الذهب يواجه خسائر هذا الأسبوع مع انتظار قرار ترامب حول إيران والفائدة

شهدت أسعار الذهب استقرارًا ملحوظًا الجمعة الموافق 20 يونيو/حزيران، لكنها واجهت أسبوعًا هو الأسوأ من حيث الأداء على مدار الشهر الأخير. يأتي هذا عقب تحركات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، التي خففت من حدة التوقعات بخفض معدلات الفائدة. إضافةً إلى ذلك، شهد المشهد العالمي انحسارًا مؤقتًا للمخاوف المتعلقة بهجوم أميركي وشيك على إيران، وهو ما أثر بشكل مباشر في مستويات الطلب والتسعير للذهب عالميًا.

الذهب يتأثر بالأوضاع الجيوسياسية

تراجعت أسعار الذهب إلى أدنى مستوى لها منذ 12 يونيو/حزيران، حيث سجلت المعاملات الفورية 3369.63 دولار للأونصة، بينما انخفضت العقود الأميركية الآجلة بنسبة 0.7% لتصل إلى 3384.50 دولار للأونصة. كان القرار الأميركي المؤجل بشأن تدخلها في النزاع بين إسرائيل وإيران قد منح الأسواق راحة قصيرة الأجل، ما أثر على حركة الأسواق العالمية.

وفي تفسير لتلك الأحداث، قال تاجر المعادن المستقل تاي وونغ: “الذهب استقر لحين وضوح المشهد السياسي، فالرئيس ترامب أرجأ ضربته ضد إيران، مما جعل الضغط يتراجع مؤقتًا عن الأسواق”. وأضاف: “إذا استمر هذا الاستقرار، قد نرى أسعار الذهب تهبط نحو نطاق 3250 دولارًا للأونصة، مع تزايد قوة الدولار”.

سياسات الاحتياطي الفيدرالي وتأثيرها على الذهب

مع إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن إبقاء أسعار الفائدة مستقرة، تراجعت التوقعات بخفض الفائدة خلال هذا العام بالرغم من الإشارات السابقة بخفضها مرتين. يرى محللون أن هذا التحول كان له تأثير مباشر على أسعار الذهب، خصوصًا مع قوة الدولار الأميركي الذي سجل مكاسب هي الأكبر في أكثر من شهر، ما يزيد من تكاليف شراء الذهب للمستثمرين من حملة العملات الأخرى.

وفي سياق متعلق، كرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصريحاته مطالبًا بخفض كبير لمعدلات الفائدة بحوالي 2.5 نقطة مئوية، إلا أن هذا المطلب لم يُترجم إلى سياسات فعلية حتى الآن، مما ساهم في توتر الأسواق. من جهة أخرى، ذكرت مذكرة صادرة عن محللي بنك “إيه.إن.زد”: “تزايد قوة الدولار مع استقرار عوائد السوق أضعف من فرص صعود أسعار الذهب”.

معدلات الفائدة مقابل الأداء الأسبوعي للذهب

أسعار الذهب لم تكن الوحيدة المتأثرة بمعدلات الفائدة وسياسات السوق، حيث انعكس ذلك أيضًا على المعادن النفيسة الأخرى. إليك ملخص الأداء بالنقاط:

• الفضة: تراجعت في المعاملات الفورية بنسبة 1.1% لتسجل 35.98 دولار للأونصة، مع خسارة إجمالية بنسبة 0.9% خلال الأسبوع.
• البلاديوم: انخفض بنسبة 0.2% إلى 1048.61 دولار، لكنه حقق مكاسب أسبوعية بنسبة 2.1%.
• البلاتين: هبط بنسبة 2.6% ليصل إلى 1271.55 دولار، لكنه واصل طريقه للارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي.

إليك مقارنة مباشرة بين أداء المعادن الرئيسية خلال الأسبوع:

من اللافت أن أداء النفط أيضًا كان متقلبًا، حيث اقترب خام برنت من تحقيق مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي رغم انخفاضه اليومي بمقدار دولارين نتيجة التأجيل الأميركي للتدخل في الصراع الإقليمي.

تعكس هذه التطورات كيف ترتبط الأسواق العالمية بشكل وثيق بالأحداث الاقتصادية والسياسية الكبرى، ما يجعل المستثمرين في حالة ترقب دائم للتحركات القادمة. إذا كنت متابعًا لسوق الذهب، فقد يكون من الحكمة مراقبة الأوضاع الجيوسياسية والسياسات النقدية بعناية لاتخاذ قرارات أكثر وعيًا.