قصة النشامى وتحقيق الحلم نحو المونديال بعد انتظار أربعة عقود

الشارع الأردني يعيش اليوم أجواء لا يمكن وصفها، والاحتفالات تملأ الأرجاء بعد التأهل التاريخي لمنتخب النشامى لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم، وهو تأهل تحقق بعد محاولات دامت أربعين عامًا. هذه اللحظة الفارقة لم تأتِ عبثًا، بل كانت ثمرة جهودٍ جبّارة ومسيرة متعبة مرّ خلالها المنتخب بمراحل مليئة بالتحديات والإصرار.

رحلة منتخب النشامى في تصفيات كأس العالم

مع بداية المشاركة في التصفيات من الدور الثاني، أظهر منتخب النشامى أداءً مميزًا، واستطاع أن ينتزع صدارة المجموعة السابعة متفوقًا على المنتخب السعودي عبر فارق الأهداف، حيث جمع 13 نقطة بعد الفوز في المباريات الحاسمة ضد طاجيكستان والسعودية. وكان هذا الإنجاز كافيًا ليرسل المنتخب نحو الدور الثالث الحاسم، حيث خاض منافسة قوية ضمن مجموعة ضمت فرقًا آسيوية بارزة مثل كوريا الجنوبية والعراق.

في هذا الدور، لعب المنتخب الأردني 10 مباريات، استطاع الفوز في أربع مباريات وتعادل في مثلها، بينما فقد نقاط مواجهتين أمام كوريا الجنوبية والعراق. بفضل هذا الأداء الصلب والروح القتالية، حصل على بطاقة التأهل الثانية عن المجموعة، مسجلاً 16 هدفًا ومستقبلًا ثمانية، وبرز الثنائي يزن النعيمات وعلي علوان كهدافين للفريق.

الدعم الملكي ودوره في النجاح

التأهل التاريخي لم يكن ليحدث لولا وجود الدعم الكبير من جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، حيث كانا حاضرين بقوة في كافة مراحل المشوار. ولم يقتصر الدعم على الحضور بالملاعب بل شمل تواصلًا مباشرًا مع اللاعبين ومساندتهم معنويًا، مما أعطاهم الثقة والحافز لتقديم أفضل ما لديهم على المستطيل الأخضر.

وكان لهذا الدعم الملكي أثر كبير على الأجواء العامة للمنتخب، حيث شعر اللاعبون أن لديهم مسؤولية عظيمة تجاه الشعب الأردني، واستطاعوا البقاء موحدين وسط التحديات، التي تضمنت إصاباتٍ للاعبين الأساسيين.

دور الجهازين الفني والإداري في تحقيق الحلم

بفضل اتحاد كرة القدم بقيادة الأمير علي بن الحسين والمدير الفني المغربي جمال سلامي، نجح منتخب النشامى في بناء هوية واضحة للفريق. اعتمد سلامي على تنظيم دفاعي محكم وتحولات هجومية سريعة تقودها أسماء بارزة مثل موسى التعمري ويزن النعيمات. كما حرص الجهاز الإداري عبر معسكرات مكثفة، سواء في الداخل أو الخارج، على تجهيز اللاعبين نفسياً وبدنياً لخوض مباريات التصفيات بأعلى مستوى.

العمل الجماعي كان عنوان المرحلة، فبين الجهاز الفني المتمرس والجهاز الطبي الذي ساهم في استعادة اللاعبين المصابين بسرعة، شعر الجميع أنهم عائلة واحدة، مما انعكس على الأداء داخل الملعب وخارجه.

إنجاز يضع الكرة الأردنية على الخارطة العالمية

التأهل إلى كأس العالم لم يكن مجرد انتصار رياضي بل رسالة للعالم بأن الكرة الأردنية بدأت تتخذ مكانًا بين الكبار. وسائل الإعلام العالمية والإقليمية أشادت بالمنتخب الأردني وإنجازه، حيث سلطت الضوء على تقدمه الكبير خلال السنوات الماضية.

• إشادات عالمية: وسائل الإعلام الدولية سلطت الضوء على التنظيم المميز للمنتخب وأدائه القوي.
• إشادات عربية: الإعلام العربي أثنى على قدرة المنتخب في التحدي وتحقيق هذا الحلم.
• زيادة الوعي الرياضي: فتح الباب أمام الأجيال القادمة لإدراك أهمية الالتزام وتقديم الأداء بطموح.

فيما يلي جدول يوضح رحلة المنتخب الوطني في المرحلتين الثانية والثالثة من التصفيات:

ما تحقق ليس مجرد تأهل بقدر ما هو انتصار لكل من آمن بحلم كرة القدم الأردنية. الفخر الآن يتردد في كل ركنٍ والمهمة المنتظرة في كأس العالم تحمل معها مستقبلًا مشرقًا، يشع بالأمل والإرادة لكل رياضي يطمح لتحقيق الأحلام. الجميع اليوم يتطلع لما هو قادم، فالمشوار يبدأ من حيث ينتهي النجاح!