تحذير مشروب شهير يحتوي على الجلسرين يهدد صحة الأطفال بمرض خطير

في يوم صيفي حار، تبدو المشروبات المثلجة خيارًا مثاليًا لإرواء عطش الأطفال، ولكن هل تساءلتم يومًا عما تحتويه هذه المشروبات وما قد تسببه من أضرار؟ مشروب السلاش، الذي يعشقه الأطفال بألوانه الزاهية ومذاقه الحلو، يحتوي غالبًا على مادة تُسمى الجلسرين. هذه المادة قد تبدو آمنة في ظاهرها ولكنها تحمل مخاطر قد تكون خفية وخاصة للأطفال دون سن السابعة، وفقًا لتحذيرات خبراء الصحة.

الجلسرين: المكون الخفي في مشروب السلاش

عندما نفكر في مشروب السلاش، قد لا نتساءل كثيرًا عما يحتويه من مكونات، الجلسرين، المعروف أيضًا بكوده العالمي E422، هو عبارة عن كحول طبيعي ومُحلي صناعي، يُستخدم كبديل للسكر في هذه المشروبات للحفاظ على قوامها المثلج. وكالة معايير الغذاء البريطانية (FSA) أوضحت أن هذا المكون يمتص الماء والسكر من الجسم، ما قد يؤثر مباشرة على مستويات السكر في الدم، خاصة عند الأطفال الصغار.

تُظهر الدراسات أن كوبًا واحدًا بحجم 350 مل يمكن أن يسبب أعراضًا خطيرة مثل الإغماء أو فقد الوعي للأطفال بعمر أقل من أربع سنوات، وفي حالة الأطفال الأكبر سنًا بين خمس وعشر سنوات، يمكن أن تظهر هذه الأعراض عند تناول كوب ونصف فقط من السلاش خلال فترة قصيرة.

تحذيرات وإرشادات لحماية الأطفال

لتجنب المخاطر المرتبطة بمادة الجلسرين، أصدرت هيئة معايير الغذاء البريطانية مجموعة من التوصيات والإرشادات. تضمنت هذه الإرشادات نصائح للأهالي لتجنب تقديم مشروبات السلاش للأطفال الصغار وخاصة تحت سن السابعة. وتم التنبيه على ضرورة تقليل أحجام الأكواب المستخدمة للأطفال دون سن العاشرة لحمايتهم من التعرض لأي آثار جانبية.

كما أشار الخبراء إلى أهمية تغيير سياسة التعبئة المجانية التي تقدمها بعض المتاجر، حيث قد تؤدي هذه العروض إلى تشجيع الأطفال على استهلاك كميات أكبر من مشروب السلاش. وتم التوصية أيضًا بضرورة توفير معلومات واضحة وشفافة على عبوات هذه المشروبات للإشارة إلى محتوى الجلسرين بطريقة تتيح للأهالي اتخاذ قرار مستنير.

• تجنب تقديم السلاش للأطفال الأقل من سبع سنوات
• تقليل أحجام الأكواب بشكل عام وتقنين عروض التعبئة المجانية
• قراءة المكونات المدونة على العبوات لتجنب المشروبات المحتوية على الجلسرين
• في حالة ملاحظة أي أعراض مثل الإغماء أو التعب، يوصى بالتوجه إلى أقرب مركز رعاية صحية

حالات حقيقية تكشف خطورة السلاش

قصص كثيرة تداولتها وسائل الإعلام عن أطفال أصيبوا بحالات مرضية عقب شرب السلاش. على سبيل المثال، كادت طفلة تبلغ من العمر عامين تفقد حياتها بعد تناول نصف كوب فقط من مشروب السلاش خلال حضور عيد ميلاد صديقتها، حيث أصيبت بصدمة نقص السكر في الدم وتم نقلها على الفور إلى المستشفى.

في حادثة أخرى، أبلغت أم من كامبريدجشير عن تدهور صحة طفليها بشكل سريع بعد تناولهما 300 مل فقط من نفس المشروب، حيث ظهرت علامات المرض عليهما في غضون دقائق وقضيا عدة ساعات في تلقي الرعاية الطبية. هذه الحوادث تسلط الضوء على ضرورة توعية الأهالي بالمخاطر المرتبطة بالسلاش، خاصة عند تقديمه للأطفال الصغار.

مقارنة بين بدائل المشروبات

لتوضيح الخيارات الصحية الآمنة، يفضل دائمًا مقارنة المشروبات التي يمكن تقديمها للأطفال.

لذا، يُنصح دائمًا باختيار البدائل الصحية مثل العصائر الطبيعية أو الماء المنكه بالفواكه بدلاً من المشروبات المثلجة المحتوية على مواد اصطناعية.

الاهتمام بصحة الأطفال يبدأ بالوعي بمخاطر المكونات التي تتواجد في المنتجات الموجهة لهم. شراء منتجات صحية واتخاذ القرارات السليمة حول ما يستهلكه الأطفال يساعدهم على الحفاظ على حياتهم بشكل آمن ونمط حياة صحي، فالحذر واجب والوقاية دائمًا أسهل من العلاج.