كيف قادت رشا عبد العال آلاف الممولين لتحقيق وفورات ضريبية لمؤسساتهم

في حدث وصفه البعض على أنه خطوة مبتكرة، أكدت “رشا عبد العال”، رئيس مصلحة الضرائب، على أهمية بناء علاقة قائمة على الشراكة مع الممولين، ما يعزز الثقة في المنظومة الضريبية ككل. وقد جاء تصريحها خلال مؤتمر “شكرًا” الذي تحت عنوانه تبدو رسالة التقدير واضحة للمساهمين في تطوير النظام الضريبي، وكان التركيز منصبًّا على أهمية التيسيرات الضريبية وأثرها في تحقيق وفورات ضريبية ملموسة لآلاف المؤسسات والأفراد.

فوائد التسهيلات الضريبية على الممولين

مع إطلاق الحزمة الأولى من التسهيلات الضريبية، شهد آلاف الممولين تطورًا إيجابيًا في استراتيجياتهم المالية، حيث أعلنت رشا عبد العال أن هذه التسهيلات أسهمت بشكل فاعل في تقليل الأعباء المالية على كثير من الشركات والمؤسسات. واحدة من أبرز هذه الفوائد كانت تحديد سقف الغرامات بحيث لا تتجاوز أصل الضريبة المستحقة، ما أثار ارتياحًا كبيرًا لدى المجتمع الضريبي، وأدى هذا التوجه الجديد إلى تسوية عدد كبير من النزاعات الضريبية.
أهمية هذا النهج، كما وضحت عبد العال، لا تقتصر على تحقيق وفورات ضريبية فقط، بل تسهم أيضًا في بناء مناخ من الثقة بين الحكومة والمجتمع الضريبي، لا سيما وأنها ترتكز على التعاون والتفاهم بدلًا من العلاقة التقليدية القائمة على الرقابة فقط.

أرقام لافتة خلال التسهيلات الأولى

كشفت النتائج الأولية للحزمة الأولى عن أرقام تُبرز مدى تأثير هذه المبادرات، فقد تلقت مصلحة الضرائب ما يزيد على 110 آلاف طلب لغلق ملفات ضريبية عالقة، إلى جانب تقديم 340 ألف إقرار معدل أو جديد من جانب الممولين. هذه الأعداد مؤشر واضح على تجاوب مجتمع الأعمال مع السياسات الجديدة، حيث تجاوزت مجرد الامتثال الإجباري إلى الرغبة الطوعية في تحسين الوضع الضريبي لكثير من المؤسسات.
الأمر الأكثر لفتًا للنظر هو انضمام 53 ألف فرد ومؤسسة إلى المنظومة الضريبية بشكل طوعي، وهو عدد يعكس بوضوح تحسن تصورات الممولين تجاه النظام الضريبي، خاصة بعد إدخال الحوافز والآليات الحديثة التي تضع حاجات الممول في قلب اهتمام المتخصصين.

رسالة وزير المالية ودفع عجلة الإصلاح

وزير المالية أحمد كجوك، من جهته، أرسل رسالة دعم للعاملين في مصلحة الضرائب خلال المؤتمر، مؤكدًا على ضرورة الاستمرار في النهج الذي يركز على الشفافية والشراكة مع المجتمع الضريبي، مشددًا على أن بناء علاقة جديدة مع الممولين تُعتبر أمانة ومسؤولية جماعية.
كجوك أشار أيضًا إلى أن هناك خططًا لإطلاق حزم جديدة من التيسيرات الضريبية، والتي تستهدف مواجهة مختلف التحديات التي تواجه الممولين، مشددًا على أهمية تعزيز العلاقة بين مجتمع الأعمال ومصلحة الضرائب لتوفير خدمات أكثر عدالة، وتبني الحلول التي من شأنها دعم توسع الأنشطة الاقتصادية وتعزيز فرص النمو.

خدمات مبتكرة تتيح سهولة أكبر

ضمن التوجه نحو تسهيل المعاملات للممولين وتشجيعهم على الامتثال، أُطلقت مجموعة من الخدمات التي تهدف إلى جعل الإجراءات الضريبية أبسط وأسرع. ويمكن تلخيص الفوائد الأبرز لهذه الخدمات كما يلي:

  • تفعيل النظام الإلكتروني لتقديم الإقرارات الضريبية، ما يجعل العملية أسهل وأقل استهلاكًا للجهد والوقت
  • إتاحة إمكانية تسوية النزاعات الضريبية بشكل مرن ودون تعقيد
  • تقديم استشارات مجانية أو منخفضة التكلفة لدعم الشركات الناشئة في فهم النظام الضريبي والامتثال له
  • إطلاق مبادرات لتخفيف الغرامات المتراكمة، وإفساح المجال أمام الممولين لتسوية أمورهم المالية بمرونة أكبر

الأثر المتوقع للتسهيلات

النظر إلى الأرقام والاستجابات الإيجابية يجعل من السهل رؤية الأثر المتوقع على المدى البعيد. إذا نجحت مصلحة الضرائب في تطبيق هذه التوجهات المستحدثة بشكل دائم، يمكن أن تتحسن كفاءة التحصيل الضريبي في البلاد مع تقليل التهرب الضريبي. الجدول أدناه يوضح مقارنة بين أهم مفاعيل الحزمة الأولى مقابل سياسات الضرائب التقليدية:

المجال الحزمة الأولى السياسات القديمة
تسوية النزاعات مرونة وشفافية إجراءات مطولة ومعقدة
انضمام الممولين الجدد زيادة ملحوظة ضعف الإقبال
تحقيق الوفورات فوائد مباشرة واضحة ارتفاع التكلفة على الممولين

ما حدث من نجاح في المرحلة الأولى للتسهيلات يفتح الباب واسعًا للتفاؤل نحو الخطوات المقبلة. شراكة مصلحة الضرائب مع الممولين تعيد صياغة العلاقة بشكل يلبي احتياجات الجميع، مما يعزز دور الإصلاحات الضريبية كعنصر حيوي في التنمية الاقتصادية المستدامة.