كيف تمكنت إيران من تطوير برنامجها النووي خطوة بخطوة

إيران وبرنامجها النووي، قصة تمتد لعقود طويلة، بدأت ملامحها منذ عام 1957 عندما بدأت إيران العمل على تطوير قدرتها النووية بدعم دولي في البداية، ورغم توقيعها على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية عام 1968، إلا أن الطريق اختلف لاحقًا مع الثورة الإسلامية في 1979، حيث بدأ البرنامج يتخذ أبعادًا جديدة وأكثر طموحًا؛ مما أثار اهتمام العالم ودخل في صلب النزاعات الإقليمية والدولية.

برنامج إيران النووي عبر العقود

تطور برنامج إيران النووي لم يكن وليد الصدفة، إنما جاء نتاجًا لجهود ممتدة لعقود، البداية كانت بتعاون دولي في الخمسينيات والستينيات، إيران حينها كانت تسعى لاستخدام التقنية النووية في الطاقة السلمية بموجب التعاون مع الولايات المتحدة ودول أخرى، لكن بعد قيام الثورة الإسلامية تبدّل المشهد لتبدأ إيران بالتوسع في مشاريعها النووية بشكل مستقل مع التركيز على برامج تخصيب اليورانيوم. هذه الخطوات دفعت القوى العالمية للقلق مما إذا كانت إيران تسعى فقط نحو الاستخدام السلمي أم تمتلك نوايا لتطوير أسلحة نووية.

تعتبر المنشآت مثل نطنز وأصفهان من أهم المواقع النووية الإيرانية. في كل مرحلة من مراحل هذا البرنامج، كان هناك صراعات سياسية ودبلوماسية، وشهدت إيران عقوبات متصاعدة نتيجة إصرارها على متابعة طموحاتها النووية، خاصة عندما عُثر على برامج لم يُعلن عنها رسميًا، وهو ما زاد من التوترات الإقليمية بشكل ملحوظ.

الهجمات الإسرائيلية واستهداف البرنامج

في السنوات الأخيرة، برزت إسرائيل كأحد أبرز الأطراف المناهضة لطموحات إيران النووية، حيث شنت هجمات عسكرية عدة استهدفت منشآت نووية إيرانية مثل منشآت أصفهان، كما استهدفت شخصيات قيادية بارزة ضمن الحرس الثوري الإيراني، من بينهم رئيس هيئة الأركان محمد باقري والجنرال حسين سلامي في واحدة مما وصفته طهران بالتحديات الكبرى التي ظهرت خلال هذا النزاع الممتد.

تكثيف إسرائيل لهجماتها تطور خاصة في صباح يوم الجمعة 13 يونيو، حيث وُجهت ضربات واسعة استهدفت أراضي إيرانية بشكل مباشر، وأُعلن عن إصابة العديد من المواقع النووية الهامة، الأمر الذي دفع طهران للرد بقصف واسع استهدف عدة مدن إسرائيلية كبداية لمواجهة شاملة. هذا التصعيد أدى إلى سقوط العشرات بين قتلى وجرحى داخل الأراضي الإسرائيلية، فيما اتهمت إيران الجانب الإسرائيلي بالتسبب في تأجيج الصراع عن قصد.

  • الهجمات الإسرائيلية زادت العبء على المحادثات الدولية حول الملف النووي الإيراني
  • استهداف المنشآت الإيرانية جاء في توقيت حرج بالتوازي مع المفاوضات في سلطنة عمان
  • كل ضربة عسكرية تُصعّد من احتمال الانزلاق لحرب شاملة بالمنطقة
  • ردود الفعل الإيرانية القوية تُظهر استراتيجية تصعيد واضحة ضد إسرائيل

المحادثات الدبلوماسية، بين الضغوط العسكرية وإمكانية التفاهم

التطورات العسكرية بين إسرائيل وإيران تأتي في ظل مباحثات دبلوماسية مكثّفة جرت في سلطنة عمان بين طهران من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، كان الهدف الأساسي لهذه المفاوضات محاولة التوصل لحل شامل لهذا الملف الشائك، لكن الهجمات الأخيرة أثرت بشكل كبير على مناخ الحوار، حيث أصبحت احتمالية انهيار المفاوضات أكبر من أي وقت مضى.

الخلاف الأساسي في هذه المفاوضات كان يتمحور حول الرقابة على منشآت إيران النووية ومستقبل الاتفاقيات التي قد تضمن التزامها باستخدام برنامجها النووي للأغراض السلمية فقط، لكن مع تصاعد حدة الهجمات والتهديدات العسكرية من كلا الجانبين، يصبح من الواضح أن التسوية السياسية لهذا الملف تواجه تحديات أكثر تعقيدًا.

العامل تفاصيل
أبرز المنشآت النووية نطنز، أصفهان
الحوادث الأخيرة هجمات إسرائيلية واغتيالات قادة عسكريين
المفاوضات مباحثات في سلطنة عمان

يبقى المشهد الدولي مترقبًا لتطورات جديدة في هذا الملف المعقد، حيث تحمل الأيام المقبلة إمكانيات مفتوحة بين مزيد من التصعيد العسكري أو الوصول إلى تفاهمات دبلوماسية تحسم المسألة النووية الإيرانية بشكل نهائي ومنظم، لكن يبقى العامل الحاسم هو قدرة الأطراف على الحد من تبادل الضربات والعودة لطاولة المفاوضات بهدوء.