العوامل الاقتصادية تضغط على الذهب عالميًا وأسواق المال تنتظر قرارات الفيدرالي

شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفاعًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم، وذلك بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع للبورصة العالمية، التي أنهت تداولاتها أمس الجمعة بتراجع واضح في سعر الأوقية. وعلى الرغم من تصاعد التوترات الإقليمية في الشرق الأوسط، إلا أن الذهب لم يعكس اتجاهه صعودًا، ما أثار التساؤلات حول العوامل الاقتصادية المؤثرة في حركته.

أسعار الذهب اليوم في السوق المحلية

صرح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة” لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، بأن سعر الذهب عيار 21 قد ارتفع بقيمة 5 جنيهات، ليصل إلى 4790 جنيهًا للجرام، وهو الارتفاع الطفيف الذي شهده بعد تراجعات الأسبوع المنصرم. أما بالنسبة لعيار 24، فقد سجل 5474 جنيهًا للجرام، وعيار 18 بلغ 4106 جنيهات، في حين وصل عيار 14 إلى 3194 جنيهًا، بينما سجل الجنيه الذهب حوالي 38320 جنيهًا.

رغم هذا الارتفاع المحلي، سجلت الأوقية تراجعًا كبيرًا بقيمة 61 دولارًا خلال تداولات الأسبوع، حيث استقر سعرها عند 3369 دولارًا. ويأتي هذا التفاوت بين السوق المحلي والعالمي نتيجة عوامل متعددة تختلف بين السياسة النقدية والطلب المحلي.

تراجع الطلب في الأسواق العالمية وتأثيره

شهدت الأسواق العالمية ضغطًا على الذهب نتيجة بعض العوامل الاقتصادية، حيث أوضح إمبابي أن هناك ضعفًا في الطلب الصيني على المعدن الأصفر، وهو ما ظهر في البيانات الرسمية للبنك المركزي الصيني، الذي أشار إلى شراء 1.9 طن فقط في مايو 2025 مقارنة بفترات سابقة، حيث وصل إلى ذروة بلغت 10 أطنان في ديسمبر 2024. رغم أن الذهب يُشكل جزءًا من الاحتياطيات الرسمية للصين بنسبة 7%، إلا أن هذه النسبة لم تشهد تغييرات جوهرية.

كما لعبت عمليات جني الأرباح دورًا كبيرًا في تراجع الأسعار عالميًا، خصوصًا في بورصات الذهب الآسيوية مثل الهند، حيث قرر بعض المستثمرين تصفية مراكزهم لتحقيق أرباح بعد موجة صعود قوية للسعر. تلك الخطوة أدت إلى زيادة المعروض وبالتالي انخفاض الأسعار.

قرارات الاحتياطي الفيدرالي ومستقبل أسعار الفائدة

كان لتصريحات كريستوفر وولر، عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أهمية كبيرة في التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب. حيث ألمح وولر إلى أن خفض أسعار الفائدة قد يكون مطروحًا للنقاش اعتبارًا من يوليو 2025، بشرط استمرار البيانات الاقتصادية في الظهور بمستوى معتدل. وذكر أن هناك مرونة في السياسة مع إمكانية التراجع عن خفض الفائدة إذا طرأت صدمات اقتصادية غير متوقعة.

وأوضح إمبابي أن الإبقاء على أسعار الفائدة الحالية يجعل الأصول الثابتة مثل السندات أكثر جاذبية، مما يحد من الإقبال على الذهب الذي يُعتبر ملاذًا آمنًا ولكنه لا يدر أي عوائد مباشرة، وهو ما يجعل المستثمرين أكثر حذرًا.

عوامل مؤثرة في توقعات السوق

يعتمد الاتجاه العام لأسعار الذهب خلال الفترة المقبلة على مجموعة من الأحداث الاقتصادية المنتظرة في الأسواق العالمية. فيما يلي نظرة على بعض المؤثرات المرتقبة:

• تقرير ثقة المستهلك الأمريكي.
• بيانات مؤشر مديري المشتريات الفوري من ستاندرد آند بورز.
• شهادات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، التي تتناول السياسة النقدية الأمريكية.
• تقرير مبيعات المنازل الجديدة، وطلبات إعانة البطالة الأسبوعية.
• الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الأول، وبيانات التضخم الأساسية لنفقات الاستهلاك الشخصي.

مقارنة بين أسعار الذهب محليًا وعالميًا

تُظهر هذه المقارنة التباين الواضح بين السوقين المحلي والعالمي، حيث يتحكم العرض والطلب في تحديد الأسعار وفقًا لظروف كل سوق. احتفاظ مصر بأسعار مستقرة نسبيًا مقارنة بالتقلبات العالمية يعكس احتمالية ارتباط السوق المحلي بمحددات مختلفة تتجاوز سعر الأوقية العالمية.

التطورات القادمة سواء فيما يخص قرارات الاحتياطي الفيدرالي أو مؤشرات تعافي الاقتصاد العالمي قد تكون الأكثر تأثيرًا في المشهد العام للذهب. وفي ظل حالة الترقب، تبقى قرارات المستثمرين ومدى تفاعلهم مع المتغيرات الاقتصادية هي العامل الأساسي في تحديد حركات أسعار المعدن الأصفر.