ترامب يشترط تحقيق ثلاث نقاط أساسية قبل قرار ضرب إيران

يبدو أن الأجواء السياسية بين الولايات المتحدة وإيران مؤخرًا قد شهدت توترًا كبيرًا، مع ظهور أخبار تفيد بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان يدرس بعناية قرار التدخل العسكري ضد إيران، خاصة فيما يتعلق بتدمير برنامجها النووي. لكن قبل المضي قدمًا في أي خطوة، يبدو أن ترامب كان يضع شروطًا صارمة لضمان نجاح القرار وتحقيق أهداف استراتيجية دقيقة.

ترامب والضربة العسكرية لإيران: 3 أمور ضرورية

تصريحات صحفية نُقلت عن مسؤولين أميركيين أكدت أن هناك 3 عوامل رئيسية كانت تُدير تفكير ترامب حيال ضرب إيران. أولا، كان لديه رغبة في التأكد تمامًا من أن العملية العسكرية ستكون “ضرورية حقًا”، وهو ما يعني عدم الإقدام على أي تصعيد غير محسوب دونما وجود أسباب مبررة وواضحة. بعبارة أخرى، كان يسعى لتجنب الدخول في مغامرة عسكرية عبثية.

ثانيًا، كان ترامب يدرك أهمية عدم التسبب في جرّ الولايات المتحدة إلى صراعات طويلة الأمد في الشرق الأوسط. هذه النقطة على وجه الخصوص ترتبط بمبدأ أساسي دافع عنه ترامب في سياسته الخارجية، وهو تقليل التورط الأميركي في نزاعات قد تكلف بلاده مليارات الدولارات وتعمّق الانقسامات الداخلية.

وأخيرًا، كان الرئيس الأميركي يضع نصب عينيه تحقيق هدف استراتيجي أكبر إذا ما تمت الضربة، وهو تدمير البرنامج النووي الإيراني. بدا واضحًا أن الهدف الأساسي للضربة لا يقتصر على توجيه رسالة سياسية فقط، بل التأكد من تحجيم القدرات النووية لإيران بشكل فعّال ودون ترك هامش لإعادة البناء السريع.

اجتماعات مكثفة لفريق الأمن القومي

في إطار تجهيز القرار النهائي، عقد ترامب سلسلة من الاجتماعات مع فريقه للأمن القومي في “غرفة العمليات”، كان آخرها الاجتماع الثالث خلال ثلاثة أيام متتالية. هذه الاجتماعات المكثفة عكست مدى حساسية الخطوة التي كان يدرسها، ومدى التأني المطلوب لاتخاذ قرار كهذا. وبحسب موقع “أكسيوس”، حملت تلك اللقاءات نقاشات معمّقة حول السيناريوهات الممكنة، وتأثيرات تلك الضربة المحتملة سواء على الساحة الدولية أو على أمن الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة.

القضية هنا ليست فقط إيران أو إسرائيل، بل تأثير أي قرار كهذا على تحالفات الولايات المتحدة. كما يتضح، كانت هناك دراسة متأنية لتبعاته، سواء الإيجابية أو السلبية، وهو الأمر الذي دفع ترامب إلى التفكير مليًا قبل اتخاذ موقف نهائي.

ردود فعل إسرائيل والترقب الدولي

في سياق متصل، جاء على لسان أحد المسؤولين الإسرائيليين تصريحات تشير إلى أن إسرائيل “تنتظر بشغف” القرار الأميركي، خصوصًا مع ترقب انضمام الولايات المتحدة إلى العمليات العسكرية ضد إيران. المعلومات تشير إلى أن الجميع كان ينتظر مصير الخطوة الأميركية خلال 24 إلى 48 ساعة، وهو ما يوضح السرعة التي كانت خطة إسرائيل تعمل بها، والتي تتماشى مع الاستراتيجية الأميركية في هذه المرحلة.

الحديث حول أن مشاركة واشنطن باتت أمرًا وشيكًا غذّى التوتر في المنطقة، ودفع الدول إلى التساؤل حول مدى تأثير هذا التحرك على الاستقرار الإقليمي. بطبيعة الحال، كان الإسرائيليون متحمسين للغاية، خاصة مع تطلعاتهم إلى وجود دعم أميركي قوي يضمن نجاح أي عملية واسعة النطاق.

مقارنة بين خيارات الضربة والتهدئة

واستنادًا إلى التطورات والتحليلات السياسية، يمكن تقسيم الخيارات المطروحة أمام إدارة ترامب على النحو التالي:

الخيار الإيجابيات السلبيات
تنفيذ ضربة عسكرية – تحجيم قدرات إيران النووية
– إرضاء الحلفاء الإقليميين
– احتمال الدخول في حرب طويلة
– ردود فعل دولية غاضبة
اتباع نهج دبلوماسي – الحفاظ على الاستقرار الإقليمي
– تعزيز المفاوضات المستقبلية
– استمرار تقدم إيران نوويًا دون قيود
– فقدان ثقة الحلفاء مثل إسرائيل

هذه الخيارات تُظهر الضغوط التي واجهها ترامب لتحديد القرار الأنسب، فكل مسار يحمل مشاكله وفرصه.

انعكاسات المفاوضات وحسابات السياسة

من تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، بدا واضحًا أن ترامب لم يغلق الباب أمام المفاوضات كاحتمال وارد. فقد أشارت إلى وجود “فرصة حيوية” للتفاوض مع إيران، وهو تصريح قد يعبّر عن نوايا إدارة ترامب لتحقيق مكاسب سياسية ودبلوماسية دون الحاجة إلى التصعيد العسكري. هنا، يتجلى الأسلوب المميز لترامب في دفع الأطراف إلى الطاولة، مستخدمًا التهديد بالقوة كورقة ضغط قوية.

ويبقى التساؤل الكبير في هذه المسألة: هل كان ترامب يخطط لإعادة صياغة قواعد اللعبة في المنطقة بقرار استراتيجي محكم، أم أن الحالة السياسية كلها مجرد خطوات لتأجيل المواجهة؟