نتنياهو وهرتسوج يتوعدان إيران سنقضي على برنامجها النووي والصاروخي

يشهد الملف الإيراني الإسرائيلي تصعيدًا لافتًا في الآونة الأخيرة، حيث برزت التصريحات النارية من قادة إسرائيل حول الجهود المستمرة للقضاء على البرنامج النووي والصاروخي الإيراني، وهو موضوع يشغل الساحة الدولية بشكل واسع. وفي هذا السياق، جاءت تصريحات الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج لتضع النقاط على الحروف بشأن الموقف الإسرائيلي الصارم تجاه تهديدات البرنامج الإيراني، مؤكدًا استعداد بلاده لاتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لإنهاء تلك التهديدات.

هرتسوج: لا مجال للتهاون مع البرنامج النووي الإيراني

أكد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج أن إسرائيل تدرك تمامًا خطورة البرنامج النووي الإيراني وما يحمله من مخاطر على الأمن الإقليمي والدولي، وذكر أن الحلول الدبلوماسية ليست مستبعدة، لكن الأولوية ستظل لتحقيق أهداف إسرائيل بشكل مباشر ومحدد. وأوضح أن هدفهم ليس تغيير نظام الحكم في إيران بحد ذاته، لكنه أشار إلى أن ذلك قد يكون في مصلحة الشعب الإيراني لو تحقق.

من ناحية أخرى، شدد هرتسوج على أن الدبلوماسية قد تكون الطريق الأقل تكلفة لتجنب المواجهة، إلا أنه ركز على أهمية ضمان نتائج ملموسة تمنع إيران من امتلاك سلاح نووي أو تطوير قدرات صاروخية تمثل خطرًا على أمن إسرائيل ومستقبلها.

نتنياهو وتصعيد العمليات الإسرائيلية تجاه إيران

في المقابل، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحات حاسمة، مشيرًا إلى أن العمليات الإسرائيلية تجاه إيران قد كلفت الدولة الكثير، سواء من ناحية الخسائر البشرية أو المادية، لكنه أكد أن هذه العمليات ضرورة استراتيجية لا بد منها لتحقيق الأمن القومي الإسرائيلي. وأشار إلى أن إيران تمثل تهديدًا وجوديًا عبر برامجها النووية والصاروخية، وهذا يتطلب ردًا حاسمًا ومستمرًا من إسرائيل.

وبينما كان يزور مستشفى سوروكا في بئر السبع الذي تعرض لهجوم صاروخي إيراني، أوضح نتنياهو أن “لا أحد يتمتع بحصانة داخل إيران”، مشيرًا إلى إصدار أوامره بتركيز الجهود على الأفعال الميدانية بعيدًا عن التصريحات المطولة. وأضاف أن إيران تسعى لإنتاج 20 ألف صاروخ، وهو أمر لا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال.

عمليات إسرائيلية مكثفة ضد إيران

حاليًا، تركز إسرائيل بشكل كبير على استهداف الأهداف النووية والصاروخية الإيرانية عبر عمليات دقيقة، ووفقًا للتصريحات، فإن العمليات قد بدأت بالفعل وتهدف إلى تحجيم قدرات إيران تدريجيًا بشكل يستنزف قدرتها على مواصلة تطوير برامجها. هذه العمليات تشمل استهدافات متفرقة لتقليص إمكانات تطوير وتخزين الصواريخ الباليستية وكذلك المنشآت النووية التي يُعتقد أنها تساهم بشكل مباشر في تهديد الأمن الإسرائيلي.

وفي هذا الإطار، يمكن رصد الخطوات الإسرائيلية الحالية كالتالي:

• اعتماد استراتيجية هجومية مكثفة على المنشآت النووية الإيرانية.
• استهداف مخازن الصواريخ الباليستية التي تطورها إيران.
• التنسيق مع الحلفاء الدوليين لتطويق إيران دبلوماسيًا وإقليميًا.

مقارنة بين تصريحات هرتسوج ونتنياهو

لتوضيح الفرق بين مقاربات هرتسوج ونتنياهو فيما يتعلق بالملف الإيراني، يوضح الجدول التالي طبيعة الرؤى والإجراءات التي أعلنها كل منهما:

مع تصعيد العمليات الإسرائيلية ضد إيران، يبدو أن المواجهة قد تتحول إلى صراع طويل الأمد، حيث تؤكد تل أبيب التزامها بالقضاء على البرنامج النووي الإيراني بأي وسيلة. القرارات التي يمكن أن تُتخذ لاحقًا ستعتمد على تطورات الأوضاع في المنطقة، كما أن التفاعل الدولي مع الملف سيكون له دور كبير في تحديد ملامح المستقبل.