مسؤول إيراني سابق يحذر الهجوم الإسرائيلي قد يقود طهران لصناعة قنبلة نووية

في تصريحات تثير الكثير من التساؤلات والغموض حول مستقبل التوترات الإقليمية، أوضح سيد حسين موسويان، وهو مفاوض سابق في الملف النووي الإيراني، أن الوضع الحالي قد يدفع بلاده لاتخاذ خطوات غير مسبوقة. ورغم تأكيد إيران بشكل متكرر على أنها لم تكن تسعى لتطوير قنبلة نووية، فإن موسويان حذر من أن الهجوم العسكري الإسرائيلي، إذا وقع، قد يُغيِّر من موقف القيادة الإيرانية بشكل جذري ويؤدي إلى إنتاج قنبلة نووية، وهو الأمر الذي قد يعيد تشكيل المنطقة بالكامل.

تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل وتأثيره على الملف النووي

التوتر بين إيران وإسرائيل ليس جديدًا، لكن الأحداث الأخيرة جعلت الأمور أكثر سخونة. أشار موسويان إلى أن إيران كانت قد أبدت شفافية كبيرة بشأن برنامجها النووي من خلال تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ فتحت منشآتها للتفتيش وأكدت مرارًا أن برنامجها لأغراض سلمية. لكن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي عام 2015، الذي كان يهدف إلى تقليص نشاط طهران النووي، إلى جانب الهجمات الإسرائيلية المتكررة، جعل الوضع أكثر تعقيدًا وأجج رغبة إيران في امتلاك وسيلة ردع قوية.

تصريحات موسويان تشير إلى أن فكرة امتلاك قنبلة نووية أصبحت ترتبط بشكل كبير بمفهوم الردع، حيث ذكر أن “الحرب على إيران لن تجعلها تتخلى عن برنامجها النووي”، مما يعني أن الدبلوماسية لا تزال خيارًا أكثر حكمة من المواجهة العسكرية المباشرة.

هل ستغير الهجمات الإسرائيلية مواقف إيران النووية؟

الهجمات الإسرائيلية على موارد إيران الرئيسية لم تأتِ فقط كضربة مادية، بل حملت أيضًا أبعادًا نفسية وسياسية خطيرة. وفقًا لموسويان، فإن مثل هذه العمليات تجعل القيادة الإيرانية تفكر مليًا في حماية نفسها من خلال امتلاك قدرات نووية تمكنها من مواجهة أي تهديدات مستقبلية. ورغم ذلك، فإن إيران أعلنت أنها ليست في صدد تطوير قنبلة نووية في الوقت الحالي، لكنها تركت الباب مواربًا إذا استمر الضغط والتصعيد.

لتوضيح التأثير المحتمل على مواقف إيران النووية بشكل أوضح، يمكن تقديم الجدول التالي:

الحالة الموقف الإيراني المحتمل التداعيات الإقليمية
هجوم عسكري إسرائيلي البدء بتطوير قنبلة نووية تصاعد التوتر في الشرق الأوسط
عودة الدبلوماسية والمفاوضات الالتزام بالشفافية النووية استقرار الوضع الإقليمي

لماذا تحتاج المنطقة إلى الدبلوماسية بدل الحرب؟

بحثًا عن حلول سلمية، يرى الكثير من المحللين والسياسيين، بما فيهم موسويان، أن الدبلوماسية هي الخيار الأكثر منطقية. التوتر بين إيران وإسرائيل قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة بأكملها، خاصة أن النزاعات في الشرق الأوسط أثبتت مرارًا أنها تمتد لتشمل دولًا عدة.

لمن يتساءل لماذا يُعد الرجوع لطاولة المفاوضات الطريق الأنسب، يمكن تلخيص ذلك في النقاط التالية:

  • الحرب قد تؤدي إلى تصعيد أكبر وموجة عدم استقرار طويلة الأمد.
  • الدبلوماسية قد تضمن التزام إيران بتعهداتها وفق الاتفاقيات الدولية.
  • تعزز الدبلوماسية فرص التعاون الاقتصادي والسياسي بين الدول الإقليمية.
  • تجنب خسائر مادية وبشرية كبيرة بسبب النزاعات المحتملة.

تصريحات موسويان تلفت النظر إلى ضرورة تعديل الاستراتيجيات الدولية لتجنب أي صراع قد تترتب عليه نتائج كارثية. الخيارات واضحة، إما تعزيز الدبلوماسية وبناء جسور الحوار أو مواجهة العواقب التي قد تغير مسار المنطقة بالكامل. المفاوضات وحدها يمكن أن تمنح أملاً جديدًا للحفاظ على توازن القوى والاستقرار في الشرق الأوسط.