الأمطار الغزيرة تخفض أسعار عقود الذرة مع توقع زيادة المحاصيل

شهدت أسعار الذرة انخفاضًا ملحوظًا خلال تداولات الجمعة في بورصة شيكاغو، بالتزامن مع هطول أمطار غزيرة ضربت مناطق إنتاج الحبوب بالولايات المتحدة، الأمر الذي زاد من التفاؤل بشأن تحسن المحاصيل خلال الموسم الحالي. وفي ظل ذلك، كشفت البيانات الأخيرة لوزارة الزراعة الأميركية أن صادرات الذرة والصويا شهدت تحسنًا ملحوظًا، مدفوعة بطلب قوي من دول مثل المكسيك واليابان.

تحسن صادرات الذرة والصويا يدعم الانتعاش

تظهر الأرقام كيف نجحت صادرات الذرة القديمة والجديدة في كشف انتعاش القطاع. بلغت صادرات الذرة القديمة نحو 903,800 طن بارتفاع 14% مقارنة بالأسبوع السابق رغم أنها ظلت أقل بـ6% من متوسط الأسابيع الأربعة الأخيرة. اليابان والمكسيك كانتا في طليعة المشترين، حيث استحوذت اليابان وحدها على 366,200 طن، بينما استوردت المكسيك 209,000 طن. بالمقابل، أُلغيت بعض الصفقات من جهات مجهولة بحجم 290,400 طن.

أما الذرة الجديدة (2025/2026)، فقد سجلت مبيعات جيدة بلغت 155,000 طن، كان النصيب الأكبر منها لجهات مجهولة التي طلبت 65,000 طن، بالإضافة إلى المكسيك التي طلبت نحو 62,400 طن. وعلى الجانب الآخر، لم يكن أداء صادرات الصويا أقل أهمية، إذ ارتفع إجمالي مبيعاتها إلى نحو 539,500 طن، وهو أداء قوي مقارنة بالأسابيع السابقة، حيث جاءت ألمانيا والمكسيك كأبرز المشترين.

القمح في المقدمة رغم المنافسة

شهدت صادرات القمح انتعاشًا هي الأخرى، حيث بلغت مبيعاته 427,200 طن، وهو ما يمثل زيادة ملحوظة مقارنة بالأسبوع السابق. وتنوعت وجهات التصدير الرئيسية ما بين تايوان والفلبين، حيث بلغ حجم مبيعاتهما المشتركة 185,100 طن. ورغم ذلك، طُرحت تساؤلات حول إلغاء صفقات بحجم 85,500 طن قادمة من جهات غير معروفة، إلا أن هذا لم يؤثر بشدة على إجمالي الأداء الإيجابي.

وتبيّن مقارنة بين موسمي التسويق الحالي والماضي أن مبيعات القمح تسير في اتجاه صعودي، حيث بلغت الصادرات التراكمية لموسم 2025/2026 نحو 232.8 مليون بوشل مقارنة بـ199.4 مليون بوشل في الموسم الماضي.

أداء متباين لمنتجات الصويا والزيت

بينما شهد القمح والصويا والذرة تحسنًا، جاءت نتائج منتجات الصويا، خصوصًا كسب الصويا، أقل من التوقعات. انخفاض المبيعات إلى 160,300 طن مثّل تراجعًا بنسبة 25% عن الأسبوع السابق، مع تباطؤ الطلب من قبل الأسواق التقليدية. ورغم ذلك، بعض الدول مثل فنزويلا استمرت في طلب الحصص، حيث بلغت مشترياتها 37,300 طن.

أما زيت الصويا، فقد عانى من انخفاض صافي المبيعات بمقدار 1,500 طن، مما يشير إلى تأثير الإلغاءات على الأداء العام. وفي هذا السياق، بلغت الصادرات التراكمية للعام نحو 1,051,900 طن، مقارنة بـ182,800 طن فقط في نفس الفترة من العام الماضي، ما يعكس ديناميكيات تختلف عن الأعوام السابقة.

عوامل ذات تأثير مباشر على الطلب

يتأثر الأداء التصديري للسلع الزراعية بمجموعة من العوامل الحاسمة التي لا يمكن تجاهلها. إليك أبرز ما يمكن أن يلعب دورًا:

  • قيمة الدولار: قوة الدولار تجعل المنتجات الأميركية أقل تنافسية بالسوق العالمية.
  • الاتجاهات الموسمية: تؤثر أوقات الحصاد والطقس على الكميات المتاحة للتصدير.
  • التطورات الجيوسياسية: أي أزمة سياسية أو اقتصادية قد تعيد تشكيل سلاسل الإمداد.

موسم التسويق: تواريخ البداية وأهميته

كل سلعة زراعية لها موسم تسويقي خاص بها، وذلك لضمان تنظيم الطلب والتصدير خلال العام. الجدول التالي يوضح بداية مواسم التسويق لبعض السلع:

السلعة بداية موسم التسويق
القطن والأرز 1 أغسطس
الذرة والصويا والسورغوم 1 سبتمبر
منتجات الصويا 1 أكتوبر
القمح 1 يونيو

تظل هذه التواريخ محددًا رئيسيًا في مراقبة ديناميات السوق وفهم الطلب العالمي على تلك السلع.

مع توالي تحديثات السوق، يترقب الجميع تقرير وزارة الزراعة الأميركية المنتظر في يوليو، حيث سيلقي الضوء على تطورات العرض والطلب وكيف يمكن للتغيرات المناخية والاقتصادية أن تشكل صورة الموسم القادم. الأرقام حتى الآن مشجعة، لكن الأسواق الزراعية غالبًا ما تخبئ مفاجآت جديدة.