تبدو قضية التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران في ظل المهلة التي حددها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي لم تتجاوز الأسبوعين، مسألة أشبه بالمستحيلة وفقًا للعديد من المؤشرات التي طرحتها صحيفة نيويورك تايمز. فالتفاوض مع إيران غالبًا ما يكون معقدًا وطويلًا، وخصوصًا في ظل طبيعة الملفات الشائكة مثل برنامجها النووي.
تعقيدات التفاوض مع إيران وغياب الواقعية الزمنية
من الصعب تخيل إمكانية حسم مثل هذه المفاوضات خلال أسبوعين فقط. الصحيفة استشهدت بتجارب سابقة، مثل تلك التي خاضتها إدارة باراك أوباما، حينما استغرق التوصل إلى الاتفاق النووي الشهير قرابة عامين كاملين. كما أن انسحاب ترامب من الاتفاق في ولايته السابقة أعاد الأمور إلى المربع الأول، مما زاد في تعقيد المشهد وحسابات الأطراف المتفاوضة. إدارة بايدن، التي سعت إلى إحياء الاتفاق، احتاجت نحو 15 شهرًا لكي تعيد ترتيب الأوراق في ظل ضغوط هائلة من جميع الأطراف، قبل أن تعرقل التفاصيل النهائية برفض مباشر من المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي.
تصعيد الدبلوماسية مع احتمال خيارات عسكرية
الأوضاع الإقليمية الحالية تجعل الأمور أكثر تأزمًا. التهديدات المتكررة من ترامب وإبداء استعداد لضرب منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية كـ”خطة بديلة” تثير التساؤلات حول إمكانية احتواء التصعيد المتزايد. وفي الوقت نفسه، فإن وجود خامنئي كصاحب القرار النهائي في إيران يمنحها طابعًا تفاوضيًا خاصًا، حيث تسير الأمور وفق رؤيته المباشرة، وهو الآن أكثر عزلة من ذي قبل، مما يفسر التحديات الإضافية في إدارة الحوار.
على الرغم من ذلك، لا تبدو طهران مغلقة بالكامل أمام أي احتمال للاتفاق، إذ أشار عباس عراقجي، وزير الخارجية وكبير المفاوضين الإيرانيين، إلى استعداد بلاده للتوصل إلى صيغة جديدة تشمل فرض قيود على البرنامج النووي، ولكن ضمن إطار يضمن مصالحها الإستراتيجية. يمتلك عراقجي خبرة تفاوضية واسعة مع واشنطن، إلا أنه يدرك بنفس القدر أن الحل السريع في ظرف أسبوعين أشبه بالمستحيل، خاصة في ظل التشابكات الإقليمية والدولية.
فارق الظروف الزمنية بين التجارب السابقة والحالية
من الطبيعي أن تتطلب المفاوضات الجادة سلسلة طويلة من الجلسات والنقاشات الاقتصادية والسياسية، وهو ما برز في تجارب الولايات المتحدة السابقة مع إيران. السبب لا يعود فقط إلى طبيعة الملف النووي، بل إلى المصالح المتضاربة بين الأطراف، وغياب الثقة، واشتداد الضغوط الإقليمية والعالمية. ومن الجدير ذكره أن الظروف الحالية أشد تعقيدًا مقارنة بما كانت عليه خلال فترة أوباما، إذ إن المنطقة تشهد تحولات دراماتيكية وصراع مصالح لا يهدأ.
فيما يلي مقارنة بين أزمنة التفاوض السابقة والحالية:
الفترة الزمنية | إدارة أوباما | إدارة ترامب |
---|---|---|
مدة التفاوض | عامان تقريبًا | محاولة التوصل لاتفاق خلال أسبوعين |
الأوضاع الإقليمية | أقل توترًا | تصعيد عسكري محتمل |
الموقف الإيراني | تعاون حذر | تحفظ وانعدام الثقة |
معوقات رئيسية تقف أمام تحقيق اتفاق سريع
لكسب الوقت وتحقيق اختراق، هناك حاجة لعدد من المعطيات التي لا تستقيم مع الواقع الحالي. من أبرز هذه المعوقات:
- غياب المرونة الكافية من الجانب الإيراني، خاصة في ظل سيطرة المرشد على مفاتيح القرار
- تصاعد لغة التهديد بدلاً من التوجه نحو الحوار الدبلوماسي
- الضغوط الإقليمية التي تجعل كل خطوة تفاوضية محفوفة بالعقبات
- نفاد الثقة بين الجانبين نتيجة الانسحاب الأمريكي السابق من الاتفاق
تحقيق أي تقدم ملموس يتطلب رؤية إستراتيجية شاملة من الطرفين، وإبداء حسن النية دون التركيز فقط على عامل الوقت كعنصر ضاغط. الوصول لحلول فعالة لا يعني بالضرورة تحققها بسرعة، بل يجب أن تترافق مع إدارة حكيمة ومسار تفاوضي مدروس.
«مفاجآت حصرية» توقعات برج العقرب اليوم تكشف أسرار 15 يونيو 2025
متفوتش الفرصة: أرسنال وبي إس جي في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا
«الأسعار الآن» أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم 19 مايو 2025 بسوق العبور
«ابتكار جديد» سامسونج تحصد جائزة عالمية عن تصميم هاتف Galaxy S25 الصديق للبيئة
«قانون جديد» الزواج في الجزائر 2025 تغييرات جذرية تشغل الرأي العام
استقرار الأحوال الجوية اليوم تعرف على حالة الطقس وأبرز الظواهر المتوقعة
«قرار جديد» مواعيد غلق المحلات التجارية تدخل حيز التنفيذ في شمال الصعيد
رياح وغبار في الرياض اليوم السبت 12 أبريل 2025 وتوقعات الطقس ودرجات الحرارة المقبلة