمراحل متقدمة من دورة النشاط الشمسي الخامسة والعشرين، والتي بدأت في عام 2019، ومن المتوقع أن تستمر حتى 2030، وقد انعكست هذه الدورة على حالات الطقس العالمية من خلال تسجيل درجات حرارة غير معهودة، وهطول أمطار غزيرة في مناطق لم تشهد مثلها منذ عقود. من الأمثلة على ذلك الفيضانات التي ضربت شرق العوينات وتوشكى، حيث أرجعت الدراسات العلمية ذلك إلى تغير نمط الطقس نتيجة النشاط الشمسي الذي يُسهم في تقلبات حادة داخل نظام المناخ العالمي.

حالة الطقس في الإسكندرية حاليًا

بحسب صور الأقمار الصناعية وتقرير الأرصاد الجوية المصرية، فإن السماء فوق الإسكندرية تبدو ملبدة بالسحب الكثيفة والمتوسطة التي تشكلت بسبب انخفاض الضغط الجوي، مما يفسر هطول الأمطار الرعدية بشكل مستمر. وقد تسببت الرياح العنيفة التي تصاحبها الرمال في زيادة الإحساس بشدة البرودة، برغم حلول فصل الصيف. هذا الوضع المناخي ليس محصورًا في الإسكندرية وحدها، بل يمتد ليشمل مناطق أخرى على السواحل الغربية.

توقعات الطقس وموقف المناطق الأخرى

توقعت الهيئة العامة للأرصاد الجوية أن تستمر الرياح القوية مع هطول الأمطار الرعدية خلال الساعات القادمة، حيث تمتد ظاهرة الطقس المضطرب من السواحل الشمالية إلى جنوب الوجه البحري، فيما تشهد المناطق الجنوبية رياحًا من الممكن أن تحرك الغبار والأتربة، وبالنظر إلى حجم التأثير، يبقى اتخاذ الحيطة من قبل المواطنين أمرًا ضروريًا.

المدينة توقعات الأمطار شدة الرياح
الإسكندرية أمطار رعدية شديدة قوية
مرسى مطروح أمطار متوسطة متوسطة

للتعامل مع هذه الظروف الجوية بنجاح، ينصح الخبراء الجميع باتباع الإرشادات التالية:

  • التقليل من الخروج غير الضروري أثناء الرياح الشديدة والعواصف
  • التأكد من تأمين النوافذ والأبواب والأغراض الخارجية
  • ارتداء ملابس ثقيلة لتجنب الإصابة بنزلات البرد
  • الابتعاد عن الأشجار والمناطق المفتوحة أثناء العواصف الرعدية

لا يزال الأثر الحقيقي للتقلبات الجوية يتطلب اهتمامًا وتخطيطًا مسبقًا، خصوصًا أن النشاط الشمسي المتوقع مستقبلاً قد يؤدي إلى أنماط مناخية أشد تطرفًا.