روسيا تحذر أمريكا من عواقب التدخل العسكري في صراع إيران وإسرائيل

وسط تصاعد التوترات الإقليمية في الشرق الأوسط، لفتت روسيا الأنظار ببيان حاسم موجه إلى الولايات المتحدة يحذرها من التدخل العسكري في الحرب المشتعلة بين إيران وإسرائيل، ويُبرز هذا التطور مدى تعقيد الوضع الحالي في المنطقة، خاصة أن موسكو، الحليف المقرب لإيران، تحاول الموازنة بين التحالفات الإقليمية والدولية دون الانجرار إلى صراعات مباشرة، وهو ما يضيف بُعدًا جديدًا للأزمة الراهنة.

روسيا تحذر الولايات المتحدة بشكل خاص بشأن التدخل العسكري

على خلفية الهجمات الجوية التي شنتها إسرائيل على إيران في الأيام الأخيرة، أصدرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تصريحًا ملفتًا توجهت فيه إلى واشنطن مباشرة، محذرة إياها من التدخل العسكري في هذا الصراع، وجاءت هذه التصريحات في ظل تكهنات بشأن نية الولايات المتحدة الانضمام إلى إسرائيل عسكريًا.
وفقًا لمصادر دبلوماسية، تنظر روسيا بعين الخطورة إلي تورط أي طرف دولي جديد في هذا النزاع، خاصة الولايات المتحدة التي قد يؤدي تدخلها إلى تصعيد أكبر.

توازن موسكو الحذر في التعامل مع الصراع بين إيران وإسرائيل

روسيا، التي تعد أحد أبرز حلفاء إيران، عززت تعاونها العسكري مع طهران بشكل كبير مؤخرًا، حيث وقع الطرفان اتفاقية شراكة استراتيجية قبل بضعة أشهر. ورغم ذلك، لم تقدم موسكو دعمًا عسكريًا مباشرًا لإيران في مواجهة الضربات الإسرائيلية، بل بدت وكأنها تسعى للعب دور الوسيط.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المعروف بمواقفه الاستراتيجية المدروسة، انتقد إسرائيل علنًا بسبب الضربات الجوية الأخيرة على إيران، لكنه لم يتخذ خطوات تصعيدية، ويرى بعض الخبراء أن ذلك يعكس محاولاته لجذب تأييد الأطراف المختلفة دون أن يخسر أيًا منهم.

ولتوضيح دور روسيا تجاه الأطراف الإقليمية، إليك مقارنة بسيطة:

التصريحات الأمريكية وردود الفعل الروسية

الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لم يتردد في إثارة الجدل بتصريحه الذي ألمح فيه إلى احتمال الانضمام إلى الهجمات الإسرائيلية على إيران، لكنه أشار بعبارته الشهيرة: “قد أفعل ذلك، وقد لا أفعله” إلى إمكانية تراجع محتمل.
من جهتها، رفضت الإدارة الأمريكية عرض روسيا للتوسط في هذا النزاع، مشيرة إلى ضرورة حل الصراعات الأخرى التي تشارك فيها موسكو – وتحديدًا في أوكرانيا – قبل أن تُقدم على لعب دور الوسيط في الشرق الأوسط. ومن هنا جاء رد روسيا على لسان المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الذي شدد على أن رفض بوتين كوسيط ليس من صلاحيات الرئيس الأمريكي.

• تصعيد الصراع بين إيران وإسرائيل يضع الشرق الأوسط على حافة الانفجار.
• الولايات المتحدة تُدرك مخاطر التدخل العسكري المحتمل على استقرار المنطقة.
• روسيا تواصل المناورة بين دعم إيران وانتقاد إسرائيل دون استفزاز مباشر.

دور روسيا الحالي لم يعد مقتصرًا على الصراع بين إيران وإسرائيل فحسب، بل أصبح يشمل محاولة التصدي لمحاولات تدخل أطراف أخرى، مثل الولايات المتحدة، وإذا استمرت الأوضاع في التصعيد، قد نشهد تغيرًا دراماتيكيًا في التحالفات الإقليمية وحتى العالمية.