تراجع الدولار أمام الجنيه الإسترليني واليورو بسبب أزمة الشرق الأوسط

يشهد الدولار تقلبات ملفتة في الأيام الأخيرة، حيث تراجع أمام كل من الجنيه الإسترليني واليورو يوم الجمعة، وسط أجواء متوترة تعكس حالة من الضبابية بشأن الصراع الدائر في الشرق الأوسط. وبالرغم من ذلك، يحتفظ الدولار بفرصة لحصد أكبر مكاسب أسبوعية له منذ أكثر من شهر، حيث دفعت الأوضاع الغامضة المستثمرين نحو الملاذات الآمنة التقليدية، مما أضاف مزيدًا من الإثارة إلى الأسواق المالية.

مؤشر الدولار يواصل الارتفاع رغم التقلبات

يواصل مؤشر الدولار، الذي يُقاس مقابل العملات الرئيسية الست الأخرى كالفرنك السويسري والين الياباني، أداءه المميز هذا الأسبوع، حيث اقترب من تسجيل مكاسب أسبوعية بنسبة 0.6%، وهو ما يعزز مكانة العملة الأمريكية. تعود هذه المكاسب إلى التوترات الجيوسياسية وأيضًا بسبب تصريحات الأسواق التي أثارت التساؤلات حول مدى تأثر الدولار بالصراعات الراهنة.
من جهة أخرى، ارتفع اليورو بنسبة طفيفة بلغت 0.15% ليصل إلى 1.1517 دولار، مدعومًا بانخفاض أسعار خام برنت الذي خسر أكثر من 2% ليصل إلى نحو 77 دولارًا للبرميل، بينما كان للين الياباني نصيب من التراجع بنسبة 0.23% ليستقر عند مستوى 145.8 دولار.

الصراع في الشرق الأوسط وأثره على الأسواق

تشهد منطقة الشرق الأوسط تصاعدًا مقلقًا في التوترات بين إيران وإسرائيل، إذ أثرت هذه التطورات على حالة الأسواق، مع قلق المشاركين من احتمالات تدخل الولايات المتحدة. وصرح البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي سينظر في إمكانية التدخل العسكري خلال أسبوعين. هذه التصريحات أسهمت في كبح المخاوف بشأن ضربة أمريكية وشيكة، ولكنها أبقت المستثمرين في حالة من الحذر بما يكفي لتجنب المخاطرة.

أما على الطرف الآخر، رفضت إيران التنازل أو خوض مفاوضات بشأن برنامجها النووي تحت الضغط، حيث ركزت الجهود الأوروبية على محاولة إعادة الأمور إلى طاولة المفاوضات. وفي ضوء التداعيات الاقتصادية للصراع، ازداد الترقب بشأن أي خطوات قد تتخذها البنوك المركزية للتعامل مع تداعيات التضخم المتزايد، خاصة في ظل ارتفاع أسعار النفط مجددًا ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة هذا العام.

قرارات البنوك المركزية وديناميكيات الأسواق

لعبت البنوك المركزية دورًا محوريًا هذا الأسبوع، حيث أثرت قرارات السياسات النقدية على تحركات الأسواق. على سبيل المثال، فوجئ المستثمرون بخفض بنك النرويج سعر الفائدة بشكل غير متوقع بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما أدى إلى تراجع الكرونة النرويجية بأكثر من 1% مقابل الدولار.
من جهتها، حافظت الصين على أسعار الفائدة المرجعية للإقراض دون تغيير، مما أدى إلى استقرار عملتها اليوان حول مستوى 7.1750.

وفيما يلي جدول يوضح أداء بعض العملات الرئيسية مقابل الدولار خلال الأسبوع:

أما الاقتصاد الأمريكي، فقد وجد الدعم من بنك الاحتياطي الفيدرالي الذي حذر من تضخم محتمل رغم تمسكه بخفض أسعار الفائدة مرتين أخرى هذا العام، مما يعكس ميلًا متشددًا عزز قوة الدولار.

• أسعار النفط المتذبذبة ما تزال تؤثر على العملات المرتبطة بالطاقة.
• المناخ السياسي في الشرق الأوسط يلقي بظلاله على القرارات الاستثمارية.
• استعداد الأسواق لأي تطورات مفاجئة قد تؤثر على حركة العملات.

الأسواق تظل متأهبة لتطورات جديدة خلال الفترة المقبلة، مع ترقب لما ستؤول إليه المفاوضات بشأن الصراعات الجيوسياسية وحذر المستثمرين من تأثيرات طويلة الأمد. يبقى السؤال: إلى متى ستستمر الأسواق في تمسكها بالحذر؟