لماذا ارتفعت خسائر الذهب عالميًا هذا الأسبوع إلى 1.9 رغم الحروب

خسائر الذهب ارتفعت بشكل ملفت خلال الأسبوع الماضي رغم استمرار تصاعد الأزمات العالمية وتحديدًا الحرب، مما قد يبدو غريبًا للوهلة الأولى. لكن إذا أمعنا النظر في مجريات الأحداث والاستراتيجيات الاقتصادية التي تحكم الأسواق، يمكننا فهم السبب وراء هذا التراجع الملفت. سعر أونصة الذهب، التي تعد من أهم الملاذات الآمنة في العالم، انخفض بنسبة 1.9%، حيث بدأت التداولات عند 3440 دولارًا للأونصة، لتغلق عند 3368 دولارًا، مع تسجيل ذروة عند 3451 دولارًا، وهو المستوى الأعلى منذ شهرين.

تحليل أسباب تراجع أسعار الذهب رغم استمرار الحرب

القرار الذي أصدره البيت الأبيض بتأجيل حسم التدخل في الصراع بين إيران والكيان الصهيوني كان له أثر كبير على الأسواق. هذا الإعلان هدّأ من حدّة التوترات، حيث تراجع شعور الخوف لدى المستثمرين من احتمالات تصعيد عسكري مباشر من قِبل الولايات المتحدة، الأمر الذي جعل البعض يفضل البحث عن استثمارات بديلة بدل الذهب. كما أن شهية المخاطرة بين المتداولين شهدت ارتفاعًا ملحوظًا، وتوجه العديد منهم نحو الأسواق ذات الأرباح المرتفعة نسبيًا رغم مخاطرتها.

بالتزامن مع ذلك، شهد الشرق الأوسط استمرار التوترات على مدار الأسبوع، مما دفع البعض للاحتفاظ بسياسة الانتظار والترقب من شراء أو بيع الذهب. التصعيد بين إيران والكيان الصهيوني من جهة، والحديث عن احتمالية مفاوضات سياسية من جهة أخرى، وضع المستثمرين في حالة من التردد بشأن قراراتهم المالية المرتبطة بالذهب، خوفًا من تقلبات مفاجئة في السوق.

تأثير الفيدرالي الأمريكي على أسعار الذهب

اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي أيضًا كان له دور أساسي في التأثير على الحركة السعرية للذهب. إبقاء أسعار الفائدة عند 4.50% كان متوقعًا، لكن التصريحات التي أدلى بها رئيس البنك جيروم باول حول وضع الاقتصاد الأمريكي وملامح السياسة النقدية أضافت بعض الضغوط على الذهب. وفقًا للتوقعات الجديدة، ستشهد الولايات المتحدة نموًا أبطأ مع رفع معدلات التضخم، هذا إلى جانب تقليص وتيرة خفض الفائدة مستقبلًا، مما يعزز من قوة الدولار الأمريكي.

العلاقة بين الذهب والدولار تُعرف بأنها علاقة عكسية. ومع ارتفاع قيمة الدولار، يزداد الضغط على الذهب، لأن التسعير المرتبط بالدولار يجعل تكلفة امتلاك الذهب أعلى للمستثمرين من خارج الولايات المتحدة. وبالتالي، شهدت الأسعار مزيدًا من التراجع نتيجة لذلك.

عوامل إضافية مؤثرة على السوق

التذبذب في توقعات الاقتصاد العالمي وحالة عدم اليقين بشأن السياسات العالمية قد دفع المستثمرين لتجنب المخاطر الكبرى. ولكن هناك أسباب أخرى تتمثل في:

  • انخفاض الطلب على الذهب كملاذ آمن نتيجة تحوّل السيولة نحو القطاعات الاستثمارية الأخرى ذات العائد المرتفع.
  • استقرار أسعار الفائدة دون تغيير يخلق بيئة أقل جاذبية للذهب على المدى القصير.
  • تأثير ارتفاع تكلفة الفرصة البديلة جراء تحسّن أداء السوق الأمريكي والأسهم العالمية.

وفي سياق مُتصل، تزايد هدوء المخاوف بشأن تصعيد الأحداث الجيوسياسية كان بمثابة رسالة للمستثمرين بأن المخاطر “ربما” ليست عالية بالشكل المتوقع. ومع ذلك، يظل الذهب مرهونًا بأي تطورات مفاجئة على الساحة الدولية.

بيانات مقارنة بين أسعار الذهب خلال الأسبوع

فيما يلي جدول يوضح حركة أسعار الذهب عالميًا خلال الأسبوع الماضي:

اليوم السعر الافتتاحي (دولار للأونصة) السعر الإغلاق (دولار للأونصة) أعلى مستوى مسجل
الإثنين 3440 3410 3451
الأربعاء 3395 3370 3405
الجمعة 3368 3368 3380

المستثمرون الأذكياء يدركون أن تراجع الذهب قد يكون مؤقتًا، بالنظر إلى حالة عدم الاستقرار التي تسيطر على الساحة الدولية. لذلك، يبقى تحمل المخاطر المدروسة أحد الخيارات المتاحة لاستغلال أي فرصة للعودة القوية للسوق.