شوف القصة: المشهد الانتخابي بصيدا يشتعل وتصفيات الحسابات تعرقل التوافق

في ظلّ المشهد الانتخابي المتجدّد بمدينة صيدا، تبرز أهمية الانتخابات البلدية المقبلة، التي أصبحت محور اللقاءات والمشاورات المكثفة بين مختلف القوى السياسية والاجتماعية. هذا التنافس لا يقتصر فقط على اختيار أعضاء المجلس، بل يهدف إلى تأسيس فريق عمل متجانس يضع رؤية شاملة للنهوض بالمدينة وتسوية مشكلاتها، مع التركيز على إشراك الشباب وأصحاب الكفاءات بعيداً عن المحاصصة والتقسيمات التقليدية.

الحراك السياسي في صيدا قبل الانتخابات البلدية

تشهد مدينة صيدا تطورات سريعة استعداداً للانتخابات البلدية والاختيارية، حيث تكثُر الاجتماعات التي تُبرز الحاجة إلى توافق بعيد عن المحاصصة واستغلال النفوذ. يرى النائب عبد الرحمن البزري أن هذه الانتخابات تمثل فرصة ذهبية لإحداث تغيير جذري في طريقة إدارة الملفات، مطالباً بضرورة دعم جيل الشباب وخوض غمار العمل البلدي برؤية جديدة. بدوره، يسعى النائب أسامة سعد إلى الدخول في منافسة مباشرة معتمداً على استراتيجية مفتوحة للتوافق أو التحدي حسب تطلّب المرحلة.

مواقف القوى السياسية من الانتخابات في صيدا

على الرغم من التوترات السياسية في المرحلة الراهنة، تختلف مواقف القوى المحلية من استحقاقات الانتخابات البلدية. يؤكد “تيار المستقبل” موقفه غير الواضح بعد، مع تفضيل عدم التدخّل المكثف، بحسب ما صرّح به الرئيس سعد الحريري لعدد من الأطراف السياسية. من جهة أخرى، تؤكد “الجماعة الإسلامية” أهمية تشكيل مجلس بلدي يعتمد التخصص والكفاءة ويمنح الشباب فرصة للقيادة، مما يعزز الوحدة ويخدم مصلحة المدينة.

الجهود الأهلية ورؤية النهوض بالمدينة

يلعب تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا دوراً أساسياً في تحفيز البيئة الانتخابية، مقترحاً إشراك رجال الأعمال وأصحاب الخبرات الاقتصادية في تشكيل مجلس بلدي جديد يهتم بقضايا المدينة الجوهرية. أما رئيس البلدية السابق محمد السعودي، فقد دعا إلى اعتماد خطة عمل واضحة تخدم المجتمع، مطالباً باختيار مرشحين ذوي كفاءة بعيداً عن التجاذبات السياسية، مشيراً إلى استعداده الدائم لدعم أي جهود تصب في مصلحة صيدا.

تمثل انتخابات بلدية صيدا محطة هامة لإعادة هيكلة الإدارة المحلية وفق رؤية تستجيب لمتطلبات التنمية، مع العمل على تحقيق مصلحة عامة حقيقية بعيداً عن المصالح الضيقة.