هجوم إسرائيلي يستهدف مروحية إغاثية للهلال الأحمر الإيراني ومركز إسعاف

في حادثة أثارت الكثير من الاستنكار وردود الفعل الدولية، تعرضت مروحية إغاثية تابعة لجمعية الهلال الأحمر الإيراني لأضرار جسيمة نتيجة لهجوم جوي إسرائيلي استهدف موقعًا غير عسكري متخصص في تقديم المساعدات الإنسانية، كما أسفر الهجوم عن تدمير مركز إسعاف بالكامل في محافظة خوزستان دون وقوع إصابات بشرية، لكن الأضرار المادية كانت كارثية على منشآت الإغاثة.

الهجوم على مروحية الهلال الأحمر الإيراني

المروحية الإغاثية التي تعرضت للأضرار كانت تُستخدم بشكل رئيسي لنقل الفرق الطبية الميدانية وتقديم المساعدات الطارئة، فهي أداة حيوية في تنفيذ المهام المتعلقة بإنقاذ الأرواح وتأمين المستلزمات الطبية للمناطق المنكوبة، الهجوم الإسرائيلي استهدف هذه المروحية بشكلٍ أثار قلقًا واسعًا كونها أداة غير عسكرية بحتة، حيث أعربت جمعية الهلال الأحمر الإيراني عن استنكارها الشديد لهذا الاستهداف الوحشي، ملقية الضوء على التهديد المستمر الذي تواجهه المؤسسات الإغاثية وسط الأزمات المتكررة في المنطقة.

هذا لم يكن الحادث الأول من نوعه، فقد شهدت منطقة أخرى في يونيو الجاري استهدافًا لإحدى سيارات الإسعاف التي كانت تؤدي مهمتها في إنقاذ المصابين، خلّف هذا الهجوم قتيلين من العاملين في مجال الإغاثة، ما يجعل مسلسل الاعتداء على فرق الهلال الأحمر وأدواتهم الإنسانية أمرًا خطيرًا وغير مقبول تحت أي ذريعة.

تدمير مركز الإسعاف في خوزستان

في خطوة مشابهة للهجوم على المروحية، نفذت إسرائيل هجومًا جويًا على مركز إسعاف “115” الواقع في مدينة هويزه بمحافظة خوزستان، التدمير الكامل الذي أحدثه الهجوم شمل كل تجهيزات المركز، وإن كان الحظ قد حالف العاملين بعدم وقوع إصابات بين صفوفهم، إلا أن الأضرار التي لحقت بالمركز ستؤدي بلا شك إلى تعطيل الجهود اليومية للإسعاف، وتفاقم التأثيرات على قطاع الطوارئ الصحي في المنطقة.

البيانات الصادرة عن الهيئات الإيرانية المعنية بالإغاثة تُظهر حجم التحديات التي تواجه الكوادر الطبية والإغاثية، فمن دون مراكز كافية ومعدات ضرورية ستصبح الاستجابة لحالات الطوارئ أكثر تعقيدًا، ما يزيد العبء على الفرق العاملة في المناطق المتضررة.

• تعطيل الخدمات الإغاثية نتيجة تدمير المعدات والمرافق.
• تصاعد الحوادث التي تستهدف مؤسسات إنسانية خلال النزاعات.
• انعكاسات مباشرة على السكان المحليين بسبب نقص الخدمات الصحية.

ضبط الطائرات المُسيّرة في محافظة بوشهر

إضافة إلى استهداف المرافق الإغاثية، أكد مسؤولون في الاستخبارات الإيرانية بمحافظة بوشهر ضبط كميات كبيرة من الطائرات المُسيّرة الصغيرة التي كانت معدة لتنفيذ أنشطة تخريبية محتملة، وفق التصريحات الرسمية، فإن هذه الطائرات تم رصدها بعد جهود استخباراتية على مدار الساعة، وكانت تُشغَّل من قبل عناصر يُشتبه في تعاونها مع إسرائيل.

هذا الكشف يُشير إلى البعد التكنولوجي الذي بات يستخدمه الاحتلال في تنفيذ عمليات تخريبية عبر أطراف داخلية، الطائرات المُسيّرة الصغيرة تُعد أداة فعالة في عمليات التصوير والمراقبة وحتى استهداف مواقع معينة، مما يضيف تحديًا جديدًا يتعلق بتعزيز الأمن الداخلي ومنع تسلل المعدات التخريبية إلى البلاد.

في الوقت الذي تتزايد فيه التوترات في المنطقة، تفتح هذه الأحداث الباب أمام أسئلة عديدة حول حدود النزاعات وتأثيرها على العمل الإنساني، استمرار استهداف المؤسسات ذات الطابع الإغاثي يضع مسؤولية كبيرة على المجتمع الدولي للتحرك واتخاذ مواقف صارمة ضد هذه الهجمات، حماية الموارد الإنسانية ضرورة لا يمكن التهاون فيها، لما تمثله من صلب القيم التي تعكس إنسانيتنا المشتركة.