صدق أو لا تصدق: الدراما قوة جبارة بتشكيل الوعي وترجمة الواقع بحرفية

يُعتبر العمل الدرامي نافذة تعكس واقع المجتمعات وتسلط الضوء على القضايا التي تلامس حياة الناس اليومية، فهو ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل أداة لإحداث التغيير والتأثير الإيجابي على الرأي العام. وفقًا للناقد الفني طارق مرسي، فإن نجاح العمل الدرامي يكمن في تغلغله في صلب المجتمع وملامسته لجوانب حياتية حقيقية، مثل “مسلسل لام شمسية” الذي نال إعجاب المشاهدين خلال شهر رمضان الماضي.

أهمية العمل الدرامي في عكس قضايا المجتمع

يقول طارق مرسي إن الأعمال الدرامية تساهم في حل مشكلات المجتمع من خلال تقديمها درامياً بشكل يكشف عن الجوانب السلبية والإيجابية في آنٍ واحد. كما أن هذه الأعمال تعمل كمنصة لطرح النقاشات حول القضايا الحساسة التي غالباً ما تتجاهلها وسائل الإعلام الأخرى. بالإضافة لذلك، فإن التطوير الحاصل في كتابة الدراما يعتمد الآن على مساهمة خبراء في مجالات علم الاجتماع وعلم النفس لضمان تقديم محتوى واقعي ومؤثر.

دور المؤتمرات المتخصصة في تطور الدراما

يشير الكاتب الصحفي أحمد المسلماني في سياق دعوته لمؤتمر “مستقبل الدراما” إلى أهمية إحياء الدور الفعّال للإنتاج الدرامي المصري، خاصة تلك الأعمال التي أضافت قيمة حقيقية وتركت بصمة في تاريخ التلفزيون المصري كالتي خرجت من مبنى ماسبيرو. يعتبر هذا المؤتمر خطوة نحو تعزيز المسار الثقافي من خلال الدراما وتأكيد مكانتها كجزء أساسي في نشر القيم والسلوكيات الإيجابية داخل المجتمع.

الدور التنويري للدراما في تشكيل وعي المجتمع

أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أهمية التركيز على إنتاج درامي يتناول المبادئ والتقاليد الاجتماعية الإيجابية، والابتعاد عن الأعمال التي تنشر العنف أو تروج للشخصيات السلبية. هذا التوجيه يعكس دور الدراما في تشكيل وعي الشباب وتقديم نماذج تُحتذى بدلاً من بث رسائل تزيد من تدهور القيم المجتمعية.

ختامًا، تظهر أهمية الدراما في تمكين المجتمعات وإحداث تغيير ملموس يقود إلى مستقبل أكثر انسجامًا وقيمًا إيجابية. يُعتبر العمل الدرامي وسيلة جادة لتشكيل وعي الأفراد وتمهيد الطريق نحو مجتمع يرتقي بأخلاقه وقيمه.