الدولار يقترب من تحقيق مكاسب أسبوعية بفضل توجه المستثمرين نحو الملاذ الآمن

تشهد الأسواق العالمية تقلبات كبيرة مع هيمنة المخاوف بشأن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط والتداعيات الاقتصادية المحتملة، وهذا التوجه أدى إلى زيادة الإقبال على الملاذات الآمنة مثل الدولار الأمريكي حيث بات مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من ست عملات رئيسية – على وشك تحقيق أفضل أداء أسبوعي له منذ شهر، مما يعكس مدى تأثر العملات الأخرى والمؤشرات الاقتصادية بالتطورات الراهنة.

الدولار الأمريكي والاستفادة من التوترات في الشرق الأوسط

لا تزال التوترات بين إسرائيل وإيران دون مؤشرات على انحسارها، ومع تزايد المخاوف من احتمالية مشاركة الولايات المتحدة في هذا الصراع، شهد الدولار ارتفاعًا ملحوظًا استجابة للإقبال عليه كملاذ آمن، هذه التحركات ساهمت في رفع قيمة مؤشر الدولار بنسبة 0.45% خلال هذا الأسبوع، وهو محفز كبير يجعل الدولار الخيار المفضل للمستثمرين في الأوقات العصيبة، وبينما ينصب التركيز على تداعيات الأزمة، يتأثر السوق أيضًا بعوامل أخرى مثل معدلات التضخم وسياسات البنوك المركزية.

أداء العملات العالمية الأخرى مقابل الدولار

مع انخفاض أسعار النفط الخام، شهدت عملات الاقتصادات المستوردة للنفط مثل اليورو والين الياباني مكاسب ضئيلة، فقد ارتفع اليورو بنسبة 0.24% إلى 1.1527 دولار، بينما سجل الين الياباني زيادة بنسبة 0.1% ليصل إلى 145.35 مقابل الدولار. الين استفاد من بيانات التضخم التي دفعت بعض التوقعات إلى أن بنك اليابان قد يواصل رفع معدلات الفائدة، خاصة بعد تصريحات صانعي السياسة التي أكدت الحاجة إلى الاستمرار في هذا النهج.

في الجهة الأخرى، استقر الفرنك السويسري عند مستوى 0.816 مقابل الدولار، لكنه تكبّد انخفاضًا أسبوعيًا هو الأكبر منذ منتصف أبريل، بعد أن خفض البنك المركزي السويسري تكاليف الاقتراض لتعود أسعار الفائدة إلى مستوى الصفر. على الجانب الآخر من المحيط الهادئ، شهد الدولار الأسترالي والنيوزيلندي ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% لكل منهما، بينما ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.2% ليصل إلى 1.349 دولار، وهو مؤشر يعكس تحسنًا في وتيرة استقرار العملة البريطانية وسط التحديات الاقتصادية العالمية.

السياسات الجمركية وتأثيرها على الدولار والعملات المنافسة

بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية، تُعد السياسات الجمركية عاملًا قويًا في التأثير على تحركات العملات الأجنبية، فقد تراجع الدولار بنسبة 9% منذ بداية العام، مدفوعًا باستمرار الضغوط الناتجة عن سياسات ترامب الجمركية التي أثرت سلبًا على تكاليف الإنتاج وهوامش أرباح الشركات والنمو الاقتصادي. يتزامن هذا التراجع مع موعد يوليو النهائي الذي حددته الإدارة الأمريكية لتطبيق التعريفات الجمركية الجديدة، وسط تقارير تُشير إلى استعداد المسؤولين الأوروبيين لقبول معدل رسوم “متبادلة” بنسبة 10% كأساس لأي اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة.

  • أبرز العملات التي تأثرت بالأزمة: الدولار مقابل العملات الأوروبية والآسيوية.
  • عوامل تعزيز الدولار: سياسات الفائدة، الإقبال على الملاذ الآمن، التوترات الجيوسياسية.
  • العوائق أمام العملات الأخرى: قضايا الرسوم الجمركية، معدلات التضخم، نقص استقرار الأسواق.

جدول يوضح أبرز المؤشرات الحركية للعملات

العملة القيمة مقابل الدولار النسبة المئوية للتغير
اليورو 1.1527 دولار +0.24%
الين الياباني 145.35 دولار +0.1%
الفرنك السويسري 0.816 دولار – الأكبر انخفاضًا منذ أبريل
الجنيه الإسترليني 1.349 دولار +0.2%

إن الإبقاء على أسعار الفائدة بالصين كما هي ساعد أيضًا على تعزيز اليوان، حيث ارتفع إلى 7.18% مقابل الدولار عقب هذا القرار الذي يعكس سياسة نقدية مستقرة تهدف لدعم الاقتصاد المحلي. في حين أن مشهد الاقتصاد العالمي يبدو معقدًا ومتغيرًا، فإن الصراعات التجارية والجيوسياسية تلعب دورًا رئيسيًا في إعادة تشكيل تحركات العملات والتأثير على قرارات المستثمرين.