تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران يدفع أسعار النفط إلى القفز

ارتفعت أسعار النفط مجددًا وسط توترات متصاعدة في الشرق الأوسط، ما جعل الأسواق في حالة ترقب مستمرة. جاءت الزيادة الأخيرة مدفوعة بالنزاع بين إسرائيل وإيران، الذي دخل أسبوعه الثاني، إلى جانب الغموض الذي يكتنف موقف الولايات المتحدة من التدخل في هذا الصراع. ارتفاع خام برنت إلى 78.29 دولار، الذي يمثل زيادة بنسبة 2.1%، كان مؤشرًا واضحًا على حساسية السوق تجاه الأحداث الجيوسياسية، وكذلك خام غرب تكساس الوسيط الأميركي الذي ارتفع بنفس النسبة ليصل إلى 78.34 دولار.

النزاع بين إسرائيل وإيران يؤثر على أسعار النفط

الأحداث الأخيرة في المنطقة لم تمر دون أثر على أسواق النفط. تصاعدت الاشتباكات بين إسرائيل وإيران، حيث استهدفت إسرائيل مواقع نووية، وردّت إيران بهجمات صاروخية طالت مستشفى إسرائيليًا. هذه التطورات وضعت تدفقات النفط وممراته العالمية في خطر، لا سيما مع التركيز على مضيق هرمز. وبالنظر لكون إيران ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، تُنتج حوالي 3.3 مليون برميل يوميًا، فإن أي تعطل في الإنتاج أو الإمداد يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات كارثية على الأسواق العالمية.
راقبت الأسواق هذه التطورات وسط قلق متزايد، خاصة أن حوالي 18 إلى 21 مليون برميل من النفط يوميًا يمر عبر هذا الممر الحيوي. هذا جعل المستثمرين في حالة ترقب لأي إشارات جديدة، خاصة مع انتظار تصريحات أوضح من الأطراف المعنية حول مستقبل الصراع وكيفية تأثيره على التجارة العالمية.

سياسة الرئيس الأميركي تزيد الضبابية

في وقت تتجه فيه الأنظار نحو البيت الأبيض، جاء موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليزيد من غموض المشهد. صرح ترامب بأنه لم يتخذ قرارًا نهائيًا بشأن انضمام الولايات المتحدة للجانب الإسرائيلي في هذا النزاع، وهو ما أبقى الأسواق في حالة تأهب مستمر. هذه الأجواء المشحونة دفعت محللين اقتصاديين، كالمحللة بريانكا ساشديفا من "فيليب نوفا"، إلى الإشارة إلى أن السوق يعيش حالة من التوتر، بانتظار ردود أفعال جديدة قد تحدد مصير استقرار منطقة الشرق الأوسط وتدفق النفط حول العالم.
وما زاد الوضع تعقيدًا أن الإجازة الفيدرالية في الولايات المتحدة يوم الخميس قللت من حجم التداولات، ما أدى إلى ردود فعل أكثر بطئًا من المعتاد. ومع ذلك، فإن التحليل يُشير إلى احتمالية تقلبات جديدة في الأسعار، بناءً على تطورات الأيام المقبلة في النزاع الدائر.

مضيق هرمز: شريان الحياة الذي يواجه الخطر

ليس من المبالغة وصف مضيق هرمز بشريان الحياة لتجارة النفط العالمية، إذ يعبر من خلاله ما يصل إلى خمس النفط المتداول عالميًا يوميًا. أي اضطراب هنا قد يؤدي إلى إشعال أزمة عالمية. ومع استمرار التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، تزايدت المخاوف من أن الخط الملاحي الحيوي قد يصبح غير آمن.
ولكن ماذا يعني ذلك للأسواق؟ الأمر ببساطة يرتبط بالعرض والطلب. تعطّل المضيق قد يؤدي إلى نقص كميات النفط المتاحة عالميًا، مما يعني ارتفاع الأسعار بشكل أكبر. وإلى جانب ذلك، فإن احتمالات تضرر البنى التحتية في المنطقة قد تضيف مزيدًا من الضغط على السوق.

التغييرات المتوقعة في السوق العالمية

إذا استمر الصراع، فمن الممكن أن نرى تغيّرات ملموسة في الأسواق خلال أسابيع. قد تقوم دول كبرى مثل السعودية وروسيا بزيادة إنتاجها لتعويض أي نقص نتيجة تعطل الإمدادات الإيرانية، إلا أن هذا الخيار قد لا يكون سريعًا بما فيه الكفاية للتأثير على الأسعار.
فيما يلي بعض النقاط الرئيسية التي يمكن أن تؤثر على السوق:

• تصاعد الصراع العسكري وامتداده إلى مناطق أخرى
• أي تدخل محتمل من الولايات المتحدة أو دول غربية أخرى
• حجم الضرر الذي قد يحدث في البنية التحتية النفطية القائمة
• استجابة القوى الكبرى المنتجة للنفط لتعويض النقص

في ظل هذا المشهد المتوتر، يبقى الحال كما هو: الأسواق تقرأ الأحداث بترقب وتعمل ضمن نطاق ضيق من التداولات. هذه التوترات يمكن أن تكون فرصة لبعض المستثمرين، خاصة مع الارتفاع المتوقع للأسعار إذا استمر الحال على ما هو عليه، بينما يبقى السؤال الأهم حول المدى الذي يمكن أن يصل إليه هذا التصعيد وتأثيره الحقيقي على الاقتصاد العالمي.
للمزيد من المعلومات حول تأثير الأزمات الجيوسياسية على الأسواق العالمية، يمكنك قراءة مقالنا حول العوامل المؤثرة في سوق الطاقة.