الذهب يواجه خسائر أسبوعية بسبب قوة الدولار وضعف توقعات خفض الفائدة

تراجعت أسعار الذهب اليوم الجمعة، ما دفع البعض للتساؤل حول أسباب هذا الانخفاض ومدى تأثيره على السوق المالية. من الأسباب البارزة خلف هذا التراجع قوة الدولار وتغير النظرة تجاه قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن تخفيض الفائدة، ما يجعل الذهب الوجهة الأقل جذبًا نسبيًا للمستثمرين. رغم أن تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط يعد من الدوافع التقليدية التي تدعم أسعار الذهب، لم يكن تأثيره هذه المرة كافيًا لتعويض الخسارة.

أسعار الذهب تنخفض بفعل قوة الدولار

شهدت أسعار الذهب اليوم انخفاضًا ملحوظًا في المعاملات الفورية بنسبة 0.8% حيث بلغت 2333.99 دولارًا للأوقية، ما يمثل هبوطًا بأكثر من 2.5% منذ بداية الأسبوع. أما العقود الآجلة للذهب فقد تراجعت بنسبة 1.4% لتصل إلى 2361.80 دولارًا للأونصة. السبب في هذا الهبوط يميل بشكل رئيسي إلى ارتفاع قيمة الدولار الذي يجعل شراء الذهب أعلى تكلفة للمستثمرين من خارج السوق الأميركية، وهو ما يقلل من الإقبال على المعدن الأصفر.

بالتزامن مع ذلك، يسجل الدولار مكاسب هي الأكبر خلال أكثر من شهر، مما يضغط بشكل أكبر على التعاملات في أسواق الذهب ويؤكد تنامي الطلب على العملة الأميركية كملاذ آمن بديل.

التوترات الجيوسياسية ما بين التأثير والمقاومة

رغم أن تصاعد التوترات الجيوسياسية، خصوصًا في الشرق الأوسط، يُعتبر عادة من العوامل التي تدفع أسعار الذهب للارتفاع، إلا أن قوة الدولار وسط استقرار اقتصادي نسبي في الولايات المتحدة خفض تأثير هذه المخاطر في هذه المرحلة. تصريح الرئيس الأميركي حول احتمال تدخل أميركا في النزاع بين إسرائيل وإيران خلال الأسبوعين المقبلين أثار قلق الأسواق، لكنه لم يكن كافيًا لدفع الذهب للانتعاش كما هو متوقع.

بالإضافة لذلك، تصريحات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بعدم خفض الفائدة الأن والتحفظ على مرات التخفيض المستقبلية زادت من القيود على حركة الذهب، حيث يرى المحللون أن هذه القرارات تدفع السوق للاندماج مع مبدأ أن تقوية الاقتصاد الأميركي تأخذ الأولوية الآن.

ما تأثير قرارات الاحتياطي الفيدرالي على الذهب؟

يبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على معدلات الفائدة دون تغيير، مما شكل توقعات أقل تفاؤلاً بشأن تخفيضات قادمة هذا العام، إذ تقرر الإبقاء على احتمال خفضين فقط بمقدار ربع نقطة مئوية لكل منهما. بعض المحللين يشيرون إلى ابتعاد الذهب عن دوره التقليدي كأداة تحوط ضد التضخم، خاصة مع استقرار عوائد السندات واتجاه الأسواق المالية نحو تعزيز ثقتها في قوة الدولار.

وفي مذكرة أشار بنك “إيه.إن.زد” إلى أن التحسن في اقتصادات كبرى مثل الاقتصاد الأميركي جعل الأسواق تحجم عن الذهب، إذ ساهم ذلك في تغيير أولويات المستثمرين نحو الحذر والتركيز على الأصول ذات العوائد المرتفعة بدلاً من اللجوء إلى الذهب كمخزن للقيمة.

الأرقام الرئيسية وتوضيحات بخصوص السوق

لإلقاء نظرة أوضح على الأرقام والعوامل المؤثرة في السوق، يمكنك الاطلاع على الجدول التالي:

المؤشرالقيمة
سعر الذهب الفوري2333.99 دولارًا للأوقية
الانخفاض الأسبوعي2.5%
سعر العقود الآجلة2361.80 دولارًا للأونصة

نصائح للمستثمرين في ظل التقلبات

إذا كنت من المستثمرين أو تخطط للدخول في سوق الذهب، فإليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في اتخاذ قرارات أفضل:

  • راقب باستمرار تحركات الدولار، حيث يشكل العامل الأساسي في التأثير على أسعار الذهب خلال هذه الفترات.
  • اهتم بالتوترات الجيوسياسية، فرغم ضعف تأثيرها الحالي، قد تكون من العوامل المؤثرة لاحقًا.
  • تابع قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وما إذا كانت هناك تحديثات بخصوص نسب الفائدة المستقبلية.
  • قم بإدارة محفظتك الاستثمارية بحذر وتجنب الاعتماد الكامل على الذهب كملاذ آمن.
  • استشر خبراء السوق للحصول على توصيات مبنية على بيانات وتحليلات دقيقة.

تبني قرارات استثمارية ذكية يتطلب متابعة مستمرة للسوق ودراسة الخيارات بهدوء. تعلّم كيف توائم بين المخاطر والعوائد لتكون دائمًا مستعدًا لأي تغيرات مفاجئة قد تؤثر على الإستراتيجية الخاصة بك.