روسيا تتهم الغرب باستخدام أوكرانيا لصرف الانتباه عن أزمة الشرق الأوسط

الاتهامات المتبادلة بين الدول لم تكن يومًا جديدة في السياسة العالمية، ويبدو أن استمرار الأزمة الأوكرانية قد وفر مجالًا واسعًا للصراعات السياسية حول العالم. في تصريح حديث أطلقه مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، اتهم فيه الدول الغربية بأنها تستغل الحرب الأوكرانية كأداة سياسية، وأشار إلى أن الهدف من هذا هو صرف الأنظار عن التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى محاولة تشويه سمعة بلاده.

الغرب وأوكرانيا: رواية أحادية أم حقيقة؟

تحدث نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، ووجه انتقادات واضحة إلى الأسلوب الذي تتعامل به بعض الدول الغربية مع الأزمة الأوكرانية. شدد على أن هناك إصرارًا غربيًا على تصوير أوكرانيا كضحية بريئة ومظلومة بينما تقدم روسيا كفاعل معتدٍ، وهو ما وصفه بأنه محاولة لتوجيه الرأي العام العالمي لتبني هذه الرواية الأحادية. وأضاف أن هذا النهج ليس هدفه فقط تشويه صورة روسيا لكنه أيضًا يهدف إلى إطالة أمد الصراع في أوكرانيا، وهو ما اعتبره تخطيطًا سياسيًا محكمًا لإضعاف بلاده على المدى الطويل.

أوضح المندوب الروسي أن النزاع الحالي ليس فقط مجرد صراع بين دولتين، بل هو جزء من لعبة جيواستراتيجية أوسع، وفي حديثه، أشار نيبينزيا إلى عواصم كبرى مثل برلين ولندن وباريس، مشددًا أنها لا تملك نية حقيقية لوضع حد للأزمة الأوكرانية. بل على العكس تمامًا، تعمل على إبقاء الصراع مشتعلًا من خلال استراتيجيات قد تزيد من التوتر في المنطقة.

التصعيد في الشرق الأوسط: ملف يثير القلق الروسي

أحد المحاور الرئيسية التي ركز عليها المندوب الروسي هو التحول الكبير في ميزان الاهتمام العالمي. فقد اعتبر أن الغرب يستخدم التركيز على أوكرانيا كوسيلة للتقليل من أهمية الأزمات الأخرى التي تتصاعد بشكل سريع في الشرق الأوسط، مثل الأزمة في غزة والتهديدات المتزايدة بنشوب نزاع إقليمي واسع بسبب التوتر في العلاقات بين إسرائيل وإيران.

ووفقًا لنيبينزيا، فإن هذه القضايا الملحة قد تم تهميشها عمدًا لتبقى الأزمة الأوكرانية ذات الأولوية على الأجندة الدولية، وهذا يشير إلى نية غربية لتحديد الأولويات بناءً على مصالحها الخاصة بعيدًا عن القضايا ذات الأثر الأكبر على السلام الإقليمي والدولي.

جهود السلام والتحديات السياسية

تطرق المندوب الروسي أيضًا إلى ضرورة التساؤل حول الجهود المبذولة لإرساء السلام في الأوقات الحرجة. وأكد أن الدول الغربية، بدلًا من البحث عن حلول سلمية تنهي الصراع، اتبعت منهجيات تستغل الأزمة لصالح استراتيجياتها الخاصة. واعتبر أن هذه السياسة تخلق عقبات مستمرة أمام أي تسوية طويلة الأمد بين أوكرانيا وروسيا.

للوقوف على تفاصيل هذه النقطة، يُظهر الجدول التالي استعراضًا للجهات الرئيسية ودورها في الأزمة:

• الالتزام بتحقيق السلام يتطلب تعاونًا دوليًا شاملًا وليس فقط التركيز على طرف واحد.
• حل أزمة أوكرانيا يتطلب إعادة النظر في العقوبات والسياسات الأحادية الموجهة ضد روسيا.
• الرؤية المستدامة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار قضايا الشرق الأوسط وأهمية استقرار المنطقة.

بالتأكيد، المواقف المتباينة لرئاسة الدول والهيئات الدولية تُشكّل تحديًا أمام تحقيق العدالة والسلام. وما ذكره المندوب الروسي يلقي الضوء على فجوة واضحة بين الأولويات الحقيقية للبشرية وأجندات القوى المؤثرة، وهو ما يستدعي من المجتمع الدولي إعادة التفكير في ترتيب الملفات التي تحتاج إلى اهتمام عاجل.