قرار رسمي استدعاء خيري رمضان للتحقيق بسبب حلقة أثارت الجدل

في خطوة أُثارت كثيرًا من التساؤلات، أعلنت نقابة الإعلاميين عن استدعاء الإعلامي البارز خيري رمضان للتحقيق الرسمي داخل مقر النقابة بجاردن سيتي، وذلك على خلفية حلقته المثيرة التي عُرضت يوم 15 يونيو 2025 ضمن برنامجه “مع خيري” على قناة المحور. النقابة أصدرت بيانًا أشارت فيه إلى أن الحلقة حملت تجاوزات مهنية تتناقض مع ميثاق الشرف الإعلامي، وهو الأمر الذي دفعها لاتخاذ هذا القرار الحاسم، حسب تصريحات نقيب الإعلاميين الدكتور طارق سعده.

ملاحظات النقابة على أداء خيري رمضان

في تحليل دقيق، أفاد تقرير المرصد الإعلامي التابع للنقابة بأن الحلقة المشار إليها تضمنت آراء وصفها التقرير بالمنحازة والبعيدة عن الموضوعية، وهو ما يُعد من خروقات الضوابط الإعلامية والمواثيق المهنية. كما أشارت النقابة إلى أن أسلوب التقديم طُرح بشكل أثار الكثير من الجدل ليس فقط بين مشاهدي البرنامج، ولكن أيضًا داخل الأوساط الإعلامية والرياضية. ونبه النقيب إلى أهمية التزام كافة الإعلاميين بالقواعد المهنية التي وُضعت لضمان توجيه الرسالة الإعلامية بشكل متوازن ومسؤول.

ردود الأفعال والهجوم المتبادل

وسط تفاعلات القضية، صعد الكاتب مدحت العدل إلى الواجهة بتصريحات قوية تُهاجم خيري رمضان. عبر حسابه الرسمي بمواقع التواصل الاجتماعي، اتهم العدل الإعلامي بقيادة حملة مُوجهة ضد وزير الشباب والرياضة، الدكتور أشرف صبحي. وأدعى بأن رمضان قدّم خلال الحلقة رسائل ومزاعم عن علاقة الوزير بالنادي الأهلي وصفها بـ”المضللة وغير الدقيقة”، مُشيرًا إلى أنها جاءت لتأجيج حالة الانقسام والجدل في الشارع الرياضي. كما أكد العدل أن الوزير يمثل الدولة، ويجب أن يتم تناوله اعلاميًا بموضوعية بعيدًا عن محاولات استغلال بعض المواقف لتحقيق إثارة إعلامية على حساب الحقيقة.

نظرة مستقبلية حول إجراءات النقابة

حتى لحظتنا هذه، لم تصدر النقابة قرارًا حول موعد محدد للتحقيق مع الإعلامي، لكن جميع المؤشرات تُرجح أن الإجراءات ستُنفذ خلال الأيام القليلة القادمة في إطار تتبع النقابة للأمر بشكل عاجل. سيُتاح لخيري رمضان تقديم دفاعه ورؤيته حول ما وُجه إليه من اتهامات تتعلق بمحتوى الحلقة، لكن السؤال الذي يؤرق الجميع هو: ماذا سيكون القرار النهائي؟ يُمكن أن يُصدر بحقه عقوبات تتراوح بين توجيه اللوم إلى الإيقاف المؤقت عن مزاولة المهنة، وقد تصل الإجراءات إلى الشطب المؤقت من جداول النقابة.

مقارنة بين العقوبات الإعلامية المُحتملة

لتوضيح الخيارات المتاحة أمام النقابة في حال إدانه خيري رمضان، يمكن النظر إلى الجدول التالي الذي يلخص الخيارات التأديبية:

ضبط الإعلام: ما بين الحرية والمسؤولية

ما يحدث مع خيري رمضان يسلط الأضواء على قضية أكبر وأعمق تتعلق بكيفية تحقيق التوازن بين حرية التعبير من جهة، وضرورة التزام الإعلام بضوابط الميثاق المهني من جهة أخرى. يكمن التحدي في أن الإعلام يلعب دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام، وهو ما يتطلب منه أن يرتقي فوق الخصومات أو الانتماءات الفردية ليكون صوتًا مُحايدًا يخاطب عقول الجمهور لا مشاعرهم.

الأحداث الأخيرة تفرض تساؤلات حول مدى استعداد المجتمع الإعلامي لمراجعة معاييره الأخلاقية والمهنية، في وقت يحتاج فيه المشاهد العربي إلى إعلام مسؤول يُقدّم له الحقيقة بشكل صادق وغير مُغرض. القضية مفتوحة الآن والنقاش حولها مستمر في أروقة الإعلام وبين أفراد المجتمع.