الدولار يحقق أكبر مكاسب أسبوعية جديدة في أكثر من شهر

في الفترة الأخيرة، شهد الدولار الأميركي صعودًا قويًا، حيث استطاع تسجيل أكبر ارتفاع له خلال أكثر من شهر، مدعومًا بمجموعة من التحديات الجيوسياسية والاقتصادية التي دفعت المستثمرين للتوجه نحو الملاذات الآمنة التقليدية مثل الدولار. الكلمة المفتاحية هنا ليست فقط أداة لتحليل الأسواق، بل أيضًا مؤشر يعكس كيف يُظهر الاقتصاد تقلباته في ظل الأوضاع الراهنة، وكل ذلك يجعل الدولار محط أنظار الجميع.

الصراع بين إسرائيل وإيران وتأثيره على الدولار الأميركي

لا شك أن استمرار الصراع بين إسرائيل وإيران ألقى بظلاله الواضحة على الأسواق العالمية. في ظل القلق المستمر من احتمالية تورط الولايات المتحدة بالصراع، يجد الدولار الأميركي نفسه في وضع متفرد يعزز من قوته. ومع إعلان البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترمب سيتخذ قراره قريبًا بشأن هذا الملف، تبقى الأسواق حذرة للغاية. هذه التوترات لم تجعل الدولار فقط يرتفع بل أدت إلى تغييرات أخرى مثل تقلب أسعار النفط ومشتقات الطاقة، والتي وصلت إلى انخفاض بأسعار خام برنت بأكثر من 2%، بينما بقي عند مستويات مقاربة لـ77 دولارًا للبرميل.

لكن هل يعني هذا أن المستثمرين أصبحوا أكثر جرأة؟ الإجابة هي “لا”، حيث أوضح المحللون أن احتمالية توسيع دائرة الصراع جعلت شهية المخاطرة محدودة بشكل كبير. ومع استمرار حالة عدم اليقين هذه، يظل الدولار الأميركي القاسم المشترك بين الأحداث.

كيف أثرت الأحداث على العملات الأخرى؟

في موازاة ذلك، شهدنا تباينًا في أداء العملات الرئيسية الأخرى. على سبيل المثال، استطاع اليورو تحقيق مكاسب طفيفة بفضل الدعم من انخفاض أسعار النفط، حيث ارتفع بنسبة 0.24% ووصل إلى 1.1527 دولار، بينما زاد الين الياباني بنسبة 0.1% ليصل إلى 145.35 ين للدولار. المثير للاهتمام أن التضخم الياباني لعب دورًا إيجابيًا لصالح الين، حيث أكدت بيانات التضخم الأخيرة وتوجهات بنك اليابان نحو رفع الفائدة احتمالية مواصلة التعافي رغم مستوياته التاريخية المنخفضة.

أما الفرنك السويسري، فرغم استمراره عند مستوى 0.816 دولار، إلا أنه يقترب من تسجيل انخفاض ملحوظ بعد أن قرر البنك المركزي السويسري خفض تكلفة الاقتراض إلى مستويات صفرية. من جهة أخرى، العملات المرتبطة بالمخاطرة مثل الدولار الأسترالي والنيوزيلندي شهدت ارتفاعات طفيفة بنسبة 0.1% لكل منهما، في حين سجل الجنيه الإسترليني ارتفاعًا أيضًا ليصل إلى 1.349 دولار.

الدولار الأميركي والقرارات الاقتصادية الكبرى

لم تقتصر العوامل المؤثرة على الدولار الأميركي على التوترات الجيوسياسية فقط، بل شملت أيضًا تأثيرات قرارات البنوك المركزية حول العالم. فعلى سبيل المثال، فوجئ المستثمرون بقرار بنك النرويج خفض أسعار الفائدة بـ25 نقطة أساس بشكل غير متوقع، مما أثر سلبًا على الكرونة النرويجية التي انخفضت بحوالي 1% مقابل الدولار.

من ناحية أخرى، استمرت التوقعات ضمن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن خفض أسعار الفائدة، حيث أكد جيروم باول، رئيس الفيدرالي، ضرورة الحذر من المبالغة في تقدير هذه الخطوات المستقبلية. هذه التحذيرات ساهمت في تعزيز مكاسب الدولار خلال الأسبوع الماضي، رغم الانخفاض الإجمالي الذي شهده منذ بداية العام بنحو 9%.

  • التوترات الجيوسياسية العالمية عززت الطلب على الملاذات الآمنة مثل الدولار
  • قرارات البنوك المركزية ساهمت في تقلبات العملة، مثل خفض الفائدة المفاجئ في النرويج
  • تأثير انخفاض أسعار النفط كان إيجابيًا لبعض العملات لكنه لم يخفف من قوة الدولار

مستجدات الرسوم الجمركية وتأثيرها على الأسواق

مع اقتراب الموعد النهائي الذي حددته الإدارة الأميركية لفرض رسوم جمركية في يوليو القادم، عادت المخاوف بشأن تأثير هذه الخطوة على الاقتصادات العالمية لتطفو على السطح. أفادت مصادر أن هناك نقاشات جادة بين الأوروبيين والأميركيين للوصول إلى اتفاق تجاري، حيث يدرس الجانبان فرض تعريفات متبادلة بنسبة 10% كأساس لأي اتفاق مستقبلي.

وفي سياق متصل، استطاع اليوان الصيني تسجيل ارتفاع طفيف ليصل إلى 7.18 يوان للدولار، بعد أن قررت الصين الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير. هذا القرار جاء ليؤكد استراتيجية الصين في الحفاظ على استقرار عملتها وسط أجواء من التوازن الحذرة.

العملة الأداء الأسبوعي التغير مقابل الدولار
اليورو صعود +0.24%
الين الياباني صعود طفيف +0.1%
الكرونة النرويجية انخفاض -1%
الجنيه الإسترليني ارتفاع +0.2%

التغيرات الأخيرة في أداء الأسواق المالية تعكس بوضوح كيف أصبحت الاقتصاديات العالمية مترابطة بشكل كبير، فعلى الرغم من أن كل منطقة تواجه تحدياتها الاقتصادية، تبقى التحركات الكبرى مثل قوة الدولار أو التوترات الجيوسياسية عاملًا مشتركًا يعيد صياغة قواعد اللعبة الاقتصادية.