سر الطقس وعلاقته بكأس العالم للأندية

تتزايد المخاوف بشأن تأثير العوامل المناخية على سير بطولة كأس العالم للأندية، خاصة مع تعرّض المباريات الأولى لتأخيرات بسبب العواصف الرعدية والأمطار الغزيرة، إضافة إلى توقعات بحدوث موجة حر شديدة خلال الأيام القادمة. هذه الأحوال أثرت بشكل مباشر على جدول البطولة، ودفعت الكثيرين للتساؤل عن مدى استعداد المنظمين للتعامل مع مثل هذه الظروف، وخصوصًا مع اقتراب مونديال 2026.

كيف أثرت الأحوال الجوية على المباريات؟

شهدت مباريات مونديال الأندية أجواء من التوتر بسبب الأحوال المناخية غير المستقرة، إذ أن تأخير المباريات أصبح ظاهرة لافتة. مباراة بنفيكا ضد أوكلاند سيتي، على سبيل المثال، توقفت لأكثر من ساعتين نتيجة عاصفة رعدية قوية ضربت ملعب أورلاندو، ولم يكن هذا التأخير الوحيد. فمباراة ماميلودي صن داونز وأولسان إتش دي تأخرت أيضاً لأكثر من ساعة، بينما شهدت مباراة بالميراس ضد الأهلي في نيوجيرسي توقفاً لمدة 40 دقيقة تقريباً.

وفي سينسيناتي، اضطر الحكم إلى إيقاف مباراة ريد بول سالزبورغ ضد باتشوكا لما يقارب 90 دقيقة، بسبب سوء الأحوال الجوية. هذه التأخيرات المتكررة لم تقتصر فقط على التأثير في توقيت المباريات، لكنها رفعت أيضاً من إرهاق اللاعبين والجماهير، ما دفع مدربين ولاعبين لإطلاق صوت القلق وتوجيه الانتقادات.

ماذا عن موجة الحر المتوقعة؟

مع توقعات درجات حرارة تصل إلى 41 درجة مئوية في بعض المدن المستضيفة، يتحول الطقس إلى تحدٍ حقيقي أمام اللاعبين والفرق المشاركة. منظمة “فوسيل فري فوتبول” حذرت بشدة من التأثيرات المباشرة لهذه الحرارة على الأداء البدني للاعبين، خاصة في الملاعب المكشوفة. على سبيل المثال، يُتوقع أن تتجاوز الحرارة في ملعب شارلوت 38 درجة أثناء مواجهة ريال مدريد وباتشوكا، وهو رقم يعيد توجيه الأنظار إلى جدوى اللعب في هذه الظروف القاسية.

قدّم الدكتور كريس تايلر تحليلاً واضحاً للوضع قائلاً إن اللاعبين قد “بدأوا يتذوقون صعوبة ما ينتظرهم”. وأضاف أن توقيتات المباريات، التي غالباً ما تُحدد لتتناسب مع أوقات البث التلفزيوني، تزيد من معاناة اللاعبين. الحرارة الشديدة لا تؤثر فقط على الأداء البدني، لكنها قد تُعرض صحة اللاعبين والجماهير لخطر مباشر، وهو ما أثار اهتمام الفيفا بزيادة استراحات التبريد في الشوطين والسماح بإدخال عبوات ماء فارغة إلى المدرجات.

الفوضى التي أحدثتها الأمطار

رغم القلق من موجة الحر، فإن تأثير الأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية لا يقل خطورة. تسببت هذه الظروف في تراكم تأخيرات المباريات بشكل أثر سلباً على التنظيم. مباراة بنفيكا وأوكلاند سيتي، التي استمرت لخمس ساعات تقريباً نتيجة العواصف، تداخل توقيتها مع مواجهة أخرى في المجموعة نفسها، وهو ما يعكس صعوبة التعامل مع المزاج المتغيّر للطبيعة.

على صعيد آخر، أشار مدرب بنفيكا، برونو لاج، إلى أن مباراة فريقه كانت الأطول في مسيرته، مشيداً بصبر الجماهير التي بقيت تدعم الفريق رغم الانتظار لساعات طويلة. لكنه أضاف أن اللاعبين والجماهير على حد سواء اضطروا للتأقلم مع ظروف غير مسبوقة في هذه البطولة.

كيف يواجه FIFA هذه التحديات؟

رداً على الانتقادات، أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن صحة وسلامة اللاعبين والمشجعين تأتي دائماً في مقدمة أولوياته. وأشار إلى أن هناك متابعة دقيقة للأوضاع مع فرق العمل بالملاعب لتجنب أي أزمات محتملة. البيان الذي أصدره الاتحاد شدد على أهمية الاستمرار في تطبيق استراحات التبريد كأحد الحلول الممكنة لتخفيف تأثير درجات الحرارة المرتفعة.

إليكم مقارنة سريعة لبعض الأجواء والأحداث البارزة في البطولة حتى الآن:

المدينة الحالة الجوية مدة التأخير
أورلاندو عواصف رعدية أكثر من ساعتين
شارلوت حرارة مرتفعة (38 درجة) احتمال توقف مؤقت
ناشفيل حرارة مرتفعة (41 درجة) قد تؤثر على الأداء

ومع كل هذه التداعيات، يبدو أن “فيفا” أمام اختبار صعب يفرض عليه إعادة النظر في استراتيجيات تنظيم البطولات المستقبلية. التوفيق بين متطلبات الترفيه وجاذبية الأحداث الرياضية، من جهة، والاستعداد للتعامل مع تقلبات المناخ غير المتوقعة، من جهة أخرى، ليس بالمهمة السهلة. القرارات التي تُتخذ اليوم قد تكون الفيصل في مستقبل هذه الفعاليات الهامة، ومدى قدرتها على مواجهة تحديات المناخ العصري.