أسعار النفط تصعد 3.6% هذا الأسبوع وسط تصاعد التوترات الإيرانية الإسرائيلية

في عالم تُحرّكه الصراعات السياسية والتوترات الإقليمية، تصبح أسواق النفط حقلًا للتقلبات اللامتناهية، فقد شهدت أسعار النفط في الآونة الأخيرة تذبذبًا ملحوظًا، حيث لعب الصراع بين إيران وإسرائيل دورًا رئيسيًا في تحريك الأسعار، خاصة مع ما يحمله هذا النزاع من تحديات لإمدادات الطاقة العالمية، كل ذلك وسط تدخلات دولية ومحاولات تهدئة تُثقل كاهل الأسواق المتأثرة بالفعل.

القفزات الأسبوعية في أسعار النفط وسط الصراعات

على الرغم من التراجع الطفيف الذي شهدته أسعار النفط يوم الجمعة الماضي، إلا أن السوق لم تخرج خاسرة، إذ اختتمت الأسبوع بمكاسب واضحة، مدفوعة بحالة التوتر الناجمة عن النزاع المستمر بين إيران وإسرائيل، وقد أظهر خام برنت ارتفاعًا واضحًا، فيما حافظ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي على استقراره نسبيًا وسط التقلبات، ما يؤكد انعكاس التوتر على القطاع التجاري والنفطي بوجه خاص.
تصاعد الأسعار من جديد كان مدفوعًا بالتهديدات المتبادلة والهجمات التي هزّت المنطقة، حيث سجل خام برنت 77.01 دولار للبرميل، وحقق الخام الأمريكي قيمة 74.93 دولار، لكن ملفتًا كانت القفزة التي سجلتها الأسواق يوم الخميس بنسبة تقارب 3%، والتي نتجت عن تصعيد خطير بين الأطراف المتنازعة.

التوتر الإيراني الإسرائيلي وتأثيره على الإمدادات النفطية

الصراع الإيراني الإسرائيلي استنزف الأسواق بخطواته السريعة وتصعيداته المتتالية، لا سيما مع استهداف مواقع حساسة في إيران وردود طهران القوية باستخدام الصواريخ، الأمر الذي أثار مخاوف كبيرة بشأن مستقبل إمدادات النفط العالمية.
وأمام هذه التوترات، تأتي محاولات من واشنطن لإبطاء عجلة التصعيد، حيث أشار البيت الأبيض إلى تأجيل أي تدخل مباشر لمدة أسبوعين، ما منح الأسواق فرصة محدودة للتقاط الأنفاس، في حين أوضحت الإدارة الأمريكية توجهها لفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على إيران بدلاً من تبني سياسة عسكرية مباشرة. هذه العقوبات تضمنت الضغط على كيانات مالية وشركات بحرية، ما يعكس محاولات للتحكم في تدفقات التمويل المرتبطة بإيران.

  • استهداف منشآت نووية رفع التوتر في الأسواق الجمعة الماضية
  • تصعيد إيراني باستخدام الطائرات المسيرة أثّر على حركة التداول
  • تأجيل التدخل الأمريكي ساهم في محاولة استقرار السوق نسبيًا
  • عقوبات جديدة استهدفت كيانات دولية تسببت بضغوط إضافية

ارتدادات التوتر على تدفق النفط وأسواق التجارة

استمرار التجاذبات في المنطقة دفع بالعقود الآجلة للارتفاع خلال الأسبوع الماضي، إذ حقق خام برنت مكاسب بنحو 3.6%، بينما سجل خام غرب تكساس ارتفاعًا بنسبة 2.7%، وقد تأثرت الأسواق بشكل مباشر بتصريحات طهران التي هددت مرارًا بإغلاق مضيق هرمز، الذي يُعتبر الشريان الأهم لصادرات النفط في العالم.
من جهة أخرى، كانت هناك محاولات دولية لتهدئة الأسواق، حيث أعلن الاتحاد الأوروبي التراجع عن خفض سعر النفط الروسي إلى 45 دولارًا كما كان مقترحًا، خطوة تبدو وكأنها رضوخ للضغوط التجارية العالمية، ووسيلة للحفاظ على استقرار سوق الطاقة قدر الإمكان في ظل الأوضاع الراهنة.

نوع الخام الإغلاق الأسبوعي % الزيادة
خام برنت 77.01 دولار 3.6%
خام غرب تكساس 74.93 دولار 2.7%

رغم الجهود الدولية والمحاولات الدبلوماسية المستمرة، تبقى التحديات قائمة أمام الأسواق التي تبدو وكأنها تتنفس على وقع الأخبار السياسية، لتظل الأيام القادمة محط أنظار الجميع، تعكس ما إذا كانت الأسواق ستصل لنقطة توازن، أم تواجه موجات جديدة من الاضطرابات.