ارتفاع أسعار النفط العالمية متوقع بعد الضربة الجوية الأخيرة على إيران

ارتفاع أسعار النفط العالمية بعد الضربة الجوية على إيران

شهدت أسعار النفط العالمية تقلبات ملحوظة عقب الضربة التي شنتها الولايات المتحدة على ثلاثة من المنشآت النووية الإيرانية، إذ أصبحت التوقعات تشير إلى مزيد من الارتفاعات نتيجة تعمق المخاوف الجيوسياسية، خاصة في مناطق مسؤولة عن نحو ثلث الإنتاج النفطي العالمي، وهو ما يعزز احتمالات تأثير ذلك على الاقتصاد العالمي بصورة مباشرة.

كيف تؤثر الضربة الجوية على إيران في أسعار النفط العالمية؟

ارتفاع أسعار النفط العالمية له عدة مسببات، إلا أن الأحداث الجيوسياسية القوية غالبًا ما تكون العامل الحاسم، خاصة عندما تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط التي تُعد ركيزة أساسية في إنتاج النفط وتصديره، الضربة الأمريكية التي استهدفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية تسببت في موجة من القلق في الأسواق العالمية، إذ تواجه الأسواق احتمالات فرض إيران ردود فعل قد تؤدي إلى تعطيل الإمدادات أو إغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره خمس النفط العالمي يوميًا. 

عدم اليقين والضغط على العرض والطلب قد يرفع قيمة خام برنت بشكل حاد، حيث قفز بالفعل بنسبة 11٪ خلال الأسبوع الذي تلا الضربة، ومن المتوقع أن تواصل الأسعار صعودها، خاصة إذا ما امتدت الاضطرابات لبنية تحتية للطاقة في المنطقة، وحقيقة أن الصين، أحد أكبر مستوردي النفط الإيراني، قد تجد نفسها أمام تحديات كبيرة حال حدوث اضطرابات إضافية.

توقعات النمو الاقتصادي وأثر ارتفاع أسعار النفط العالمية

يأتي تصاعد أسعار النفط العالمية كمسبب جديد قد يعمّق حالة الهشاشة التي يعاني منها الاقتصاد العالمي في الوقت الحالي، إذ كانت المؤسسات المعنية بالنمو العالمي مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي قد خفضت توقعاتها للنمو للسنة الجارية، مما يزيد الضغوط على الأسواق، وفي حال استمر النفط في الصعود لمستويات تتجاوز 130 دولارًا للبرميل، فإن ذلك سوف يؤدي إلى رفع معدلات التضخم عالميًا.

وفقًا لتحليلات «بلومبرج إيكونوميكس»، فإن أي تصعيد جديد قد يدفع البنوك المركزية، وخصوصًا بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، نحو مراجعة سياسته بالنسبة إلى أسعار الفائدة، وهو ما يضع الاقتصاد العالمي على المحك إلى جانب التحديات التجارية الأخرى التي تشكل ضغطًا إضافيًا. 

سيناريوهات محتملة لرد إيران وكيف تؤثر على أسعار النفط العالمية

وفقًا للتقارير الاقتصادية، فإن الرد الإيراني يمكن أن يتخذ ثلاثة مسارات رئيسية: شن هجمات مباشرة على المصالح الأمريكية، استهداف بنية الطاقة الحيوية في الدول المجاورة، أو تعطيل الملاحة عبر مضيق هرمز عبر زراعة ألغام أو مضايقة السفن، وفي السيناريو الأسوأ، قد يؤدي الإغلاق الكامل لهذا الممر البحري إلى رفع أسعار النفط لمستويات غير مسبوقة، ما سيضع قطاعات مثل الغاز الطبيعي المسال وتجارة النفط تحت ضغط إضافي. 

• الهجمات المباشرة قد تؤدي إلى إشعال فتيل نزاع مستمر
• تعطل الإمدادات يمكن أن يزيد من حدة النقص في الأسواق
• إغلاق مضيق هرمز سيؤدي إلى خسائر تجارية مباشرة
• ردود الفعل العالمية ستتسبب في تقلب الأسواق بشكل أكبر

تبقى التوترات الجيوسياسية وإمدادات النفط العالمية مترابطة بشكل وثيق في ظل أي تطور جديد يمكن أن يعيد رسم واقع الأسواق، مع تفاقم التأثيرات على الاقتصاد العالمي والإنفاق الاقتصادي للمستهلك النهائي.