صدمة.. توقعات الفيفا تصطدم بإقبال جماهيري ضعيف في مونديال الأندية

تعيش بطولة كأس العالم للأندية بنسختها الأولى في الولايات المتحدة تحديات ليست بالهينة، بعد أن شهدت الجولة الأولى من المباريات حضورا جماهيريا ضعيفا مقارنة بالتوقعات الطموحة التي وضعها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”. ربما كان الهدف الأساسي من هذه النسخة الموسعة محاكاة الأجواء المرتقبة لمونديال 2026، الذي ستستضيفه أمريكا بالتعاون مع كندا والمكسيك، لكن النتائج على الأرض تبدو مختلفة بشكل كبير.

إقبال جماهيري أقل من المتوقع في كأس العالم للأندية

بحسب تقارير صادرة عن “بي بي سي”، فإن الجولة الافتتاحية للبطولة شهدت ضعفًا في نسبة الحضور، مع بقاء ما يجاوز 400 ألف مقعد شاغر. وسط إجمالي 16 مباراة أقيمت عبر تسع ملاعب مختلفة، سجلت نسبة الإشغال العامة حوالي 56.8% فقط، حيث حضر أكثر من نصف مليون مشجع في ملاعب كانت تقدر سعتها بنحو مليون متفرج. الغريب أن نصف هذه المباريات شهد حضورا أقل من 50% من السعة الكلية للملاعب، وهو أمر مثير للتساؤل حول السبب الحقيقي وراء هذا العزوف.

بعض المباريات كانت حاضرة في سجلات الأرقام المخيبة، مثل لقاء “ماميلودي صن داونز” الجنوب إفريقي و”أولسان الكوري الجنوبي”، إذ حضر فقط 3412 مشجعا في ملعب إنتر بفلوريدا، أي بنسبة إشغال لا تتعدى 13.6%. المباراة بين “ريفر بليت” و”أوراوا ريد دايموندز” وصلت نسبة الامتلاء فيها لـ 17% فقط، في حين أن لقاء “تشيلسي” و”لوس أنجلوس إف سي” سجل نسبة حضور 31% بملعب يتسع لـ 71 ألف متفرج.

أبرز الحضور الجماهيري في البطولة

رغم الصعوبات، شهدت بعض المباريات أرقام حضور مشجعة. من بين هذه المحطات، لقاء باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد، الذي جمع 80,619 متفرجا على ملعب روز بول في كاليفورنيا. كما استقطبت المباريات التي أقيمت في ميامي اهتماما واضحا، نظرا لأن المدينة تضم غالبية من أصول لاتينية وإسبانية، مما انعكس إيجابيا على الحضور الجماهيري، خاصة لقاء إنتر ميامي مع الأهلي المصري الذي حضره ما يزيد على 60 ألف مشجع.

أرقام أخرى مثيرة تم تسجيلها في مباراة ريال مدريد والهلال السعودي، حيث شاهد اللقاء أكثر من 62,000 متفرج. أما مباريات أخرى مثل مواجهة “يوفنتوس” مع “العين الإماراتي”، شهدت حضور 18,161 مشجعا، ولقاء “بايرن ميونخ” مع “أوكلاند سيتي” النيوزيلندي حضره 21,152 متفرجا، بنسبة إشغال بلغت 91% و81% على التوالي بفضل صغر حجم الملاعب المستخدمة.

تحديات أخرى وازدحام جداول المباريات

إقامة المباريات خلال ساعات العمل في أيام الأسبوع، يعد أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض الإقبال. على سبيل المثال، لقاء مانشستر سيتي مع الوداد البيضاوي المغربي شهد غياب عدد كبير من المشجعين بملعب لينكولن فاينانشال فيلد بفيلادلفيا، والذي كان يتسع لـ 70 ألف مقعد. كما تأثرت البطولة بتداخلها مع كأس الكونكاكاف الذهبية، التي ينظمها اتحاد أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى بمشاركة 16 دولة، مما أضاف المزيد من التحديات تجاه استقطاب الجماهير.

  • أقيمت عدة مباريات في توقيت منتصف النهار أثناء عمل الجماهير، ما أثر على الحضور.
  • ازدحام جدول المنافسات مع بطولات أخرى كـ”الكونكاكاف الذهبية”.
  • كثرة الملاعب الكبيرة، والتي بدت شبه فارغة رغم حضور آلاف المشجعين.

أرقام مقارنة وإحصائيات بين البطولتين

جدول يوضح مقارنة بعض أرقام الحضور الجماهيري بين كأس العالم للأندية وكأس الكونكاكاف الذهبية:

المباراة عدد الحضور سعة الملعب نسبة الحضور
باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد 80,619 92,000 87.6%
الولايات المتحدة ضد ترينيداد وتوباغو (الكونكاكاف) 12,610 18,000 70%
مانشستر سيتي والوداد البيضاوي 40,000 70,000 57%

من الواضح أن البطولة تواجه مرحلة تجريبية مليئة بالتحديات، بدءًا من اختيار التوقيتات وصولًا لتوزيع المباريات عبر مدن مختلفة. ومع استمرارها، قد تكون هناك فرصة لمراجعة الاستراتيجيات التنظيمية لتحقيق نجاح أكبر في النهائيات القادمة، خاصة مع وجود جمهور شغوف بمباريات كرة القدم عالميًا.