إنجاز جديد جامعة سان خوسيه ستيت تحصد أربع جوائز بابتكار الذكاء الاصطناعي

في عالم يشهد تحولات رقمية متسارعة، تسلط جامعة سان خوسيه ستيت الضوء على أهمية الابتكار في التعليم العالي من خلال مشاريع ريادية تمكنها من حصد أربع جوائز مرموقة بفضل دمج الذكاء الاصطناعي بشكل مدروس في المناهج الدراسية. تدفع هذه الجهود نحو بناء بيئة تعليمية تسعى لتحضير الطلاب لعالم مليء بالتحديات في ظل التطور التكنولوجي السريع.

دمج الذكاء الاصطناعي في مناهج التصميم

تعد مناهج التصميم من إحدى المجالات التي تحظى باهتمام خاص في جامعة سان خوسيه ستيت، حيث أطلقت مشروعًا طموحًا بعنوان “مستقبلات إبداعية”. يركز هذا البرنامج على الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحديث المناهج التعليمية في التصميم الجرافيكي والصناعي وتصميم التفاعل، مع التركيز على التعلم التجريبي والعمل الجماعي لتحفيز الإبداع. المشروع لا يكتفي بالتطوير التقني فقط بل يولي اهتمامًا للجوانب الأخلاقية من خلال وضع إرشادات وقواعد عمل واضحة، وبالتالي يضمن تأهيل الطلاب لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التصميم بطريقة محترفة ومسؤولة.

يستهدف هذا المشروع تعزيز التعلم العملي من خلال تطوير دراسات حالة وأمثلة ملموسة تساعد الطلاب على استيعاب دور الذكاء الاصطناعي كمساعد إبداعي بدلاً من كونه بديلاً ليحل محل الإنسان.

تعليم الكتابة عبر الذكاء الاصطناعي

في مبادرة فريدة من نوعها، يستهدف مشروع آخر يحمل عنوان “الزمن، النزاهة، والابتكار” تحويل آليات تعليم الكتابة لمرحلة جديدة، حيث تُدمج أدوات مثل ChatGPT وGrammarly في المناهج الدراسية. يركز المشروع على تطوير المساقات الأساسية English 1B وEnglish 2 نحو أنشطة تعزز التواصل بين الإنسان والآلة، مثل الكتابة المشتركة وقصص السرد التفاعلي.

كما يتم تدريب أعضاء هيئة التدريس لإثراء الأدوار التعليمية للذكاء الاصطناعي ضمن عملية تدريس الطلاب. هذه الورش التدريبية تسعى ليس فقط لتحسين أداء المدرسين من الناحية التقنية، ولكن أيضًا لتطوير بيئة تعلم عادلة تتجاوب مع الأخلاقيات المهنية، مما يتيح للطلاب فرصة المشاركة بفعالية في عالم رقمي متزايد التعقيد.

الهام في هذا المشروع هو نهجه التكاملي الذي يسعى لإعداد الطلاب ليكونوا قادرين على التفكير النقدي وتطبيق مهارات جديدة تتلخص في دمج الذكاء الاصطناعي ضمن مختلف الأوساط التعليمية والمهنية.

تحديث مقررات الأعمال بالذكاء الاصطناعي

لا تقتصر الجهود النوعية في جامعة سان خوسيه ستيت على أقسام العلوم الإنسانية والفنون فقط، إذ يحمل مقرر إدارة الأعمال النهائي (BUS3 189) رؤية مستقبلية واضحة، حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد دراسات حالة تحاكي وقائع الإدارة الاستراتيجية.

تتيح هذه الدراسات للطلاب فرصة التعرف على سيناريوهات متعددة وتقييم الاستراتيجيات اللازمة لحلها، مما يعزز التفكير النقدي ويزيد من عمق الاستيعاب النظري. كما يتضمن المشروع إنشاء قاعدة بيانات مركزية تُجمع فيها دراسات الحالة المستخلصة بواسطة الذكاء الاصطناعي، لتكون مرجعًا مشتركًا بين كافة الجامعات التابعة لولاية كاليفورنيا.

الأداة مجال التطبيق
ChatGPT توليد النصوص الإبداعية وتحليل الأفكار
Grammarly تدقيق الكتابة وتحسين قواعد اللغة
Google Gemini تحليل البيانات وابتكار حلول جديدة

تطوير أدوات التعليم لمعلمي الكتابة

بهدف تمكين المدرسين من استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل فعال في صفوف الكتابة، تم إطلاق ورشة تطوير مهني تستهدف إنشاء بيئة تعليمية تسهم في تعزيز الإبداع والتفاعل بين المدرسين والطلاب. تنقسم هذه الورشة إلى مرحلتين، إحداهما تهدف إلى تعليم المدرسين التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة، بينما تركز الأخرى على تقييم تطبيقاتهم العملية لتحسين البيئات الدراسية.

يتوقع أن تمتد تأثيرات هذه الورشة إلى أكثر من 1000 طالب خلال عامها الأول، مما يعني أنها تحمل قدرة حقيقية على تحويل تجربة التعليم الأكاديمي من خلال نموذج عملي يمكن تطبيقه في مختلف الجامعات.

تعكس هذه المشاريع رؤية جامعة سان خوسيه ستيت الرامية إلى ترسيخ مكانتها كرائدة في تقديم تعليم مبتكر يضع الطلاب في صميم المشهد الرقمي الجديد. قد تكون هذه البداية لكنها تفتح الباب لأفق واسع من الفرص المتجددة في التعليم والتكنولوجيا.