مع ارتفاع الدولار عالميًا كيف انعكس ذلك على انخفاض سعر أونصة الذهب؟

أسعار الذهب دائمًا ما تتمتع بجاذبية خاصة لدى المتابعين، سواء كانوا مستثمرين، تجار، أو حتى هواة اقتناء هذا المعدن الفاخر. مؤخرًا، شهدت أسعار الذهب تحولات ملحوظة، لاسيما بعد الاضطرابات المتعلقة بالدولار الأمريكي وتوجهات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، حيث تأثرت بقوة من الأوضاع الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مما أضاف طبقة جديدة من التعقيد في قراءة السوق.

انخفاض الذهب عالميًا واقترابه من مستويات حاسمة

تراجعت أسعار الذهب على المستوى العالمي لتحقق انخفاضًا بنسبة 0.6%، حيث سجلت أونصة الذهب مستوى 3340 دولارًا بعد افتتاحها التداولات عند 3369 دولارًا. يبدو أن الذهب على وشك ختام أسبوع مليء بالخسائر، حيث يُتوقع تراجع أسبوعي بنسبة 2.4%، ويُمثل الإغلاق تحت مستوى 3350 دولارًا عامل ضغط إضافي يدفع الأسعار لمزيد من الانكماش.

التوتر في الشرق الأوسط يلقي بآثاره الثقيلة على الأسواق، حيث يمتنع المستثمرون عن اتخاذ مراكز طويلة أو قصيرة المدى بالذهب، منتظرين المزيد من الاتضاح في الأفق الجيوسياسي. الجدير بالذكر أن القرار المنتظر للإدارة الأمريكية بشأن التدخل أو التهدئة في الصراع الإقليمي قد يغير قواعد اللعبة قريبًا.

أداء الذهب المحلي: التذبذب سمة المشهد

على صعيد السوق المحلي، تميز أداء الذهب بالتذبذب الواضح على الرغم من انخفاض الأسعار عالميًا. الذهب عيار 21، وهو الأكثر تداولًا في مصر، افتتح تداولاته عند 4780 جنيهًا للجرام ليصل لاحقًا إلى مستوى 4785 جنيهًا، بعد تراجعه بالأمس بمقدار 10 جنيهات فقط. المؤشرات المحلية تُظهر سعي الذهب لعبور مستوى 4800 جنيه دون نجاح يذكر حتى الآن.

السؤال الذي قد يتبادر إلى ذهن الكثيرين هو سبب استقرار الذهب المحلي رغم تراجعه عالميًا؟ الإجابة تكمن في قيمة الجنيه المصري أمام الدولار؛ فمع ارتفاع أسعار الصرف، يتلقى سوق الذهب المحلي دعمًا يساعده على التماسك نسبيًا رغم الضغوط العالمية.

العلاقة بين الذهب والدولار الأمريكي

من المعروف أن الذهب يرتبط بعلاقة عكسية مع الدولار الأمريكي، وهذا ما ظهر بوضوح خلال الأسبوع الماضي. الدولار حقق مكاسب جيدة خلال الأيام الأخيرة، مما رفع تكلفة الذهب على حاملي العملات الأخرى وجعل المعدن النفيس أقل جاذبية للشراء. التحركات في السياسة النقدية الأمريكية أيضًا لعبت دورًا هامًا، حيث أبقى الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير، لكن التوقعات بإجراء تخفيضات مستقبلية لم تشكل دعمًا قويًا للذهب.

حتى على مستوى صناديق الاستثمار، فإن التدفقات النقدية لصناديق الذهب المدعومة شهدت ارتفاعات متتالية مؤخرًا، حيث بلغت 21.7 طنًا من الذهب خلال الأسبوع الماضي. ورغم أن هذا يعكس اهتمامًا نسبيًا بالذهب كملاذ آمن، إلا أن قوته لم تكفي لدعم الأسعار بشكل ملحوظ.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

يرجّح خبراء أن الأسعار العالمية قد تستمر في مسارها الهبوطي إذا أغلقت التداولات دون مستوى 3350 دولارًا للأونصة، مما قد يؤدي إلى استهداف منطقة 3330 دولار. هذه المستويات قد تزيد من تطلعات المستثمرين بالعودة للشراء، خاصة إذا ظهرت أي إشارات على تهدئة المخاطر الجيوسياسية.

أما على المستوى المحلي، يبقى الأداء معتمدًا بشكل كبير على حركة الدولار مقابل الجنيه. من المرجح أن يستمر السعر المحلي في نطاق عرضي قريب من مستوى 4800 جنيه، ما لم يحدث تحفيز خارجي جديد يدفع الأسعار إلى التحرك الحاد.

البيانات المحدثة بين الأسواق

إليك مقارنة بين الأداء العالمي والمحلي للذهب لأبرز الفئات:

المؤشر عالمي (أونصة) محلي (عيار 21)
السعر الافتتاحي 3369 دولارًا 4780 جنيهًا
أدنى سعر 3340 دولارًا 4775 جنيهًا
السعر الحالي 3349 دولارًا 4785 جنيهًا
التغير الأسبوعي -2.4% عرضي

تنحي التقلبات المستمرة بالذهب إلى استراتيجيات دفاعية غالبًا من قبل المستثمرين أو المتداولين. يبدو أن وجهة الذهب المقبلة ستظل محورية بالنسبة للأسواق، مما يفتح المجال لتوقعات وتحليلات قادمة مبنية على استجابة الأسعار لتحركات الدولار والعوامل الجيوسياسية المتجددة.