سعر الدولار مقابل الليرة السورية اليوم السبت 21 يونيو 2025 يواصل الاشتعال

يشهد سعر الدولار مقابل الليرة السورية اليوم تذبذبات حادة تتأرجح بين الأسعار الرسمية التي يحددها مصرف سوريا المركزي، وبين تلك التي يفرضها السوق السوداء. هذه التقلبات تأتي على خلفية أزمات اقتصادية مركبة يعيشها المواطن السوري يوميًا، حيث أصبح تفاوت الأسعار بين السوق الرسمي والموازي واقعًا ملموسًا، خصوصًا في ظل ظروف معيشية خانقة وضغوط اقتصادية متزايدة.

سعر الدولار مقابل الليرة السورية اليوم

على الرغم من المحاولات المستمرة لفرض استقرار نسبي على سعر الصرف الرسمي، والذي حدّده المصرف المركزي عند 11,000 ليرة سورية للدولار الواحد، إلا أن السوق السوداء تصدّر مشهد التقلبات بأسعار متزايدة بشكل متسارع. هذا الفرق الكبير، والذي يتراوح بين 900 إلى 1,200 ليرة لكل دولار، يعكس حجم الأزمة النقدية التي تعصف بالبلاد، وتُضعف من الثقة في القيمة الرسمية لليرة. في الوقت ذاته، يسعى المصرف المركزي إلى كبح هذه الفجوة من خلال سياسات تثبيت نقدي وتقليص المضاربات العشوائية، إلا أن قوى السوق المفتوح تقف عائقًا أمام نتائج ملموسة.

أسعار الصرف في السوق السوداء بالمحافظات السورية

شهدت السوق السوداء خلال الأيام الأخيرة قفزات ملحوظة في أسعار صرف الدولار، حيث كانت المحافظات السورية الرئيسية تعاني من موجة ارتفاعات متواصلة مع تراجع المعروض من العملة الأجنبية. وفيما يلي قائمة بالأسعار المسجلة في أبرز المناطق:

من الملاحظ أن محافظة الحسكة تحتل الصدارة في تسجيل أعلى الأسعار بسبب شح الدولار وتزايد الطلب في المناطق الشمالية الشرقية. هذه الحالة تعكس فجوة واضحة بين مختلف المحافظات، ما يزيد من الضغط على المواطن والشركات التي تعتمد على الدولار في أنشطتها اليومية.

• الأسعار المرتفعة في المناطق الشمالية مقارنةً ببقية المحافظات تعد علامة على ازدياد الطلب على الدولار مع انخفاض العرض بشكل ملحوظ.
• التباين بين السوق الرسمية والسوداء يزيد من صعوبة السيطرة على التسعير وضبط الأسواق المحلية المتأثرة مباشرة بتغيرات الصرف.

أسباب استمرار تقلب سعر الدولار مقابل الليرة السورية

مع الدخول في تفاصيل أعمق حول أسباب هذه الأزمة المستمرة، يمكن تلخيص أهم العوامل المؤثرة التي أدت إلى هذا الوضع غير المستقر:

1. انخفاض السيولة النقدية داخل المصارف المحلية، مما يدفع الأفراد والمؤسسات للاعتماد بشكل كبير على السوق السوداء لتلبية احتياجاتهم من العملة الصعبة.
2. المضاربات العشوائية التي تتم إدارتها من قبل التجار والسماسرة، خصوصًا في أوقات التوترات الاقتصادية والسياسية.
3. استمرار **العقوبات الدولية** المفروضة على البلاد، مما يحد من تدفق العملات الأجنبية عبر القنوات الرسمية.
4. الاضطرابات الجيوسياسية التي تُضعف الاقتصاد الوطني وتزيد من احتمالات فقدان الثقة بالعملة المحلية.
5. ضبابية المستقبل الاقتصادي وانعدام الحلول الجذرية لأزمة الصرف، والتي تُفاقم الضغط على الاقتصاد والمواطن على حد سواء.

عدا عن ذلك، تؤثر هذه التغيرات على كافة مناحي الحياة بصورة مباشرة. فالسلع الأساسية والخدمات باتت تعتمد بشكل واسع على سعر الدولار في السوق السوداء، مما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في الأسعار المحلية، وصعوبة حصول الأفراد على احتياجاتهم اليومية.
في ظل هذا الوضع المعقد، تزداد الحاجة إلى حلول مستدامة تعيد التوازن إلى السوق الاقتصادية، إلا أن غياب الرؤية الواضحة يُبقي هذا التقلب المستمر كجزء من حياة السوريين اليومية.