الفيفا يحسم جدل مجموعة المغرب في تصفيات مونديال 2026

شهد عالم كرة القدم هذا الأسبوع قرارًا مثيرًا من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يسمح لمنتخب الكونغو بمواصلة المشاركة في تصفيات كأس العالم 2026 بعد أن غاب عن جولتين سابقتين في مارس الماضي بسبب عقوبة الإيقاف. هذا القرار يعكس مرونة الفيفا في التعامل مع المواقف المعقدة ومراعاة الظروف المحيطة بالمشاركين، ويبقي الأمل حيًا ولو بشكل رمزي لدى الفريق الكونغولي.

تدخلات الحكومة والقرارات الحاسمة للفيفا

تدخل الحكومة الكونغولية في شؤون اتحاد كرة القدم أثار حفيظة الفيفا، الأمر الذي أدى إلى إيقاف الاتحاد الكونغولي منذ فبراير وحتى مايو 2025. تم تعيين لجنة مؤقتة لإدارة الاتحاد بقرار من وزير الرياضة الكونغولي، بهدف حل النزاعات الداخلية. ولكن هذا التدخل أدى إلى تعليق نشاط المنتخب الوطني دوليًا، حيث اعتبر الفيفا أن تلك الخطوة تُعد انتهاكًا للوائح التي تمنع تدخل أطراف ثالثة في إدارة شؤون كرة القدم. ومع رفع الحظر بعد عودة المسؤولين المنتخبين إلى مواقعهم، أُتيحت فرصة جديدة للكونغو للعودة إلى المشاركة الدولية.

التداعيات على تصفيات كأس العالم

غياب منتخب الكونغو عن جولتين في تصفيات كأس العالم 2026، أمام كل من تنزانيا والنيجر، كانت له عواقب وخيمة. فقد خسر المنتخب الكونغولي المباراتين بصفر مقابل ثلاثة أهداف على الورق، وهو ما ضيّع عليه فرصة المنافسة الجدية في هذه المجموعة القوية. ومع ذلك، سيسمح لهم بإكمال مشوار التصفيات بدءًا من سبتمبر القادم، حيث سيلتقي المنتخب الكونغولي مع منتخب تنزانيا على أرضه، كما ستجمعه مبارتان لاحقتان مع النيجر ثم المغرب.

ورغم أن فرص الكونغو للوصول إلى كأس العالم أصبحت شبه معدومة، إلا أن استمرار مشاركتها يعكس أهمية الالتزام بالمنافسات حتى في أصعب الظروف.

كيف يتعامل الفيفا مع التدخلات السياسية؟

الفيفا يتبع سياسة صارمة تجاه أي نوع من التدخل الحكومي في شؤون اتحادات كرة القدم الوطنية، حيث يعتبر هذا انتهاكًا لاستقلالية اللعبة. لم تكن الكونغو الدولة الوحيدة التي تعرضت للإيقاف نتيجة هذه التدخلات، بل قابلنا حالات مماثلة في دول مثل تشاد وكينيا وزيمبابوي. الهدف من هذه الإجراءات هو ضمان نزاهة إدارة الاتحادات وحماية استقلاليتها من المؤثرات السياسية التي قد تضر بمستقبل اللعبة.

• الحفاظ على دور الرياضيين بعيدا عن النزاعات السياسية
• ضمان استقلالية الاتحادات الوطنية في اتخاذ القرارات
• توفير بيئة تنافسية صحيحة وعادلة

ورغم شدة العقوبات، إلا أن الفيفا أبدى قدرة على التراجع عنها عند زوال الأسباب، مثلما حدث مع الكونغو بعد انتهاء التدخل الحكومي واستعادة المسؤولين المنتخبين لمهامهم.

جمهور كرة القدم يترقب الآن لمشاهدة ما ستقدمه الكونغو في الجولات القادمة، خاصة أنها ستواجه المغرب أحد أقوى فرق القارة، ورغم الصعوبات، فإن أي هدف أو نتيجة إيجابية سيكون لها طعم خاص في ظل الظروف التي واجهها المنتخب. تصريح الفيفا الأخير أعاد نوعًا من الأمل، وربما درسًا جديدًا لباقي الدول حول أهمية احترام لوائح الاتحاد الدولي لضمان استمرار التنافس الرياضي النزيه.