الركراكي الساحر الذي يسعى لصناعة التاريخ في لقب الكان القادم

على بُعد أسابيع قليلة من انطلاق كأس أمم إفريقيا 2025 في المغرب، تتجه الأنظار نحو وليد الركراكي، الرجل الذي أعاد بث الروح في الكرة المغربية وخلق تجربة فريدة من نوعها مع المنتخب الوطني “أسود الأطلس”. الأرقام، الأداء، والإنجازات التي حققها خلال السنوات الأخيرة جعلت الجماهير تتساءل: هل ستكون هذه البطولة لحظة التتويج المنتظرة؟

وليد الركراكي: مسيرة نجاح مع المنتخب الوطني

منذ تعيينه مدربًا وطنيًا قبل ثلاث سنوات، سجل وليد الركراكي بصمته بوضوح في تاريخ المنتخب الوطني. لم تتحسن النتائج فقط، بل شهدنا ارتفاعًا لافتًا في الأداء والتصنيف العالمي. ففي تصفيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، قدم المنتخب أداءً هجوميًا مذهلًا بقيادة الركراكي، حيث أحرز 26 هدفًا خلال دور المجموعات، وحقق انتصارات ساحقة مثل الفوز على ليسوتو بنتيجة 7-0. بكل جدارة، تمكن المغرب من تصدر مجموعته بـ18 نقطة محققًا العلامة الكاملة في جميع المباريات.

في الوقت ذاته، عندما انتقل التركيز إلى تصفيات كأس العالم 2026، كان الأداء عاكسًا للثقة والتكتيك المبدع للركراكي. انتصر المنتخب في 5 مباريات من أصل 5، مع تسجيل 14 هدفًا واستقبال شباكه لهدفين فقط، ليؤكد أن المسيرة مستمرة نحو الحضور بشكل قوي في المحافل الكروية العالمية.

إنجاز نصف نهائي كأس العالم: لحظة تاريخية

رحلة الركراكي مع “أسود الأطلس” وصلت إلى قمّتها في كأس العالم قطر 2022، حيث سجل المنتخب إنجازًا غير مسبوق كأول منتخب إفريقي وعربي يصل إلى نصف النهائي. جمع الفريق 7 نقاط في دور المجموعات، محققًا رقمًا قياسيًا جديدًا على مستوى القارة الإفريقية، متفوقًا على جميع المشاركات السابقة لمنتخبات إفريقيا.

الأمر لم يتوقف عند الأداء الجماعي فقط، بل إن هذا الإنجاز أكد أن الركراكي قادر على نقل تجربة اللاعبين إلى مصاف المنتخبات الكبرى. أداء المغرب في تلك البطولة لم يكن مجرد صدفة بل تأكيدًا على العمل الدؤوب والتكتيك المتميز الذي يعمل عليه الركراكي منذ توليه المنصب.

أرقام قياسية وأثر مستدام

الأرقام التي حققها الركراكي على مدار قيادته للمنتخب تثبت أنه واحد من أفضل المدربين الذين مروا على الكرة المغربية. في 37 مباراة قاد فيها المنتخب، حقق 26 فوزًا، ما يعادل نسبة انتصار تبلغ 70%. ليس هذا فقط، بل سجل المنتخب تحت قيادته 74 هدفًا واستقبل 17 هدفًا فقط، بمعدل تهديفي لم يسبق حدوثه في تاريخ المدربين المغاربة.

إلى جانب ذلك، عادل المنتخب الرقم الإفريقي في عدد الانتصارات المتتالية بـ12 فوزًا، وهو رقم كان حكراً على منتخب الجزائر. هذا التميز لم يقتصر على المنتخب الأول، بل امتدت تأثيراته إلى المنتخب الأولمبي، حيث ساهم الركراكي في الفوز بالميدالية البرونزية في أولمبياد باريس، كأول إنجاز مغربي في الرياضات الجماعية على المستوى الأولمبي.

• 12 انتصارًا متتاليًا، ما يعادل الرقم القياسي الإفريقي
• 70% نسبة الانتصار مع المنتخب الوطني
• تسجيل 74 هدفًا في 37 مباراة فقط
• أول منتخب عربي وإفريقي يصل لنصف نهائي كأس العالم

مقارنة بين تصفيات أمم إفريقيا وتصفيات كأس العالم:

تحت قيادة الركراكي، الكرة المغربية تجد نفسها اليوم في قلب المنافسة العالمية، والجماهير تتابع بشغف ما ينتظر منتخبهم في كأس أمم إفريقيا 2025. الرهان هذه المرة يتجاوز الأرقام والإنجازات السابقة، فالحلم الجماهيري يتمثل في رفع الكأس وتجسيد تألق طويل الأمد على أرض الواقع. والركراكي يبدو كأنه الشخص المناسب لهذه المهمة، وهو مصمم على جعل الحلم حقيقة.