رهان صناديق التحوط يتصاعد على ارتفاع برنت مع تزايد التوتر الإسرائيلي الإيراني

تواجه أسواق النفط الخام من نوع برنت في الوقت الراهن حالة من الترقب والاضطراب، مع تصاعد المخاوف الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتجدد التوترات بين إسرائيل وإيران. وقد دفعت هذه الأوضاع صناديق التحوط إلى رفع رهاناتها على ارتفاع أسعار النفط، مما يعكس توجهات لافتة في الاستثمار، حيث أصبحت الأسواق أكثر حساسية للأحداث الطارئة التي تؤثر على مسار الإمدادات النفطية العالمية.

رهانات صناديق التحوط على عقود برنت

وفقًا لأحدث بيانات منصة ICE Futures Europe، قامت صناديق التحوط بزيادة مراكزها الشرائية على عقود نفط برنت بشكل كبير، إذ ارتفعت إلى 273,175 عقدًا بحلول الأسبوع المنتهي في 17 يونيو. هذا الرقم يمثل أقوى موجة شراء تشهدها الأسواق منذ أكتوبر الماضي، فيما شهدت المراكز البيعية انخفاضًا واضحًا لتصل إلى أدنى مستوياتها في أربعة أشهر. يبدو أن هذا التحول في التوجه الاستثماري يعكس ثقة متزايدة بارتفاع الأسعار مدفوعًا بالمخاطر الجيوسياسية والطلب المتزايد.

وفي ظل ارتفاع العقود الآجلة للنفط بنسبة بلغت 13% في يوم واحد، بفضل التصعيد المباشر بين إسرائيل وإيران، ازداد تركيز المستثمرين على التحوط من أي اضطرابات قد تؤثر على إمدادات النفط. فعلى الرغم من استقرار الإنتاج حتى الآن، إلا أن المشهد العام يوحي بأن مخاطر الإمداد عبر مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله قرابة 20% من تجارة النفط العالمية، باتت تحت أعين الجميع.

أسعار برنت تحت ضغط التوترات والأحداث الجيوسياسية

منذ بدايات يونيو، ارتفع معدل التذبذب في عقود النفط إلى مستويات لم تُشهد منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. علاوات المخاطر الجيوسياسية التي ارتفعت مؤخرًا جعلت بعض المحللين يحذرون من احتمال تجاوز أسعار برنت حاجز 100 دولار للبرميل، خاصة إذا تفاقمت الأوضاع في المنطقة. حالات التصعيد الأخيرة جعلت السوق أكثر تقلبًا من أي وقت مضى، ما زاد من توجه المتداولين إلى التركيز على اتخاذ مواقف شرائية احترازية.

بجانب ذلك، تشهد البيانات الرسمية بشأن عقود الخام الأمريكي بعض التأخير نتيجة لعطلات رسمية في الولايات المتحدة، مما يترك صورة غير مكتملة عن تطورات السوق. ومع ذلك، هناك إجماع على أن السوق يراقب عن كثب أي صدام مباشر أو اضطراب يعطل سلاسل الإمداد العالمية.

  • ارتفاع العقود الآجلة يدفع صناديق التحوط لاتخاذ قرارات شرائية جريئة.
  • مضيق هرمز يبقى نقطة الضعف الأساسية في تجارة النفط العالمية.
  • تصاعد علاوات المخاطر قد يؤدي إلى زيادة تكاليف النفط عالميًا.

مخاطر تدفقات النفط عبر مضيق هرمز

مضيق هرمز هو أحد أهم الممرات المائية في العالم لإمدادات النفط، حيث يمر من خلاله نحو 20% من تجارة النفط العالمية. أي تعطل في حركة السفن هناك بسبب صراع عسكري أو زيادة التصعيد السياسي في المنطقة قد يؤدي إلى نقص كبير في الإمدادات، مما يؤثر على الأسعار عالميًا. صناديق التحوط تدرك ذلك جيدًا، ولهذا السبب كثّفت مراكزها الشرائية في محاولة للاستفادة من الأسعار المرتفعة التي قد تنتج عن هذا السيناريو.

للإطلاع على نظرة مبسطة حول تأثير المضيق على تجارة النفط العالمية، يوضح الجدول التالي توزيع نسبة النفط المار عبر هذا الممر في السوق العالمية:

موقع الإنتاج نسبة الإمدادات المارة عبر المضيق
دول الخليج (السعودية، الإمارات، العراق) 70%
إنتاج دول أخرى (إيران، اليمن) 30%

التوترات الجيوسياسية تجعل من هذا المضيق مركز اهتمام المتداولين والمستثمرين في ظل احتمالات إغلاق مؤقت أو تقليل حركة الملاحة التي قد تسهم في رفع أسعار النفط بشكل جذري.

يبدو أن نفط برنت لازال يحتل مكانة حساسة في أسواق الطاقة العالمية، وحركة الأسواق خلال الفترة المقبلة ستعتمد بشكل كبير على مدى استمرار التصعيد الجيوسياسي أو تجدده، مما يفتح الباب للعديد من المتغيرات الجديدة في أسعار وأسواق الطاقة.