رسميا محسن الطرابلسي يتولى رئاسة النادي الإفريقي التونسي

شهد اليوم لحظة فارقة في تاريخ النادي الإفريقي التونسي، حيث تم انتخاب محسن الطرابلسي رئيسًا جديدًا للنادي ليقود مسيرته حتى عام 2027، وذلك في أعقاب الجلسة الانتخابية الاستثنائية التي عُقدت بالعاصمة التونسية. جاء هذا القرار بمثابة صفحة جديدة يسطرها النادي بعد موسم عصيب مليء بالتحديات، ويأمل الجميع أن تحمل هذه القيادة الجديدة النجاح المنشود الذي طال انتظاره.

محسن الطرابلسي: من اللجنة الطبية إلى رئاسة النادي الإفريقي

اعتلى محسن الطرابلسي رئاسة النادي بعد أن كان مسؤولًا عن رئاسة اللجنة الطبية، حيث حصد 92% من الأصوات في الانتخابات، مما يعكس ثقة كبيرة من جماهير وأعضاء النادي في قدرته على تغيير الواقع الذي يعيشه الفريق. العملية الانتخابية شهدت أجواء تنافسية ولكنها انتهت بفوز شبه كاسح لقائمته، التي تضم مجموعة متنوعة من الأسماء تهدف إلى ضخ دماء جديدة في إدارة النادي.

النادي الإفريقي لطالما كان اسمًا لامعًا في سماء الكرة التونسية، إلا أن السنوات الأخيرة حملت أزمات متتالية ألقت بظلالها على أدائه في مختلف الرياضات. موسم 2024-2025 كان النقطة التي دفعت رئيس النادي السابق هيكل دخيل وأعضاء مجلس إدارته إلى تقديم استقالة جماعية، استجابةً لضغوط الجماهير التي طالبت بالتغيير بعد سلسلة من النتائج المخيبة للآمال.

ما الجديد الذي تحمله قائمة محسن الطرابلسي؟

القائمة التي تقدم بها محسن الطرابلسي لقيادة النادي تمزج بين الخبرة والطاقة الشبابية، وتضم مهدي ميلاد في منصب نائب الرئيس، هشام المناعي كأمين مال، بالإضافة إلى أعضاء آخرين مثل سامي بالقاضي وهاجر بكار وفريد خماخم. هذا التنوع يفتح الباب للتفاؤل بقدرة هذه المجموعة على تحقيق توازن بين العمل الإداري والرياضي وضمان إعادة الفريق إلى مكانته الطبيعية.

إذا ألقينا نظرة على خطط الطرابلسي وقائمته، يتضح أنهم يهدفون إلى معالجة المشكلات المتراكمة من جذورها مثل تحسين البنية التحتية للنادي، وتدعيم فريق كرة القدم بلاعبين ذوي خبرة، بالإضافة إلى إعادة الاعتبار لفرق الرياضات الأخرى، خاصة كرة اليد التي عانت من عجز ملحوظ في التتويج بالبطولات بالمواسم الأخيرة، رغم أن فرع كرة السلة نجح في إحراز لقب الدوري.

خطوات مرتقبة لإعادة بناء النادي

لضمان نجاح الرؤية الجديدة للنادي الإفريقي، يجدر التركيز على النقاط التالية:

• وضع استراتيجية رياضية طويلة الأمد لتحسين أداء فرق النادي في مختلف الرياضات.
• تشجيع الاستثمار وتعزيز موارد النادي المالية لضمان استدامة العمليات الإدارية.
• إعادة بناء العلاقة مع الجماهير واستعادة الثقة من خلال تحقيق نتائج ملموسة.
• إرساء آليات شفافية أكبر في إدارة شؤون النادي وتواصل أفضل مع وسائل الإعلام.

هذه النقاط تمثل الإطار الأساسي الذي يمكن أن يبنى عليه مستقبل النادي الإفريقي، مع ضرورة تحقيق التناغم بين الأهداف الرياضية والإدارية لخلق منظومة متكاملة قادرة على مواجهة التحديات.

النادي الإفريقي يحتاج إلى مرحلة بناء تكون فيها الخطط المدروسة هي الحاكمة، ومع الدعم الجماهيري الذي يعد من أهم أركان قوة هذا النادي العريق، يمكن أن تعود الأمجاد إليه، ليس فقط في كرة القدم، ولكن أيضًا في كل الرياضات التي يمثل فيها النادي مزيجًا من التاريخ والطموح.