فيفا تحمي لاعبي كرة القدم بحجب 10 ملايين تعليق مسيء

محاربة خطاب الكراهية في عالم كرة القدم تُعد خطوة شجاعة ومهمة للغاية، خاصة في ظل الاهتمام الكبير الذي تحظى به هذه الرياضة على مستوى العالم. الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اتخذ مؤخرًا خطوة نوعية تهدف إلى حماية اللاعبين والمدربين وكل من يرتبط برياضة كرة القدم من الإساءات الرقمية، حيث أعلنت فيفا عن حجب أكثر من 10 ملايين تعليق مسيء على مواقع التواصل الاجتماعي باستخدام مبادرات متقدمة واستراتيجيات ذكية.

استخدام الذكاء الاصطناعي في مكافحة الإساءات الرقمية

أحد السبل الرائدة التي طرحتها فيفا لمكافحة خطاب الكراهية هو توظيف الذكاء الاصطناعي لرصد المحتوى المسيء بشكل فوري وحجبه قبل أن يصل إلى المستهدفين. بداية هذه التقنية كانت في بطولة كأس العالم “قطر 2022″، حيث استفادت فيفا من التقنيات المتطورة لمراقبة وتحليل 33 مليون منشور وتعليق عبر الآلاف من الحسابات على الشبكات الاجتماعية. هذا النظام الذكي تعلّم التعرف على الكلمات والعبارات المسيئة بمجرد نشرها، ليبدأ بالحظر الفوري، ويعكس هذا خطوة متقدمة جدًا في حماية اللاعبين من الأذى النفسي الذي تفرضه الإساءات الرقمية.

اللافت أيضاً في التقرير أن البطلات الرياضيات يتعرضن للإساءة الإلكترونية بشكل أكبر مقارنة بزملائهن الرجال، وهو ما يسلط الضوء على حساسية هذه الفئة وأهمية الدعم الذي توفره التقنيات الحديثة في ضمان بيئة رياضية آمنة.

التوسع في خدمة “الحماية المجتمعية”

لم يقتصر عمل فيفا على بطولات محددة، فخدمة الحماية المجتمعية التي أطلقتها عام 2022 تغطي نطاقاً واسعاً من الفعاليات الكروية. حيث امتدت هذه الخدمة لتشمل 23 بطولة دولية مختلفة، مثل مباريات تصفيات كأس العالم 2026 والمباريات الودية وبطولات الأندية. بالإضافة لذلك، تمت مراقبة أكثر من 2,000 حساب شخصي على منصات التواصل الاجتماعي خاصة باللاعبين والمدربين والمسؤولين ضمن هذا البرنامج.

هذا التوسع لا يهدف فقط إلى حماية الأفراد، بل يرسّخ روح المسؤولية الرقمية في المجال الرياضي، كما يضمن ألا تتحول الرياضة التي تجمع الجماهير حول العالم إلى ساحة لبث الكراهية ومهاجمة الآخرين.

بطولة كأس العالم للأندية وأهمية الحماية الرقمية

بطولة كأس العالم للأندية التي تُقام حاليًا في الولايات المتحدة بمعية 32 فريقًا تُبرز مدى جدية فيفا في الحفاظ على بيئة نظيفة خالية من العنف اللفظي والإساءات الرقمية. المشاركون في هذه البطولة، سواء لاعبون أو مدربون، يتمتعون بحماية مباشرة من التعليقات السلبية التي قد تؤثر على أدائهم الذهني والنفسي. من خلال تحليل التعليقات الضارة وحجبها في الوقت الحقيقي، يتمكن هؤلاء الرياضيون من التركيز بشكل كامل على ما يحبونه: كرة القدم.

إحصائيات تبين جهود فيفا

هنا جدول يوضح أهم الأرقام التي تعكس التزام فيفا بمكافحة خطاب الكراهية:

النشاط الإحصائيات
عدد التعليقات المحللة 33 مليون
عدد التعليقات المحذوفة 10 ملايين
عدد الحسابات المراقبة 15,302 حساب
عدد البطولات المغطاة 23 بطولة

هذه الأرقام ليست مجرد معلومات عابرة، بل دليل على تحول كبير في كيفية تعامل الرياضة مع التحديات الرقمية التي تواجهها، وحماية الملايين من التأثيرات السلبية لهذا المحتوى السام.

  • تحليل المنشورات على نطاق واسع
  • استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز الحماية
  • التوسع في تحقيق بيئة رقمية نظيفة
  • دعم الفئات الأكثر عرضة للإساءات مثل اللاعبات

التكنولوجيا والتوجه الرقمي الداعم الذي تعتمده فيفا قد يُشكل نموذجًا يُحتذى به في مجالات رياضية أخرى، فهذا التوجه لا يخلق بيئة كروية أفضل فحسب، بل يعزز الثقة بأن التكنولوجيا الحديثة يمكن أن تقود إلى مستقبل أكثر إنسانية ومساواة.