انخفاض الطلب على الملاذات الآمنة يضع الذهب أمام أول خسارة منذ 3 أسابيع

يتجه الذهب في هذا الأسبوع نحو تسجيل أول انخفاض له منذ حوالي ثلاثة أسابيع، حيث تغيّرت الأحوال داخل الأسواق المالية مع تراجع حدة التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وأدى ذلك إلى انخفاض الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب، كما زادت تصريحات الاحتياطي الفيدرالي حول التضخم من احتمالية الحد من خفض أسعار الفائدة، مما أثر بشكل واضح على حركة المعدن الثمين.

سعر الذهب عند أدنى مستوياته هذا الأسبوع

شهد سعر الذهب انخفاضاً ملحوظاً بنسبة 0.5% ليستقر التداول بالقرب من 3,353 دولاراً للأونصة يوم الجمعة، مما يعني أنه فقد أكثر من 2% من قيمته خلال الأسبوع الماضي، ولكن هذا ليس مجرد تأثير ثانوي، بل يعكس حراكاً أعمق داخل الأسواق العالمية.

تصريحات مسؤولة بارزة في البيت الأبيض أدت إلى تهدئة المخاوف من تصعيد التوترات الإقليمية، إذ أوضحت المتحدثة باسم الرئيس الأمريكي أن قراره بشأن دعم الهجمات الإسرائيلية على إيران سيتأجل أسبوعين، مما خفف التوقعات المتعلقة باندلاع حرب شاملة في المنطقة، وهو ما أثر بشكل فوري على الطلب على الذهب.

تصريحات الفيدرالي وتأثيرها على الذهب

كان لتصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول هذا الأسبوع تأثير مباشر على التحركات الاقتصادية، حيث أشار إلى مخاوف من التضخم الذي قد ينشأ عن السياسات الاقتصادية، بما في ذلك الرسوم الجمركية التي يدعمها الرئيس الأمريكي. هذه الإشارات جعلت الأسواق تعيد تقييمها بشأن إمكانية خفض أسعار الفائدة بشكل كبير.

مع تقلص توقعات خفض تكاليف الاقتراض، يتأثر الذهب سلبياً لأنه عادة يزدهر في البيئات ذات معدلات الفائدة المنخفضة. يعتبر المعدن الأصفر أقل جاذبية للمستثمرين في ظروف كهذه، ليس لأنه يفقد قيمته، بل لأنه لا يوفر دخلًا ثابتًا على غرار أدوات استثمارية أخرى.

اتجاهات الذهب والبدائل المحتملة

رغم التراجع الحالي، استطاع الذهب الحفاظ على مكاسب قوية منذ بداية العام، حيث ارتفعت قيمته بنسبة تصل إلى 25%، ولا يزال قريباً نسبياً من أعلى مستوى تاريخي سجله سابقاً عند 3,500 دولار للأونصة في أبريل. ومع ذلك، ظهرت مؤشرات جديدة تشير إلى تغيّر توجهات المستثمرين نحو معادن أخرى، فالبلاتين بات يجذب الأنظار باعتباره ملاذاً آمناً وسط ارتفاع أسعار الذهب الحالية.

وفي ما يتعلق بالتوقعات المستقبلية للذهب، انقسمت الآراء بين المحللين. ففي حين رفعت “جولدمان ساكس” سقف التوقعات إلى 4,000 دولار للأونصة خلال العام المقبل، تتوقع “سيتي جروب” أن تنخفض الأسعار في نهاية المطاف لتصل إلى أقل من 3,000 دولار بحلول عام 2026.

  • انخفاض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5% يوم الجمعة
  • ارتفاع مؤشر الدولار هذا الأسبوع رغم تراجعه اليومي
  • التفاوت الواضح في أداء الفضة والبلاتين مقارنة بالذهب

مقارنة حركة المعادن المختلفة

يبقى الذهب مؤشراً قوياً على حركة السوق، لكن هناك معادن أخرى تلعب دوراً هاماً في المنظومة الاقتصادية. الجدول التالي يوضح أداء بعض المعادن خلال الأسبوع:

المعدن التغير الأسبوعي التغير اليومي
الذهب -2% -0.5%
الفضة -1.2% -0.3%
البلاتين -0.7% -0.2%
البلاديوم استقرار 0%

وسط هذه البيانات، قد تجد الأسواق فرصاً للاستثمار في المعادن التي لم تشهد تقلبات حادة مثل البلاديوم، لكن يظل الذهب رهينة الظروف الاقتصادية والسياسات النقدية العالمية.

لا يمكن إنكار تأثير الأحداث الجيوسياسية العالمية والتصريحات السياسية على قرارات المستثمرين، ومع تباين التوقعات حول مستقبل الذهب، يبقى من المهم مراقبة التطورات الاقتصادية وتقييم الخيارات المتاحة بشكل استراتيجي.