هل كان الديمقراطيون على دراية مسبقة بضربات ترامب العسكرية على إيران

هل كان الديمقراطيون على علم بضربات ترامب على إيران؟ هذا السؤال يثير جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية الأمريكية حول أحداث السبت، عندما نفذ الجيش الأمريكي ضربة دقيقة على منشآت التخصيب النووي الإيرانية، حيث أكد كبار الديمقراطيين مثل مارك وارنر وجيم هايمز أنهم لم يتم إخطارهم مسبقاً بتلك الضربة، الأمر الذي أثار موجة من الانتقادات والجدل السياسي.

هل تم إشعار الديمقراطيين بضربات ترامب على إيران مسبقاً؟

ظهرت تقارير تفيد بأن بعض الجمهوريين تم إبلاغهم مسبقاً بتفاصيل العملية، بينما تم تجاهل إحاطة كبار الديمقراطيين العاملين في لجنتي الاستخبارات بمجلسي الشيوخ والنواب، العملية التي تضمنت نشر 125 طائرة بينها سبع قاذفات من طراز “بي-2” محملة بقنابل خارقة للتحصينات، إلى جانب 75 صاروخ توماهوك أُطلقت من غواصات أمريكية، حسبما أفاد مسؤولون. وقد تم إخطار زعيم الأقلية الديمقراطية تشاك شومر قبل الهجوم بوقت قصير، لكن معظم الديمقراطيين ظلوا غير مطلعين حتى أعلن الرئيس ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الثامنة مساءً تقريباً.

آراء الديمقراطيين وردود أفعالهم حول الضربات العسكرية

الأمر لم يقتصر على تجاهل إعلام الديمقراطيين فحسب، بل تضمن تصريحات متباينة حول مشروعية الضربة، حيث صرّح السيناتور آدم شيف بأن هذه الضربات تعيق البرنامج النووي الإيراني، لكنه وصفها بأنها “غير دستورية” لعدم إشراك الكونغرس في القرار، كما أبدى مخاوفه من أن تدفع إيران نحو تسريع تطوير قنبلة نووية كنتيجة لهذه التحركات.

وانقسم الديمقراطيون بين تيارين معتدل وتقدّمي فيما يتعلق بمشاركة الجيش الأمريكي ودعمه لإسرائيل في هذا النزاع، الأمر الذي زاده تعقيداً استخدام ترامب للقوة بشكل أحادي، وقد حذرت بعض القيادات بأن هذا الهجوم قد يتحول إلى مقدمة لحرب واسعة النطاق.

• عدم استشارة الكونغرس يُفقد العمليات العسكرية الشرعية الدستورية
• القوة المفرطة المستخدمة قد تزيد من حدة التوترات مع إيران
• هناك قلق متزايد بشأن المستقبل السياسي للحزب بسبب هذا التباين
• تصاعد الانقسام بين الديمقراطيين حول دعم إسرائيل واستراتيجية ترامب

التأثير السياسي لهذه الضربة على الحزب الديمقراطي

تزامن الهجوم مع عطلة يونيو التي غادر فيها الديمقراطيون واشنطن، مما أثر على قدرتهم على التصدي السياسي لهذه القرارات، وقد يغذي تجاهلهم للضربة انقسامات أيديولوجية داخل الحزب، حيث وصف البعض، مثل النائب رو خانا، ما حدث بأنه منعطف هام في تاريخ الحزب، وأشار إلى أنه يعمل حالياً مع الجمهوري توماس ماسي على تمرير قانون يمنع استخدام القوات الأمريكية ضد إيران دون تفويض الكونغرس.

وقد ظهرت مواقف حادة من بعض شخصيات الحزب، حيث وصفت ألكساندريا أوكاسيو كورتيز القرار بـ”الكارثي” وقالت إنه ينتهك صلاحيات الكونغرس ويخاطر بإشعال حرب طويلة، كما دعا السيناتور بيرني ساندرز إلى حظر استخدام الأموال الفيدرالية لدعم أي عمل عسكري ضد إيران.

من المتوقع أن تجلب هذه الضربة تداعيات كبرى سواء على العلاقات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري أو داخل الحزب الديمقراطي نفسه، إذ إن ما حدث يشير بوضوح إلى إشكاليات تغيب التواصل بين البيت الأبيض والكونغرس، وعلامة فارقة قد تؤثر على مستقبل الديمقراطيين في القيادة الأمريكية وعلاقتهم بالسياسات الخارجية.