إيران تعلن عبر الحرس الثوري استمرار القصف الصاروخي على إسرائيل دون توقف

يبدو أن الساحة الإقليمية والدولية تشهد توترات متصاعدة، تتداخل فيها السياسة والقوى العسكرية لتشكل واقعًا معقدًا يصعب تجاهله. في ظل هذه الأحداث، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن استمرار الهجمات الصاروخية على إسرائيل، وهو إعلان يحمل دلالات جدية عن رغبة إيران في إثبات قوتها العسكرية وحضورها الفاعل في المنطقة. وأشار الحرس الثوري أيضًا إلى أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية لم تستطع التصدي لمسيرات شاهد 136، وهو تطور قد يثير المزيد من القلق لدى الجانب الإسرائيلي.

الحرس الثوري الإيراني ومستقبل الهجمات الصاروخية

منذ الإعلان الأخير للحرس الثوري الإيراني، يبدو أن منطقة الشرق الأوسط أصبحت على أعتاب تصعيد جديد، خصوصاً بعد استخدام إيران لمسيرات شاهد 136، وهي تقنيات حديثة تثبت أن إيران باتت تعتمد على التكتيكات الذكية في مواجهاتها العسكرية. وتعكس تصريحات الحرس الإيراني عدم رضاه عن أداء أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، والتي فشلت، بحسب وصفه، في التصدي لهذه المسيرات، مما يعيد الجدل حول فعالية التكنولوجيا الإسرائيلية في مواجهة هذا النوع من التهديد.

في الوقت نفسه، تستمر الأحداث في الداخل الإيراني مع تقارير عن تأثر مدن مثل قم نتيجة لعمليات عسكرية إسرائيلية، مما يشير إلى طابع متبادل للصراع بين الجانبين، الأمر الذي يعمق من حالة التوتر القائم ويثير تساؤلات حول احتمالية استمرار هذا النوع من الاستراتيجيات الهجومية.

تصريحات جوزيف عون وتوازن الموقف اللبناني

في أعقاب هذه التوترات، كان للبنان موقف واضح وصريح عبر تصريحات الرئيس اللبناني جوزيف عون خلال احتفالية “بيروت نبض الحياة”. حيث أكد أن لبنان لن يخوض حربًا ضد إسرائيل، مشددًا على أهمية الحفاظ على استقرار البلاد. عون أبدى إصرارًا على أن إعادة بناء لبنان هو الهدف الأول، موجهًا شكرًا لكل من ساهم في هذا المسعى.

يبدو أن القيادة اللبنانية تُدرك خطورة الانجرار لمغامرات عسكرية قد تكون مكلفة، خصوصًا في ظل التعقيدات الحالية في منطقة الشرق الأوسط. وما يدعم هذا الموقف هو سعي لبنان لأن يكون جسرًا للسلام والحضارة، بعيدًا عن الصراعات التي لا تخدم مصالحه الوطنية.

• العمل على تعزيز القدرة الدفاعية اللبنانية من خلال حلول سلمية.
• التأكيد على حياد لبنان في النزاعات الإقليمية.
• التركيز على إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي.

ومع أن المبعوث الأمريكي أشار إلى العواقب الوخيمة التي قد تترتب على تدخل “حزب الله”، فإن تصريحات نعيم قاسم، أمين عام الحزب، أعطت انطباعًا مختلفًا، حيث أعلن الحزب موقفه غير الحيادي تجاه دعم إيران ضد “العدوان الإسرائيلي”، مما يزيد من تعقيد الموقف اللبناني.

الحراك الدولي وتأثيراته على المشهد

لا يمكن تجاهل الأبعاد الدولية للأزمة الحالية، فقد ندد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، بالتركيز الغربي على أوكرانيا عوضًا عن معالجة الأوضاع المتفاقمة في الشرق الأوسط. تصريحات نيبينزيا تعكس قناعة روسيا بأن الغرب يُوظِّف ملفات سياسية لتحقيق أغراض خاصة، مع الاستمرار في تضخيم النزاع الأوكراني لتشويه صورة موسكو وتعطيل تعزيز دورها الدولي.

في سياق هذه المنافسة الدولية، ما زالت مناطق الصراع الأخرى تخضع لمعادلات معقدة، حيث تتداخل الأجندات السياسية مع المصالح الاقتصادية والعسكرية، مما يُصَعّب إيجاد حلول مستدامة.

يبقى السؤال المُلحّ هنا: هل تتجه المنطقة نحو تهدئة أم أن الأطراف الفاعلة ستدفع الأزمات إلى مزيد من التعقيد والتصعيد؟ واقع الحال يفرض على الجميع تعاملاً حكيمًا لتجنب دخول المنطقة في دوامة لا تنتهي من العنف.