أسعار النفط ترتفع هذا الأسبوع وسط ترقب التوتر الإيراني الإسرائيلي

أسعار النفط عالمياً تشهد تغييرات مفاجئة وتذبذبات مستمرة، وكانت الجلسة الأخيرة يوم الجمعة مثالاً واضحًا على ذلك. تراجعت الأسعار بشكل كبير، وجاء ذلك في ظل التحولات السياسية المتسارعة، خصوصًا مع العقوبات الأمريكية الجديدة المرتبطة بإيران. يبدو أن هناك تطورات متسارعة تفرض نفسها بقوة على الأسواق العالمية، وتدفع للتساؤل عن مستقبل تجارة النفط وأسعاره.

تأثير العقوبات الأمريكية على أسعار النفط

بعد إعلان الولايات المتحدة عقوبات جديدة قائمة على استهداف كيانات وأفراد مرتبطين بإيران، تأثرت أسواق النفط بشكل مباشر. هذه العقوبات شملت شركات في هونغ كونغ وأفراد وسفن، مما أثار تخوفات بشأن اضطرابات في سلسلة التوريد. ومع استمرار الضغوط الجيوسياسية، تقدمت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 3.6% خلال الأسبوع، فيما صعدت عقود الخام الأمريكي بنسبة 2.7%. ومع ذلك، شهدت جلسة الجمعة تراجعات ملحوظة، إذ انخفض خام برنت إلى 77.01 دولار للبرميل، بينما بلغت العقود الأمريكية الأكثر تداولًا 73.84 دولار.

مع أن الأسعار شهدت تقلبات صعودًا وهبوطًا خلال الأسبوع، يبقى القلق الأكبر من الأثر الممتد لهذه العقوبات، خصوصًا إذا تصاعد النزاع بين إيران والولايات المتحدة وجوارها. فالأسواق غالبًا ما تستجيب سريعًا لأي مستجد، سواء كان إيجابيًا أو مقلقًا.

الصراع الإيراني الإسرائيلي وتأثيره على النفط

شهد الأسبوع أيضًا تصعيدًا عسكريًا بارزًا بين إيران وإسرائيل، مع قصف إسرائيل لمواقع نووية إيرانية ورد إيران باستخدام الصواريخ والطائرات المُسيّرة. هذا النزاع لم يقتصر أثره على السياسة فقط، بل امتد مباشرًا إلى أسواق النفط العالمية، حيث قفزت الأسعار منتصف الأسبوع بنسبة 3% قبل أن تنخفض لاحقًا بسبب حالة الترقب السياسي.

وفي تصريحات لاحقة، ذكر البيت الأبيض أن الإدارة الأمريكية ستستغرق أسبوعين لتقرير مشاركتها في الصراع. هذا الإعلان تسبب في تقليل مخاوف المستثمرين نسبيًا، لكنه أبقى الأنظار مركزة على المنطقة، خصوصًا مع تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز، وهو ممر استراتيجي يُنقَل من خلاله كميات ضخمة من النفط عالميًا.

إليكم مقارنة بسيطة توضح الأوضاع بين أنواع العقود الآجلة للنفط:

تهديد مضيق هرمز وأثره على التجارة العالمية

مضيق هرمز يعد أحد أهم الممرات البحرية لنقل النفط، حيث يمر من خلاله نحو 20% من الإمدادات العالمية اليومية. إيران سبق أن هدّدت بإغلاق المضيق ردًا على الضغوط الغربية، وهو سيناريو مرعب للأسواق العالمية. أي تعطّل في هذا المضيق يعني فرض قيود على حركة تصدير النفط، ما سيؤدي إلى ارتفاع جنوني في الأسعار.

مما يعزز احتمالية هذا السيناريو هو الوضع الحساس حاليًا بين الأطراف، سواء إيران أو الدول الغربية. ومن الطبيعي أن يتخذ المستثمرون والشركات النفطية خطوات استباقية للتأقلم مع مثل هذا الاحتمال، لذا يمكن ملاحظة التالي لفهم كيف يتأثر السوق:

• زيادة الطلب على العقود الآجلة لتأمين الإمدادات
• ارتفاع تكاليف الشحن عبر المسارات البديلة
• زيادة الاحتياطيات الاستراتيجية للدول الكبرى

كل هذه العوامل تشير إلى هشاشة الوضع الحالي وإمكانية تطورات مفاجئة قد تؤثر على الاقتصاد العالمي.