تراجع سعر الذهب اليوم فى مصر بعد أسبوع قاتم للمعدن النفيس

شهدت أسعار الذهب العالمي انخفاضًا ملحوظًا خلال تداولات اليوم، وجاء هذا التراجع عقب اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي قرر تثبيت أسعار الفائدة دون تغيير، وهو ما عزز من قوة الدولار وألقى بثقله على المعدن الأصفر، ويبدو أن بعض التوترات الجيوسياسية ساهمت في تقليل وتيرة هذا الانخفاض، في حين شهدت مصر انخفاضًا ملموسًا في أسعار الذهب بمقدار 25 جنيهًا.

تفاوت أسعار الذهب اليوم داخل الأسواق

سجلت أسعار الذهب اليوم تفاوتًا بين الأعيرة المختلفة، وهو ما يعكس حركة السوق المحلية والعالمية وتأثرها بمستجدات الاقتصاد العالمي. وفيما يلي أبرز الأسعار:

• عيار 24: بلغ 5457 جنيهًا للجرام، وهو العيار الأكثر نقاءً.
• عيار 21: سجل 4775 جنيهًا للجرام، ويعتبر الأكثر تداولًا بين المشترين.
• عيار 18: انخفض إلى 4092 جنيهًا للجرام.
• الجنيه الذهب: استقر سعره عند 38200 جنيه.

تلك الأرقام تعكس التحركات اليومية داخل الأسواق المحلية في مصر، والتي تتماشى مع التغيرات في البورصات العالمية، حيث ترتبط أسواق الذهب في مصر بتغيرات العرض والطلب العالمية وكذلك بسعر الدولار، ما يزيد من حساسية السوق لأي تطورات اقتصادية.

قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي وتأثيره على الذهب

جاء قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوى 4.50% خلال اجتماعه الأخير، وهو القرار الذي توقعته أغلب الأسواق العالمية. هذا التثبيت غذّى عمليات الشراء على الدولار باعتباره العملة الأكثر أمانًا في ظل الأوضاع الاقتصادية المتقلبة، ما زاد من الضغط السلبي على الذهب المعروف بقيمته كملاذ آمن.

ولكن ما يثير القلق هو توقعات البنك الفيدرالي المتعلقة بالاقتصاد الأمريكي، فقد أظهرت دراسة الأعضاء أن الاقتصاد يواجه خطر ركود تضخمي معتدل، حيث تم تعديل توقعات النمو لهذا العام إلى 1.4% بعدما كانت التوقعات السابقة تشير إلى 1.7%. على الجانب الآخر، ارتفعت توقعات التضخم بنسبة طفيفة من 2.7% إلى 3%، مما يظهر صورة أكثر تعقيدًا للمستقبل الاقتصادي.

لذلك فإن العلاقة بين الذهب والدولار تتخذ منحنى متقلبًا، حيث يدفع ارتفاع الدولار الذهب للهبوط، ولكن مع بوادر الركود قد يجد الذهب نفسه مجددًا في دائرة الاهتمام للمستثمرين الباحثين عن أصول آمنة.

التوترات الجيوسياسية ودورها في كبح تراجع الذهب

رغم الهبوط الذي شهده الذهب، فإن التوترات الجيوسياسية السائدة لعبت دورًا حيويًا في الحد من خسائر المعدن الأصفر. عندما تشتد التوترات السياسية أو المواجهات العسكرية، يميل المستثمرون للاتجاه نحو الأصول الآمنة كوسيلة للتحوط من مخاطر تقلب الأسواق.

فتحويل الأموال باتجاه الذهب كاستثمار في أوقات الأزمات يُشكّل عاملًا موازنًا يمكن أن يدعم الأسعار، حتى وإن كان هنالك ضغط من عوامل أخرى مثل قرارات البنوك المركزية. الأحداث المستمرة حول العالم قد تكون أحد الدوافع التي تبقي على أسعار الذهب من التدهور الحاد، خصوصًا في الوقت الذي يبحث فيه المستثمرون عن الأمان في أوقات الهزات الاقتصادية.

استمرار التقلبات في أسعار الذهب يقدم فرصة للمستثمرين والمشترين الفرديين لتحديد استراتيجياتهم وفقًا للظروف، وبينما تحركت الأسعار نحو الانخفاض، فإن ذلك قد يشجع المتسوقين في الأسواق المحلية على اغتنام الفرصة للشراء بأسعار أقل.